"إن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن بعد خوف أنه قد أصبح له درع وسيف"، هكذا زف الرئيس الراحل محمد أنور السادات، انتصار القوات المسلحة المصرية فى معركة 6 اكتوبر ،للشعب المصرى داخل مجلس الشعب، فى اكتوبر عام 1973، ليضع حدا للاحتلال الاسرائيلى للأراضى المصرية، تلك الحرب التى استعد لها الجيش المصرى بقوة، واستطاع تدمير نقاط استراتيجية هامة للعدو على رأسها خط برليف، وعبور قناة السويس، لتبدأ بعدها مصر خطوات استيرداد أرض سيناء.
إنه بطل الحرب والسلام، الذى تولى حكم مصر فى فترة من أصعب وأدق فتراتها فى عام 1970 بعد وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكانت مصر قد تعرضت لنكسة 1967، وبدأ السادات فى الاستعداد للحرب بإعادة إعداد الجيش المصرى وضع خطط المعركة.
فيديو اعلان السادات الانتصار فى حرب اكتوبر
ولد السادات بمحافظة المنوفية سنة 1918، وتلقى تعليمه الأول في كتاب القرية على يد الشيخ عبد الحميد عيسى، ثم انتقل إلى مدرسة الأقباط الابتدائية بطوخ دلكا وحصل منها على الشهادة الابتدائية. وفي عام 1935 التحق بالمدرسة الحربية لاستكمال دراساته العليا، وتخرج من الكلية الحربية بعام 1938.
انضم الرئيس الراحل، للضباط الأحرار، الذين قادوا ثورة 1952 ضد الاحتلال الانجيلزى، وساندهم فيها الشعب المصرى، حيث وأذاع بصوته بيان الثورة، أسند إليه بعدها مباشرة مهمة حمل وثيقة التنازل عن العرش إلى الملك فاروق.
بعد الثورة مباشرة، تولى السادات عدة مناصب حيث اسند له مجلس قيادة الثورة، رئاسة تحرير جريدة الجمهورية، التى أنشأها المجلس، وبعدها مباشرة ومع أول تشكيل وزاري لحكومة الثورة تولى منصب وزير دولة، وشارك فى مجلس الشعب عام 1957 نائبا عن دائرة تلا، ليشغل بعدها مباشرة رئيس مجلس الأمة لفترتين.
قبل وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عين السادات نائبا للرئيس، وبعد وفاة عبد الناصر مباشرة وبحكم منصبا لسادات تولى رئاسة الجمهورية، لينفذ بعدها ثورة التصحيح من خلال القضاء على مراكز القوى في مصر ، وفى بداية عهده صدر دستور 1971 والذى ظل ينفذ فى مصر حتى عام 2013 .
فيديو للسادات داخل الكينست الاسرائيلى
استطاعت مصر فى عهد الرئيس أنور السادات وضع حد للاحتلال الاسرائيلى على أراضى سيناء، حيث اتخذ السادات قرار الحرب وحدد له موعد الصفر فى الساعة الثانية ظهرا فى 6 اكتوبر 1973، حيث استطاع الجيش المصرى مواجهة الجيش الاسرائيلى ومساعدات أمريكا له، ويتغلب عليه ويحقق انتصارات عسكرية غير مسبوقة.
عادت الحياة الحزبية من جديد فى عهد السادات بعد ان توقفعت فى عهد عبد الناصر، وفى عام 1977 اتخذ قراره الذى اثار ضجة واسعة فى ذلك الحين، بإعلانه زيارة اسرائيل وإلقاء خطاب فى الكينست، دعا فيه العالم بأن يدعو للسلام ويسعى لتحقيقه ، وبعدها بعامين وقع على اتفاقية السلام مع الجانب الاسرئيلى.
لقطات من اغتيال السادات
لم يسلم أنور السادات من غدر الإرهاب، فخلال احتفاله وسط أبناءه بانتصارات حرب أكتوبر فى عام 1981 ، قامت مجموعة من عناصر الجماعة الإسلامية بتنفيذ عملية اغتيال اودت بحياته، ورغم اغتياله، لم تنس مصر ما قدمه الرئيس الراحل لها.