سليمان شفيق

قراءة أخرى للاتفاق الروسى الأمريكى حول سوريا

الجمعة، 07 أكتوبر 2016 06:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الاتفاق الأمريكى الروسى حول سوريا ليس مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار، وليس اتفاقا ذا بعد إنسانى يرتبط بحياة السكان فى حلب وميادين القتال، لكنه إقرار بالاعتراف بالدور الروسى فى سوريا، بالإضافة إلى توحيد أهداف وأماكن القصف الجوى بين الدولتين فى عمليات قصف المنظمات الإرهابية من تنظيم الدولة وجبهة النصرة التى تحولت إلى جبهة تحرير الشام وأعلنت أو ادعت أنها انفصلت عن القاعدة، الأمر الذى يحدث للمرة الأولى، إنه اتفاق يمتد إلى ما هو أبعد من مرمى النيران فى سوريا، لتصل إلى الرياض وانقرة، وإعادة ترتيب أوراق اللعب فى المنطقة وإنهاء الحرب الباردة الثانية.

 

هناك عدد من البنود السرية فى الاتفاقية سربتها عن عمد الصحافة الروسية تشير إلى أنه هناك "خمس وثائق سرية"، من تنازل لمن وإذا كان التنازل متبادل فمن تنازل أكثر للآخر، كل الدلائل تشير إلى أن الولايات المتحدة قدمت تنازلات أكثر، بدليل موافقة دمشق وطهران وأنقرة سريعا على الاتفاقية يكشف حجم تلك التنازلات الأمريكية، من تلك التفاهمات، غض بصر امريكا عن الاتفاق الروسى الايرانى والبدء فى بناء المحطة النووية بوشهرـ2 فى إيران وكذلك بدء مفاوضات روسية إيرانية لبناء قاعدة جوية فى همدان للقاذفات الروسية الاستراتيجية."

 

نص البند الأول من الاتفاق على إنشاء مركز اتصالات أمريكى روسى لتبادل المعلومات السريعة بين أمريكا وروسيا بغية تخفيض مستوى التوتر والعنف فى سوريا، فضلا عن حرية كل طرف مشارك بالقتال فى سوريا بالانسحاب من الاتفاق فى حال شعر بعدم تطبيقه.. واعتبار جيش النصرة منظمة إرهابية، ولكن لا احد ربط بين هذا الاتفاق وبين خسارة المعسكر الأمريكى السعودى وتفككه وبداية تخلى الولايات المتحدة عن المعارضة السورية الحليفة للعربية السعودية، خاصة وان الصحافة الروسية اكدت على ان ابرز التنازلات الامريكية لروسيا وكلمة السر هى "بشار الأسد"، ليس بقاءه فحسب ولا مشاركته فى انتخابات المرحلة الانتقالية بل شملت البنود السرية بقاء حزب البعث، وعدم حل الجيش العربى السورى كما حدث فى العراق.

 

وتذهب بعض المصادر الصحفية الروسية إلى أن تلك البنود السرية أكدت على التخلى الأمريكى عن جوهر الحلم الكردى وتحويله إلى مجرد "منطقة حكم ذاتى" فقط وأن التدخل التركى السابق فى شمال سوريا تم بالتوافق مع المصالح الروسية التى تتمركز فى الحفاظ على وحدة الأراضى السورية، وبقاء الأسد، ويتجلى ذلك فى تغيير تركيا لموقفها من بشار الأسد، ويربط أغلب المحللين بين موافقة تركيا على بقاء الاسد وموقف بوتين القوى ضد محاولة الانقلاب الأخيرة فى تركيا، وأكدت تلك المصادر أن هناك اتفاقا روسيا تركيا حدث بينهما أثناء زيارة بوتين بعد الانقلاب، وتوافق وجهات النظر على أن اعطاء الحرية للأكراد لتقرير مصيرهم سوف يضر بمصالح البلدين وأن بقاء الأسد هو الضمان الوحيد لعدم التمدد الكردى. هل يمكننا أيضا أن نربط بين الاتفاق الروسى الأمريكى ومحاولات تقسيم المنطقة بينهما وإنهاء الحرب الباردة الثانية، يشير رئيس تحرير صحيفة "ينى شفق" التركية ابراهيم قرة غل "، أن قانون جاستا الذى اقرة الكونجرس الأمريكى مؤخرا، لا يهدف إلى ابتزاز المملكة العربية السعودية فحسب بل جاء اشارة لخطة للولايات المتحدة للهجوم على قلب المنطقة على غرار احتلالها للعراق وأفغانستان".

 

هكذا يمكن قراءة الاتفاق الروسى الأمريكى وفق رؤية التحليل لا التسريب، وهل تعيد "كيرى لافروف" "سايكس بيكو" جديدة ؟.. ابعاد اخرى كثيرة سوف تكشف عنها الأيام القادمة، منها توافقات اخرى أمريكية ـ روسية ـ أمريكية ـ إيرانية، منها إنهاء الحرب الأهلية فى اليمن مقابل إنهاء الحرب فى سوريا، وامتداد الأمر إلى لبنان. أتمنى أن تهتم الدوائر السياسية المصرية بتلك الرؤية.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة