أعلنت وزارة الثقافة منذ أيام قليلة عن فتح باب التقدم لنيل جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية، برغم أن الحاصلين على جوائز الدولة للسنة الماضية لم يتم الاحتفال بهم، رغم أنهم حصلوا على وعود بأن الجوائز سيعلن عنها عبر احتفالية ضخمة بحضور كل وسائل الإعلام، وأن الدولة سترعى الحاصلين على جوائز الدولة التشجيعية بالتحديد وتساعدهم، ولكن ما حدث أن الجائزة انحصرت فى "شيك" توجه الحاصلون عليه باستلامه.
لى أصدقاء كثيرون من الحاصلين على جوائز الدولة التشجيعية، منهم المخرج المتميز محمد مكى الذى حصل على الجائزة من خلال إخراجه لمسرحية "طرطوف" من إنتاج البيت الفنى للمسرح، وكانت فرحته كبيرة ولكنه كان ينتظر الاحتفاء به وبكل الحاصلين معه على الجوائز بحضور السيد الرئيس والوزير والمحافظ، كما أخبروه عندما تسلم الشيك وظل ينتظر مكى والذين معه الاحتفال الضخم ولكن يبدو أن وزارة الثقافة سحبت وعدها وقررت الاكتفاء فقط بمنح الفائزين الـ"شيك" بدون احتفال.
فى كل دول العالم المتقدمة مثل هذه الجوائز التى تمنح للمبدعين يعقبها أو يتزامن معها احتفال ضخم وإعلام وتشجيع وتحفيز أدبى قبل أن يكون ماديا، ولكن فى مصر وحدها تعاملت وزارة الثقافة مع جوائز الدولة التشجيعية والتقديرية على أنها مكافاة مالية برغم أن الحافز الأدبى والدعاية الإعلامية التى كان من المفترض أن تقوم بها وزارة الثقافة لم تحدث.
المخرج محمد مكى أبلغنى بمزيد من الأسى أن حصوله على جائزة الدولة فرح به جدا وطار من السعادة عندما علم بالخبر، ولكنه قال لى بالحرف: حصلت على جائزة الدولة ولم تنتبه الدولة ولم تشعر بوجودى بل آلمتنى بفوزى بسبب التجاهل بالاحتفال والتقدير والتشجيع، فالجائزة المالية مهما بلغت سيتم صرفها وهذا ما حدث ولكن أين التشجيع وأين الرعاية للمواهب فأنا أرى الفن يحتضر والكل يمشى بجوار نعشه يرقص ويغنى فى ثمالة الجهل والعمى".
هكذا يرى محمد مكى الشاب الموهوب الحالم المخرج الحاصل على الجوائز، خريج المعهد العالى للفنون المسرحية ابن مدينة الإسكندرية، الذى أصابه اليأس والغضب من ذلك التجاهل، فالجميع يدير له ظهره ويعرضون عن طموحاته ويعتريه الأمل الضعيف المجهد من ضآلة النور، فمكى حصل على الجائزة ولكنه لم يجد عدالة الفوز والانتصار فكلما تقدم خطوة يبدو له أنها نهاية الطريق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة