سامح المشد

تفاءلوا بالخير تجدوه

الخميس، 10 نوفمبر 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هذه الظروف الصعبة التى نعيشها الآن فى نهاية عام 2016، يجب أن نجعلها للنجاح والتفاؤل، وتحويل صدماتنا إلى فرص، تمنحنا القوة، والنجاح، والإبداع، فثمة سعادة حقيقية، تختبئ خلف أشياء نخشاها، ما علينا سوى أن نزيحها من أمامنا، لنلمس وراءها مانبتغيه، ومانشتهيه، وهذه الأشياء التي نخشاها، قد تكون صدمات، والصدمات نوعان واحدة تفتح الرأس، والأخرى تفتح العقل.

لا نأسف على الفرصة المهدرة، وإنما نأسف على حزننا عليها، لأن الفرص لا تموت، لكن الحزن هو المميت، بل يجب أن نشكر بعض الظروف، التي تتيح لنا فرصة خوض تجارب جديدة، لا نملك الشجاعة لخوضها طوعًا، فنتفاؤل بنتائجها، وحصادها، فالتفاؤل بذرة تزرعها في صدرك، لتحصد النجاح،  فيبقى في قلبك، لأنه نجاح حقيقي، تكتب أهدافه في القلوب، فتبقى في الصدور، ولا تكتب بالأقلام، فتذوب في السطور.

فتبقى نجاحاتنا، وتفاؤلاتنا، خطوات، تفتح شهيتنا للأحلام، بشرط أن يكون هذا النجاح، بالأمل الممزوج بالعمل، لأن الأمل بلا عمل، كالكف بلا أصابع، يصل إلى القمة، لكنه لا يستطيع أن يصافح، فتتحول السعادة الى تعاسة، رغم أن السعادة الحقيقية، تختبئ خلف أشياء نخشاها، ما علينا سوى أن نزيحها من أمامنا، لنلمس وراءها ما نبتغيه.

يجب أن نتذكر جيدًا، أن الخطوات مثل السلالم، تأخذنا إلى أعلى أو أسفل، لكننا وجدنا من يحدد الاتجاه الصحيح، فإذا حددنا الطريق، لابد أن نتوقف من كثرة الشكوى، فجميعنا يشتكي من المجتمع، وننسى أننا جزء من هذا المجتمع، ولو أن كل شخص منا، أدرك حجم تأثيره في محيطه، لإزدهرت مجتمعاتنا، ومن هذا المنطلق يجب أن نتأمل حتى نتقدم، لأن التأمل، سيمنحنا نعمة عظيمة، تتجسد في اكتشافنا، لما حولنا من خير وجمال، يجعلنا نبتكر صيغًا جديدة للامتنان، قد لا تغيّر العالم، لكن حتماً ستغيّر حياتنا ونظرتنا إليها.

قانون الأرض، هو قول حضرة النبي (ص): تفاءلوا بالخير تجدوه، فهل تعلم أنك بإستطاعتك جذب النجاحات، والطموحات، والآمال إلى حياتك، فتصبح الأحلام حقيقة؟ فالإيمان والتفاؤل بالنجاح والنصر، يعزز من تحقيقها في حياتنا، لأننا بهذه الأفكار، والإيمان، والعقيدة، نرسل طاقات تجذب الأحداث الإيجابية إلينا، فالإنسان كالمغناطيس، يجذب ناحيته الأحداث، والظروف، التي تتناسب مع معتقداته وتفكيره، فإذا ما أراد أن يغير الأحداث، فعليه أن يغير طريقة تفكيره، فإذا كانت فكرتك عن المستقبل مشرقة، متفائلة، فبها تجذب الأشخاص، والأحداث، لتحقق لك نتائج مرضية، أما إذا كانت فكرتك عن المستقبل مظلمة، ومتشائمة، فقانون الجاذبية الأرضية، (تفاءلوا بالخير تجدوه)، لن يرضيك.

فعندما نملأ أذهاننا بالأفكار السلبية، كالخوف، والفشل، والضعف، والتراجع، والتردد، والتمادي في الخطأ، فإننا نرسل طاقات قوية، تخرج من أجسادنا، نحو الكون من حولنا، فتصبح أفكارنا، ومعتقداتنا، أفعالاً واقعية، سلبية، والحديث القدسي يقول: (أنا عند حسن ظن عبدى بي)، فالمشاعر نوعان، إيجابية، وسلبية، الإيجابية مثل (النجاح، الصلاح، التفاؤل، الأمل، السعادة)، والسلبية مثل (الفشل، التشاؤم، الألم، اليأس)، فإذا كنا نريد تفعيل طموحاتنا، وتحقيق أحلامنا، فعلينا الانتباه لمجموعة المشاعر والأحاسيس التي نمتلكها، وبأيدينا نتحكم فيها، وباستطاعتنا توجيهها، فإن لم تكن موازية لما نأمل، ونطمح، ونرجو، ونصبو، فإنها لا محالة لن تتحقق، لأنه لابد أن تكون هناك موازنة منطقية، بين جميع المشاعر التي تخرج من الأفكار، والعقول، والأذهان، وإلا فلن تحقق ما تريده، فلو كان شخص ما يشعر بالإحباط، وفي نفس الوقت يطلب النجاح ، فهو لن يستطيع البقاء في الشعور بالإحباط ، مع الرغبة في النجاح.

لابد أن نبدأ بأنفسنا ، حتى نصنع التغيير، فإن جذور التغيير، تبدأ من خلالنا، فإذا تقاعسنا عن مبادرة التغيير، سنظل نشتكى، حتى نفارق الحياة، صحيح أن الحياة معقدة، ومليئة بالصعوبات، والتحديات، والمنغصات، لكن للأسف الشديد، القليل منا، هم أولئك النفر، الذين يفتحون نوافذ كثيرة للأمل والسعادة، في النفوس والقلوب، (فالسعادة لا تُستورد، بل من داخلنا تولَد)، وهؤلاء القليل هم الذين يمتلكون روحًا متألقة، على الرغم من كل ما يعانونه من ألم مخلوط بالأمل، ولايوجد ألم أكثر من أن يفقد الإنسان مثلاً، نعمة من نعم الله، كنعمة البصر، أو السمع، أو غيرها، لكن الله يعوضهم بأشياء لا تُرى، لكنها تُضيء بصيرتهم، قبل بصائرهم، تمدهم بطاقة لا تنضب، تجعلهم أكثر صلابة، ورباطة جأش، وقدرة على المواجهة، والتحدي، يمتلكون قوة تمنعهم من الإحباط، يرتطمون بعراقيل، كالأمواج العاتية، لكن لا يشعرون بها، يتابعون، ويتأملون، ولا يألمون، وينتصرون، بينما يتعثر الباقون، المتألمون، ويتوقفون.

إن البنية الفكرية لمجتمعاتنا العربية، هشة، كالقشة، وضعيفة، لكن عفيفة، ليس لها مناعة ضد النقد، فتجدنا ضعفاء أمام السخرية والتهكم، فيتحول هذا الضعف الى عنف، فيجردنا من أحلامنا، ويعصف بطموحاتنا، لذلك وجب علينا أن نعي، أن الخاسر هو الساخر، ويخسر من يسخر، وينتصر من يصبر، فأعظم النجاحات تأتي بعد أصعب الصدمات.

أتمنى أن تجعلنا هذه الظروف الصعبة، أن نحارب من أجل الأمل، فالإنسان يستطيع أن يعيش بلا بصر، ولكنه من المستحيل أن يعيش بلا أمل، فهى كلمة صغيرة، ولكنها كبيرة، فمن يعيش على الأمل، لايعرف المستحيل، فهى كزهرة تبعث إلينا طيب رائحتها، وسحر جمالها، فنحافظ عليها

تمسكنا بالأمل، وتغلبنا على اليأس، يجعلنا نسير قارب حياتنا، كيفما نشاء، مبتعدين عن الغرق، والهلاك، لأنه شمعة تنير طريقنا، وكتاب مفتوح لمن يريد أن يتعلم منا، فعلينا أن نودع اليأس والألم، باحثين عن التفاؤل والأمل، لأننا بدون أمل، كزرع بدون ماء، ومصباح بلا ضياء، فلا بد لشعلة الأمل أن تضيء ظلمات اليأس، ولا بد لشجرة الصبر أن تطرح ثمار الأمل، فلولاه ما عاش المظلوم حتى اليوم.. وأختتم بحديث حضرة النبي "ص": تفائلوا بالخير تجدوه.

 

مستشار بالسلك الدبلوماسي الأوروبي .







مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الخير

اعملوا بإخلاص تحصدوا الخير

عدد الردود 0

بواسطة:

أحلام

المثابرة والعزيمة مفتاح النجاح

اشكرك أخي الفاضل على هذا المقال الأكثر من رائع فلو كان ربع البشر يفكرون بهذا المنطق لعشنا في هذا العالم بأمن وسلام فلابد من التفاؤل ثم التفاؤل والتسلح باﻷمل وكل ماهو ايجابي وترك التفكير السلبي جانبا. مقال يجعلك ايجابيا رغما عنك فالامل وقليلا من الصبر هما الخلطة السرية للسعادة التي بدورها تقودنا الى الرضا أعلى درجات الايمان.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة