يواصل الأزهر الشريف إحكام سيطرته على الطلبة الوافدين منعا لاختطافهم من قبل جماعات مخالفة لمنهج الأزهر، ووقوعهم فريسة للأفكار المتطرفة، فاتخذ الأزهر الشريف عددا من الإجراءات التى تضمن الحفاظ على الطلبة الوافدين من تلك المخاطر، كما أنه بصدد اتخاذ عدد من الإجراءات الأخرى لسد جميع الطرق حول اختطافهم، حيث إنهم يمثلون أحد أهم عناصر رسالة الأزهر "القوى الناعمة" لمصر، بعودتهم لبلادهم لتوضيح سماحة ووسطية الإسلام .
وعلم "اليوم السابع" أنه ستتم مخاطبة الدول التى ترسل طلابها للدراسة بالأزهر بضرورة أن يكون هناك موافقات أمنية من بلدانهم للدراسة بالأزهر الشريف، حيث يعتبر ملف الطلبة الوافدين من ملفات الأمن القومى لمصر، خاصة بعد أن تراكمت السلبيات بشأن هذا الملف الذى أهمل لفترة طويلة، حيث اقتحم شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، هذا الملف باتخاذ عدد من الإجراءات منها أن تكون الدراسة مقتصرة على القاهرة فقط، بعد أن كان الطلاب يدرسون بفروع الجامعة المنتشرة فى 22 محافظة، وبعد وصول تقارير مؤكدة باستقطاب الدعوة السلفية ببعض المحافظات لهؤلاء الطلاب وكفالتهم بعيدا عن أعين الأزهر، حيث يعد هذا الإجراء للحفاظ على الطلاب من الاستقطاب من تلك الجماعات وغيرها.
ويبلغ عدد الطلاب الوافدين الدراسيين بالأزهر الشريف 40 ألف طالب وطالبة بجميع المراحل الدراسية من 116 دولة، والنسبة الأكبر منهم من إندونيسيا وماليزيا ونيجيريا وتايلاند".
وأكد الدكتور محيى الدين عفيفى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن قرار قصر الدراسة للطلبة الوافدين على القاهرة طبق من العام الحالى، مشيرا إلى أنه كان هناك طلاب يدرسون فى الإسكندرية والأقاليم، حيث إن هذا القرار يأتى ضمن جملة من القرارات التى اتخذها الإمام الأكبر شيخ الأزهر للعناية بالطلبة الوافدين ومتابعة انتظامهم فى الدراسة حتى تتحقق الاستفادة من المنهج الأزهرى بعيدا عن أى عملية استقطاب يرفضها الأزهر وبالتالى فإن الأزهر يكرس كل جهوده لتسهيل العملية التعليمية وتثقيف وتوعية الطلاب الوافدين حتى يعودوا ويكونوا سفراء للأزهر الشريف فى بلادهم، وهذه العملية لا تتحقق إلا من خلال الانتظام ومتابعة المحاضرات، تزامن ذلك مع الاهتمام بالمناهج ونوعية الأساتذة الذين يدرسون لهم والتركيز على أهمية الحديث باللغة العربية الفصحى وبحث مشكلاتهم من خلال برلمان الوافدين الذى يلتقى بهم شيخ الأزهر مرة كل أسبوع وأحيانا أكثر من مرة، وذلك لحل كل مشكلاتهم فمثلا هناك خدمات نوعية لم ينعم بها الطلاب الوافدين من قبل فى ظل رعاية شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وتأتى عملية تركيز دراسة الطلبة الوافدين بالقاهرة من جملة اهتمامات الأزهر وتنفيذ توجيهات شيخ الأزهر.
وأضاف، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن كل ما يتعلق بإقامة الطلبة الوافدين وبقائهم فى الصفوف الدراسية جارٍ مراجعته حتى لا تكون عملية الدراسة فى الأزهر كمظلة يستطيع من خلالها الوافد ممارسة حياته كما يرى، فلا مجال إلا للطلبة الذين جاءوا لطلب العلم الأزهرى ولدراسة المنهج الوسطى فى العلوم الإسلامية وفى فهم الإسلام وفى التعامل مع الآخر، خاصة فى ظل التيارات الفكرية المتطرفة التى ترسخ للإرهاب والقتل، ويهدف الأزهر إلى الإفادة من هذا الكم الكبير الذى يدرس فى جامعته وأروقته حيث يدرس أكثر من أربعين ألف وافد ووافدة، فهؤلاء لو أحسن - وهو ما يتم عليه العمل الآن - تأهيلهم سيكونون بمثابة مشاعل معرفية فى بلدانهم وسيحدثون نقلة نوعية فى الحياة الفكرية فى مجتمعاتهم.
وتابع أن كل أنظمة الإقامة والسفر محل دراسة ومراجعة دقيقة، وذلك من أجل ضمان بقاء الوافد فى مصر لطلب العلم فى رحاب الأزهر الشريف.
ويشترط فيمن يقبل بالدراسة بالأزهر من الطلاب الوافدين أن يكون الطالب مسلماً، وأن يجتاز الطالب الامتحان الذى يعقد بالسفارة المصرية فى بلده لتحديد مدى إجادته للغة العربية قراءة وكتابة، وذلك بالتنسيق مع الأزهر الشريف، على أن يقدم أوراقه إلى سفارة جمهورية مصر العربية أو القنصليات أو المكاتب الثقافية للبعثات الدبلوماسية أو بعثات رعاية المصالح المصرية بالبلد الذى يقيم فيه الطالب، أما الدول التى ليس لجمهورية مصر العربية تمثيل دبلوماسى بها فتقدم الأوراق إلى الجهات التى يحددها الأزهر، وترسل هذه الأوراق إلى الإدارة العامة للطلاب الوافدين بمجمع البحوث الإسلامية.
أما الطلاب الوافدون المقيمون بجمهورية مصر العربية أو القادمون من تلقاء أنفسهم فيتقدمون بهذه الأوراق إلى الإدارة العامة للطلاب الوافدين عن طريق سفاراتهم بالقاهرة أو الروابط المتعرف بها التى تشرف على شئونهم إذا لم تكن لهم سفارات؛ وذلك لاتخاذ اللازم بشأنها، وأن يكون ضمن أوراق الطالب الوافد التى يقدمها للإدارة العامة للطلاب الوافدين موافقة من سفارته على الدراسة بالأزهر الشريف، وللأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية سلطة التجاوز عن خطاب السفارة والتقدم عن طريقها، وذلك بالنسبة للسفارات التى تمتنع عن إعطاء رعاياها هذا الخطاب كشرط لقبول الطالب بالأزهر.
وتأكيدًا على دور الأزهر الشريف عالميًا يقدم سنويًا ما يربو عن 1200 منحة دراسية لمسلمى أكثر من 100 دولة دون تمييز؛ وذلك لعدد من المراحل التعليمية وصولاً إلى الدراسات العليا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة