كريم عبد السلام

دموع التماسيح من حمد بن خليفة

الأربعاء، 26 أكتوبر 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

الصور التى تداولتها وكالات الأنباء لحمد بن خليفة أمير قطر المتنازل عن عرشه ، وهو يوارى باكيا بحرارة، أباه الشيخ خليفة بن حمد آل ثان الثرى ،لا يمكن أن تعكس بأى حال من الأحوال علاقة الأمير السابق بأبيه المتوفى ، ولا طبيعة العلاقات العنيفة عموما داخل العائلة الحاكمة فى تلك الدويلة البترولية النائمة على شاطئ الخليج العربى

فى تلك الدويلة البترولية يحلم الأمراء الجدد بأن تكون إمارتهم نمرا فى الشرق الأوسط الكبير، تحقيقا لوصية شيمون بيريز رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق وعراب  "حمد بن خليفة" ، عندما نصح الأول الثانى أواسط التسعينيات بأن يسير على نهج إسرائيل التى تمتلك من الطموح والتمرد أكثر بكثير مما تملك من الأرض أو التاريخ والحضارة أو الموارد البشرية والطبيعية

وبالفعل ، لم يكذب حمد بن خليفة خبر شيمون بيريز الذى كان قد طرح عام 1993 كتابه " الشرق الأوسط الكبير" الذى بشر فيه بعلاقات جديدة فى المنطقة العربية يكون اللاعبون الأساسيون فيها هى الدويلات والإمارات الصغيرة والمستجدة غير المحملة بإرث الماضى ولا بثارات الماضى بين العرب من ناحية والدولة العبرية من ناحية ثانية ،ويكون العامل المهيمن فى تلك العلاقات هو الاقتصاد حيث تتحول الأراضى العربية إلى محطات وقود ومناجم ومصدر للأيدى العاملة الرخيصة ، وتتولى إسرائيل تسويق المنتجات وإدارة المناطق الحرة وتصدير الخبرات الفنية فى تلك السوق العربية العبرية المشتركة

بعد عامين لا أكثر انتهز حمد بن خليفة فرصة وجود والده عروبى التوجه فى سويسرا ، وأعلن الانقلاب السلمى ونصب نفسه أميرا للبلاد وفق شروط ثلاثية من واشنطن ولندن وتل أبيب ، وسرعان ما دخلت الشركات الأمريكية والمارينز الأمريكيين إلى الدوحة وشواطئ الخليج لتقترب أكثر وأكثر من طهران ، وشهدنا بناء قاعدة العديد الجوية الأمريكية وقاعدة السيلية والسيطرة الأمريكية على مطار الدوحة ، جنبا إلى جنب مع إعلان الاكتشافات الغازية والبترولية الضخمة لصالح قطر ليتعاظم دور الإمارة الصغيرة وأميرها صاحب التوجه الأمريكى الإسرائيلى فى تنفيذ المخططات الغربية للمنطقة العربية

ومع مطلع الألفية الثالثة كانت الدوحة وأميرها الانقلابى حمد بن خليفة نافذة إسرائيل على الخليج من خلال قناة الجزيرة التى جمعت متدربى "بى بى سى" من العرب وتوجهت بهم إلى الترويج للتطبيع التجارى والاقتصادى والسياسى مع تل أبيب ، ومن ناحية ثانية كانت بمثابة المنطقة الخضراء الأمريكية فى مواجهة إيران وروسيا ، فى انقلاب فكرى على الخط الذى انتهجه أمير قطر السابق خليفة بن حمد أل ثانى الذى قضى السنوات الأخيرة من عمرة محسورا يموت ببطء وهو يشاهد بلاده تتحول إلى خنجر مسموم فى خاصرة البلاد العربية ، وعلى يد من ؟ ابنه حمد الذى لم يأبه يوما لرجاءاته وبكائه بأن يرعوى ويعود إلى رشده ويوقف التعاون مع تل أبيب والنصياع لواشنطن ورعاية الإرهاب

كيف إذن يبكى حمد أباه بعدما تجاهل طويلا دموعه ورجاءاته ؟ إنها دموع التماسيح يا عزيزى لزوم الصور التى تروجها وكالات الأنباء والصحف الأمريكية!!

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة