حنان شومان تكتب: إلى مناضلى "السوشيال" الجالسين على المقاهى وأعداء كل نجاح.. الشباب المشارك فى مؤتمر شرم الشيخ يبعث على الأمل وتخطى الصعاب.. فلماذا تطاردونهم بتعليقاتكم السخيفة؟!

الأربعاء، 26 أكتوبر 2016 07:43 م
حنان شومان تكتب: إلى مناضلى "السوشيال" الجالسين على المقاهى وأعداء كل نجاح.. الشباب المشارك فى مؤتمر شرم الشيخ يبعث على الأمل وتخطى الصعاب.. فلماذا تطاردونهم بتعليقاتكم السخيفة؟! السيسى فى مؤتمر شرم الشيخ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
42016917524517122
 
ذهبت إلى شرم الشيخ وأنا أحمل اعتراضات فى نفسى حول المؤتمر، حتى قبل أن يبدأ، فقد كنت أتمنى لو أقيم المؤتمر فى مدينة الأقصر أو أسوان لدلالات أتصورها ذات قيمة، كأن نقول لأهل الجنوب المنسى دوماً أن لقاء الكبار بالشباب ، وحلم اليوم والمستقبل الذى يمثله الشباب، محتضن بالتاريخ، وهو المعنى والمغزى المقصود الذى تريده الدولة، ممثلة فى قمة هرمها بوجود الرئيس كراع لأول مؤتمر وطنى للشباب. 
نعم شرم الشيخ جزء عزيز من أرض الوطن ولكن الجنوب وخاصة مع غياب السياحة بحاجة لدفعة ولو معنوية، وذلك كان اعتراض شكلى على حدث لم أشهده بعد.
 
منذ السابعة صباحاً بدأ يومى وأنا لا أعرف إلا عنوان المؤتمر ومجرد رؤوس موضوعات سيتم نقاشها، وأعترف أننى لم أكن مهمومة بأى تفاصيل فى هذا المؤتمر غير أن ألتقى بمن يقولون إنهم الشباب المنظم والمشارك، ويلح علىّ سؤال كيف كان اختيار هؤلاء الآلاف من الشباب للمشاركة، وهل هم أتوا فقط من القاهرة  والإسكندرية والمدن الكبرى مُختارين كديكور كما عهدنا من قبل، أم أنهم عينات حقيقية تمثل فعلا نماذج من شباب مصر من الريف والحضر والشمال والجنوب، والذين يحملون لونا أبيض وآخرين معجونين بسمرة النيل وطينه، كان هذا هو همى وسؤالى بل قل ترقبى الأهم.
 
ولهذا فلم يكن لى من شاغل إلا سؤال كل شاب أو فتاة ألتقيها، كيف وصلتم للمشاركة ومن أى جزء من مصر أتيتم؟ ولعجبى أتت الإجابة طويلة فكل منهم له وسيلة واجتهاد طويل داخل مجتمعه الصغير حتى وصل للمشاركة، أما إجابة السؤال الثانى فكل من التقيتهم أو شاركوا كمتحدثين أو مستمعين ومناقشين كانوا من طول مصر وعرضها، فمنهم من أتى من الوادى الجديد أو شمال سيناء أو أسيوط أو المنيا أو النوبة أو الدقهلية أو الشرقية وغيرها من محافظات مصر، كلهم جاءوا يشاركون بتجاربهم من مجتمعاتهم بعيدا عن القاهرة العاصمة التى تستحوذ على كل الضوء وتحرم الآخرين ولو بصيص منه.
 
وأعترف أننى شعرت بطاقة إيجابية وبسعادة ورضا فتلك خطوة فى طريق صحيح، نحتاج أن تمنحنا أملا برغم كل ما نعانيه من مصاعب وأهوال فى حياتنا على كل المستويات.
 
قضيت ساعات طوال فى خلاف واختلاف مع البعض، واتفاق مع آخرين كبارا أو شباباً ولكنه اختلاف مثمر فعلى الأقل كنا نسمع بعضنا البعض، ويترك كل منا للآخر مساحة للرد.
 
عدت بعد يوم طويل لمقر إقامتى، حيث كنت قد تركت أسلحة التكنولوجيا من هاتف محمول ولاب توب لدواع أمنية، وما إن وصلت حتى فتحت مواقع التواصل الاجتماعى وأنا مشحونة بطاقتى الايجابية لتصدمنى تعليقات وأراء تمتلئ سخرية وتسفيه وشتائم وسب للحدث والمشاركين فيه وسؤال أين الشباب، وأن هؤلاء الذين شاركوا هم ديكور وأنها تمثيلية وغيرها من تعليقات جاهلة ساخرة، أصابتنى بصدمة سلبية وغضب.
 
أنا لم أغضب لرئيس أو وزير أو مسئول , أنا لست بمدافعة عن هؤلاء فلهم من يدافع أو لا يدافع عنهم فهم أصحاب مسئولية ولهم سلطانهم، لكننى فقط غضبت وكرهت أن أكون مكان شاب أو فتاة لديها أمل فى أن تكون ترس فى عجلة تسيير وطن وتجتهد أو يجتهد فى مجتمعه الصغير البعيد ثم يعود كما عدت لمقر إقامته، ويطل كما فعلت على مواقع التواصل الاجتماعى ليجد من يقول له أنت ديكور وكاذب ومجرد مشارك فى تمثيلية!!
لماذا يا من تجلسون على مقهى فى الزمالك أو على كورنيش الإسكندرية أو حتى على مقهى الثقافة الفقير فى وسط القاهرة , لماذا ببساطة تهيلون التراب بجرة كيبورد لهاتف محمول، على أى شيء حتى لو تجهلونه، فهل اجتهدتهم لتعرفوا من يكون هؤلاء الشباب المماثلين لكم فى الحلم والإحباط أيضاً ولكنهم يحاولون ربما تصيب محاولاتهم؟ أعرف أن الدولار صار فى السماء والعيشة غالية والسكر شحيح، والهموم ثقيلة ولكن أكبر الهموم وأصعب المصائب فى الأوطان حين لا تستطيع أن تترك غيرك حتى يحلم ويصعد خطوة فى طريق الحلم.
 
ولهؤلاء الذين يفعلون ذلك لا أستطيع إلا أن أقول لهم ما قاله نجيب سرور فيهم وفى من مثلهم فى زمنه "إنا لتعجزنا الحياة فنلومها ..لاعجزنا ..ونروح نندب حظنا! ونقول: هذا العصر لم يُخلق لنا! هو عصرنا...لكننا لسنا به الفرسان..نحن قطيع عميان يفتش فى الفراغ عن البطولة... والأرض بالأبطال ملأى حولنا ......
 
رحم الله نجيب سرور وربى ارحمنا من رواد حكماء مقهى ريش وكل مقهى فى كل زمان ومكان.
 
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة