رفض الكولومبيون بفارق بسيط اتفاق سلام مع المتمردين الماركسيين خلال استفتاء جرى أمس الأحد ليغرقوا بذلك البلاد فى حالة من الغموض ويدمروا خطة للرئيس خوان مانويل سانتوس لإنهاء الحرب الدائرة منذ 52 عاما.
وحصل المعسكر الرافض للاتفاق على 50.21 فى المئة مقابل 49.78 فى المئة للمؤيدين له. ولم تتجاوز نسبة المشاركة فى الاستفتاء 37 فى المئة وذلك ربما إلى حد ما بسبب الأمطار الغزيرة التى شهدتها البلاد.
وحاول على الفور طرفا الحرب طمأنة العالم بأنهما سيحاولان إنعاش خطتها للسلام.
وقال سانتوس(65 عاما) أن وقف إطلاق النار الذى جرى التفاوض عليه بالفعل سيظل ساريا وإنه سيجرى محادثات مع المعسكر الرافض للاتفاق لبحث الخطوات المستقبلية وسيرسل كبير مفاوضيه مرة أخرى إلى كوبا للقاء زعماء فارك.
وقال سانتوس "لن أستسلم سأواصل السعى إلى السلام حتى آخر يوم فى رئاستى لأنه السبيل لترك أمة أفضل لأولادنا." ولا يمكن لسانتوس إعادة ترشيح نفسه عندما تنتهى فترة رئاسته الثانية فى أغسطس آب 2018.
وطرح زعيم فارك رودريجو لوندونو الذى يشتهر باسمه الحركى تيموشينكو رسالة مماثلة من هافانا حيث عُقدت مفاوضات السلام خلال السنوات الأربع الماضية .
وقال تيموشينكو إن"فارك تؤكد رغبتها فى استخدام الكلمات فقط كسلاح لبناء المستقبل.
"نقول للشعب الكولومبى الذى يحلم بالسلام اعتمدوا علينا فالسلام سوف ينتصر."
وكان سانتوس قد قال فى الآونة الأخيرة أن التصويت بالرفض سيؤدى إلى العودة للحرب وتوقعت استطلاعات للرأى أنه سيفوز بسهولة.
وأربك الناخبون الكولومبيون المحافظون بشكل تقليدى والمؤيدون للسلام بشكل مبدئى ولكنهم غير سعداء بما يعتبرونه أسلوب تعامل لين مع المتمردين هذه التوقعات.
ويعتقد معارضو الاتفاق أنه متساهل أكثر مما يجب مع متمردى فارك من خلال السماح لهم بالاندماج فى المجتمع مرة أخرى وإنشاء حزب سياسى والإفلات من أحكام بالسجن.
ويريد المعارضون إعادة التفاوض على الاتفاق مع زعماء المتمردين الذين يقضون أحكاما بالسجن وعدم منحهم مقاعد مجانية فى الكونجرس.
وقال فرانسيسكو سانتوس النائب السابق لرئيس كولومبيا وأحد الرافضين البارزين للاتفاق إن"هذه رسالة واضحة..أطلب من كل المواطنين أن يثقوا فى أننا نعرف كيف سنعالج هذا الموقف دون إثارة اضطرابات .سنعمل مع الحكومة لإعادة صياغة هذا الاتفاق ."
