أسر تعيش فى عشش من البوص فى حضن الجبل بأسيوط by youm7
عشش صغيرة يكسوها البوص والقش والأخشاب، بدلا من الأسمنت والحديد، جدارن متهالكة على أراض رخوة.. حيوانات ضالة، وكلاب وذئاب مفترسة، تحيط المكان من كل الجوانب وتهدد أرواح الكبار والصغار.. هذه هى حياة أهالى قرية عرب الشريفة بمركز منفلوط فى محافظة أسيوط.
200 أسرة بما يقابل 1150 نسمة يعيشون تحت سفوح الجبال، تأكل أجسادهم الصقيع وتهدد أرواحهم حيوانات ضالة مفترسة من كلاب وذئاب، سقطوا من حسابات المسئولين فى محافظة أسيوط.
"اليوم السابع" انتقل إلى قرية عرب الشريفة، فكانت الكارثة الكبرى، حيث يعيش الأهالى فى قرية منعدمة الخدمات، فلا توجد بها وحدة صحية ولا توصيلات مياه أو كهرباء أو صرف صحى.
فى البداية تقول نادية سيد سالم حسين، أرملة فى العقد السابع من عمرها، إنها تعيش فى "عشة" من الطوب اللبن بنيت جدرانها المتهالكة منذ عشرات السنين فأخذت منها تقلبات الزمن ما اخذت حتى استقر بها الزمن للعيش ونجلتها الأرملة "نوال توفيق حسن" وسط أكوام من القمامة وأنقاض المنزل المتهالك من عوامل الزمن.
تضيف نادية، والدموع تتساقط من عينيها وتخرج الكلمات من فمها متقطعة أنه لا ماوى لها ولا سكن سوى تلك العشة التى كانت تختبئ بها ونجلتها، من السقيع والبرد وتحتمى فيها من الحيوانات الضالة والمفترسة، قائلة:" فى يوم هطول الأمطار الأخيرة، قبل أن يحل المساء دخلنا لنختبئ داخل العشة، إلا أن المطر اشتد علينا وبدأت عروق السقف فى التساقط، وخرجنا على الفور نبحث عن اى جدران نختبئ بها، ولجأنا إلى الجيران، واضطررن للمبيت خارج المنزل وسط العشرات الذين أذاب المطر اسقف عششهم الصغيرة.
ويقول محمود أحمد، أحد المتضررين من سقوط الأمطار أنه كان فى عمله بالقاهرة، وفوجئ فى هذا اليوم أن أبناؤه يستنجدون به بالتليفون بعد أن أغرقت.
ويضيف محمود، أنه عاد من القاهرة ليفاجئ بأن الأمطار هلكت سقف المنزل واسقطته فوق ابنائه إلا أن رحمة الله كانت كبيرة ولم يصب أبناؤه بمكروه لكن سقط سقف المنزل بالكامل.
فيما يؤكد محمد عبد الرحمن أحد اهالى القرية، أن الأمر لم يقتصر على الفقر الشديد الذى يعانى منه أهالى القرية دون ماء أو كهرباء والعيش بين العشش التى يهدرها الزمن يومًا بعد يوم بل إن الأسوأ من ذلك أن أقرب وحدة صحية تبعد عن القرية أكثر من ساعتين، وأنه بحكم العيش تحت الجبل فانه دائما ما يتعرض الأطفال لحالات لدغ الحشرات وأن أغلب الحالات التى تحتاج تدخل طبى سريع حالات لدغ الحشرات السامة وعلى حد قوله أنهم أصبحوا يعيشوا ويتعايشوا معها بالقرية إلا أن أغلب الأوقات تلدغ الحشرات الأطفال ويضطروا إلى الفرار بالطفل إلى اقرب وحدة صحية وفى هذه الحالة اما أن يصلوا بالطفل إلى الوحدة الصحية، أو أن توافيه المنيه وهم فى الطريق أو يستخدموا معه الطب البديل الذى اعتادوا على استخدامه بسبب الظروف المحيطة.
وقالت أم محمود "أرملة" فى العقد الخامس من العمر، إن لديها 4 أبناء 2 من الذكور و2 من الإناث ومات زوجها وتركها تعيش فى عشه صغيرة مبنية من الطوب اللبن بدون أى منافع فلا يوجد بها حمام ولا مياه ولا كهرباء، وأنها تعيش بأبنائها الأربعة فى ظلام دامس ونظرا لظروف القرية وعدم وجود مدارس لم تستطع حتى تعليمهم ولم يستطع ابنائها من الذكور العيش داخل عشة تنبثق من اسفل الجبل المظلم فسافر ولداها وتركاها وابنتيها.
وأضافت أم محمود هطلت علينا الأمطار الأسبوع الماضى، وكان الظلام الحالك يحيط بنا حتى اننى كدت لا أرى بناتى واستنجدت بأهل الخير يساعدوننى فى الاختباء من المطر، وانهار سقف العشة وسقطت أجزاء من الجدران، وبعد أن إنتهت العاصفة فى اليوم التالى أصبح المنزل عبارة عن خرابة ولم يصلح المنزل للعيش به بعد ذلك ولم تدر بنا الحكومة ولم يسمع أحد لاستغاثتنا.
وقال سيد إبراهيم، أحد سكان القرية انه وعلى الرغم من الفقر الشديد الذى تعيش فيه القرية، وحياة البعض منهم بدون كهرباء او ماء وسكنهم فى عشش صغيرة مظلمة تنهار عليهم بشكل شبه يومى، وسمعنا أن المحافظ، قال إنه لا توجد أية خسائر فى المحافظة بسبب الأمطار، وتجاهل الدمار الذى لحق بنا، وحرمنا من تعويضات متصررى السيول مثل باقى المحافظات.
قائلاً:"أهالى القرية، تركوا تصريحات المحافظ وراء ظهورهم، فقد اعتادوا تجاهل المسئولين لهم، وبدأوا فى إعادة بناء عششهم الصغيرة، بمواردهم المحدودة، بعدما دمرتها الامطار والسيول التى ضربت المحافظة قبل أيام، وانهارت فوق رؤوسهم بعد هطول الامطار.
وتابع : حاولنا جمع ما استطعنا جمعه من المال بالإضافة لبعض التبرعات من القرى المجاورة لإعادة سقف منازلنا بعد أن دمرتها الامطار.
ويقول أحمد إبراهيم أحد سكان القرية أن حياة الاهالى بالقرية لا تعنى أكثر من الاستيقاظ صباحا لممارسة اعمالهم اليوميه والتى تدور فى خط يومى واحد وهو زراعة الارض القليلة الموجودة حولهم والتى قاموا باستصلاح البعض منها رغم أنها جبلية ويعتبر ذلك الرزق هو مصدر الرزق الوحيد لهم، وعلى الرغم من أن المناطق جبلية واستصلاحها وزراعتها كان عبئا إضافيا على أعبائهم إلا أنهم اصبحوا غير قادرين على الانفاق عليها واستصلاحها فى ظل غلاء الاسعار وبعد أن اهلكت مزروعاتها الامطار ليفقدوا بذلك مصدر رزقهم الوحيد الامر الذى جعلهم .
اثار الامطار والسيول
نجلة نادية الارملة التى هدم السيل منزلهن
احد الاشخاص المتضررين بالقرية
منزل بالقرية
منزل بالقرية