"صرت غابة" قصيدة جديدة للشاعر "حامد صبرى"

الأربعاء، 26 أكتوبر 2016 08:50 ص
"صرت غابة" قصيدة جديدة للشاعر "حامد صبرى" الشاعر حامد صبرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى قطارى الأول

كنت أنادى على السائق: أنزلنى فى محطتى؟؟

سبعون سنة

والقطار لا يقف

لا يقف

سبعون محطة.. أنادى؟!!

والسائق

بوجه يتدلى على عجلة القيادة

 

لا يرد

....

فى السبعين

يغدو كل شىء مملا

السماء زرقاء لأنها زرقاء

كوب الشاى .. شىء لاحتساء الشاى أو للتعبير عن الغضب .. أو ربما لقياس اهتزاز كفيك

والأرض دفتر حضور مهترئ  لشخص مازال مصرا على الغياب

فى السبعين لن تلاحظ الألوان.. و لن تفكر فى الكلمات المأثورة التى تسيل من تنانير النساء

"سيضايقك أنهن أصبحن لا يجدن غضاضة فى الحديث معك"

تغدو الأغانى شىء من الشخبطة على جدار العمر

والألوان متشابهة وباهتة

متشابهة

وباهتة

إلا الخوف

يصير أبيض

: تزوج ولداى

فصرت وحيداً مرتين

ثم تزوجت ابنتى

فأصبحت طفلا

لا تصدق إذا هؤلاء السبعين

انهم لا يفعلون سوى أنهم يجعلون شقتى أضيق

: كلما تقدم بك العمر يا ولدى

كلما أحسست

بأنك

قد وقعت

فى حفرة اسمها الحنين

وأن كل أعوامك القادمة

ستخرج منك

على هيئة

صراخ

صراخ على من يخرجك منها

.....

لا لم يأت القطار بعد

ساذج أنت يا صغيرى .. فالقطارات كما أسماك السلمون فى هجرتها ..

لكل قطار

رحلته الأولى التى لا يعود منها أبداً

...

هذه التجاعيد التى تخيفك على ملامحى هى كومة من الرحلات الخطأ

كل شعرة بيضاء فى رأسى

جعلتك تحدق فى بهذا الشكل

هى حادثة قطار

......

....

نولد

بمساحات ضيقة بداخل أرواحنا لا تكفينا

فنسعى لتعويضها بالمساحات التى خارجنا ..

نركض .. نبنى .. نعمل .. نشب .. نتشبث ..نصيح .. نرقص .. نغنى ..

وفى امتداد العمر

تكبر المساحات بداخلنا .. ويصغر كل ما حولنا ..يذبل يتجعد .. وتتشابه كل الموجودات فى لونها البنى القاتم

لذا فصدقنى : أنا لم أكبر

أنا فقط

صرت غابة







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة