شن حقوقيون هجوما عنيفا على واشنطن، مؤكدين أن نظام السجون فى أمريكا يعد أسوأ الأنظمة على مستوى العالم، مستشهدين بأساليب التعذيب التى استخدمتها أمريكا فى سجن جوانتناموا الذى أثار جدلا واسعا عالميا خلال الفترة الماضية.
يأتى هذا الهجوم بعدما ذكرت التحقيقات التى أعلنتها شبكة "CNN" حول التعذيب فى السجون الأمريكية، تناقضات المنظمات الحقوقية العالمية التى تصمت تماما عن انتهاكات الأمريكية فى السجون.
وذكرت شبكة "CNN" على موقعها الإلكترونى، تحقيقا حول المعاملة غير الإنسانية التى يلقاها السجناء داخل بعض السجون الأمريكية، حيث أظهرت المقابلات التى أجرتها الشبكة الإخبارية مع السجناء السابقين والحالين شكاوى تتعدد بين التمييز العنصرى والقوة المفرطة.
وأجمع السجناء بحسب ما نشرته "CNN" على هدف واحد وهو المطالبة بإنهاء "العبودية المقننة" داخل المؤسسات الإصلاحية الأمريكية، ويقول التحقيق المنشور الاثنين إنه فى حين يحظر التعديل الـ13 من الدستور الأمريكى العبودية ويسمح للسجناء بالعمل قليلا دون مقابل، يقول المدافعون عن حقوق السجناء إن الأمر يتجاوز حدود المعاملة الـ"لا إنسانية" ويرقى إلى العبودية.
من جانبه قال الدكتور كمال الهلباوى عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان إن كشف شبكة "CNN" عن التعذيب غير الإنسانى فى السجون الأمريكية جاء متأخرا للغاية، مؤكدا أن هناك كتبا عن التعذيب الذى مارسته الأجهزة الأمنية الأمريكية ضد المساجين.
وأضاف الهلباوى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الغرب يتسم بازدواجية المعايير، ففى الوقت الذى يصمت فيه عن انتهاكات أمريكا ضد المساجين، خاصة فى سجن جوانتناموا، يصوب انتقاداته فقط للدول العربية وعلى رأسها مصر، ويستخدم أسلوب الابتزاز خلال مناقشته أوضاع حقوق الإنسان.
وأشار عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان إلى أن الغرب يتسم بالازدواجية ففى الوقت الذى يقبل به بالتعذيب الذى تقوم به أمريكا ضد مساجينها ينتقد دول أخرى لم تمارس ربع ما تمارسه أمريكا من تعذيب.
بدوره قال سعيد عبد الحافظ رئيس مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان إن الانتهاكات موجودة فى كل دول العالم، ولكن والتركيز على مصر مقصود لأن المنظمات الحقوقية الدولية تستخدم بعض هذه الانتهاكات لتحقيق أغراض وأهداف مصالح بعض المنظمات الدولية وبعض الدول الغربية التى تريد أن تضغط على مصر سياسيا بذريعة انتهاكات حقوق الإنسان.
وأضاف رئيس مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، لـ"اليوم السابع"، أن هذه المنظمات تغالى فى هذه الانتهاكات وتزايد بها ليس من أجل المواطن ولكن من أجل مصالح من يعبرون عنهم فى الداخل والخارج.
من جانبها قالت داليا زيادة الناشطة الحقوقية إن نظام السجون فى أمريكا من أسوأ الأنظمة على مستوى العالم، لما يمارس فيه من عنف وحوادث مستمرة إما بين المساجين وبعضهم البعض أو بين المساجين وأفراد الحراسة.
وأضافت زيادة، لـ"اليوم السابع"، أن هذه ليست المرة الأولى التى يتمرد فيها السجناء فى أمريكا ويقومون بأعمال احتجاجية، فقد سبق وحدث ذلك فى السبعينيات والثمانينيات، لكن هذه المرة أخطر بكثير لأن الاحتجاجات تحدث بشكل متوازٍ فى أكثر من سجن، وبأعداد غير مسبوقة، وهذا أمر منهك جداً على قوات الحراسة التى قد تفقد قدرتها على السيطرة فى أى لحظة.
وأوضحت أن الاحتجاجات داخل السجون ما هى إلا انعكاس للاحتجاجات المتكررة فى الشوارع الأمريكية ضد عنف الشرطة فى التعامل مع المواطنين أصحاب البشرة السمراء على أساس عنصرى، ولعل الربط هنا بين ما يحدث فى الشارع وداخل السجون أمر وارد بقوة، خاصة إذا ما عرفنا أن غالبية المسجونين هم من أصحاب البشرة السمراء.
ولففت إلى أن حركات التمرد داخل السجون وخارجها تبشر بقيام حركة للدفاع عن الحقوق المدنية داخل أمريكا مشابهة لتلك التى قام بها مارتن لوثر كينج فى منتصف القرن الماضى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة