يوسف أيوب

كيف يبدع الشباب لكى ينطلقوا؟

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
للمرة الثانية أتحدث عن المؤتمر الوطنى الأول للشباب، الذى سينطلق، اليوم، فى مدينة السلام، شرم الشيخ، وهو مؤتمر يبعث على الأمل والتفاؤل أيضا، ليس فقط بسبب المشاركة الكبيرة من الأحزاب والسياسيين والنقابيين والإعلاميين والجامعيين، لكن لأن الدولة قررت أن تفعل ما تقوله، وتكسر القاعدة القديمة التى كانت تسير عليها الحكومات والأنظمة التى تعاقبت على الحكم، حينما كانت تتغنى بالشباب ودورهم، وبعد ذلك نراها تغلق الأدراج على كل ملفات الشباب.
 
المؤتمر الذى سيبدأ بماراثون السلام بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى، كرسالة من شباب مصر للعالم لنشر الأمل والإرادة، لمواجهة التحديات ودعوة للمشاركة فى إعلاء قيمة السلام، هو فى حد ذاته تعبير عن الهدف الذى تسعى له الدولة من المؤتمر، فبجانب الشعار الذى اختير له بذكاء شديد «أبدع .. انطلق» فإن رسالة السلام مهمة للغاية فى إبراز الدور الهام الذى تقوم به مصر فى إحياء قيم السلام والتسامح، ورفض أى أفكار تتخذ من العنف والتكفير منهجا لها، فمصر بلد الإسلام الوسطى ستظل منارة السلام فى العالم كله، كما أن لدى شبابها يقين تام بهذه الرسالة المهمة.
 
كما أن إعلان القائمين على المؤتمر إطلاق الرئيس السيسى «جائزة الإبداع السنوى للشباب»، التى ستكون جائزة سنوية موجهة للشباب المتفوق فى كل المجالات العلمية والثقافية والفنية والرياضية، هو تأكيد على ما يمتلكه الشباب المصرى من طاقات هائلة ومقدرة على الإبداع والابتكار، فمن حق الدولة المصرية أن تجنى من شبابها بعض خيراتهم، كما أن من حق الشباب على الدولة أن تحتفى بهم وبما أنجزوه، لذلك جاءت هذه الجائزة لتكون بمثابة رابطة وعهد جديد بين الدولة والشباب المتفوق علميا وأدبيا وفكريا، وأعتقد أنها ستمثل حافزا كبيرا لشبابنا، ودافعا لهم لكى ينشطوا كل فى مجاله الذى يبدع فيه .
 
المؤتمر كما سبق وقلت هو آلية مناسبة لتعزيز فرص حوار الشباب مع بعضهم ومع المسؤولين حول تحديات المرحلة الراهنة والمستقبل، خاصة فى ظل المشاركة الكبيرة التى وصلت إلى رقم 3 آلاف شاب، سيدخلون فى حوارات مباشرة مع بعضهم البعض، ومع قيادات الدولة وأيضا شخصيات مصرية لها مكانتها فى المجتمع المصرى، مثل العالم الكبير الدكتور فاروق الباز، والخبير الاقتصادى العالمى الدكتور محمد العريان، كما أن المؤتمر له أهمية خاصة تكمن فى أنه يأتى قبل أشهر قليلة من إجراء انتخابات المحليات، التى تعول القيادة السياسية فى الدولة على الشباب ليكونوا فى مقدمة المترشحين والفائزين أيضا، لذلك فإن المؤتمر يعد فرصة مناسبة لتبادل الرؤى والأفكار بين الشباب حول المحليات ودورهم بها، وسيكون فرصة جيدة ليؤكد الشباب اصطفافهم خلف الدولة المصرية والحفاظ على وحدة وسلامة الأراضى المصرية، وتدعيم مفاهيم الأمن القومى، وترسيخ بعض المفاهيم وفقا للمستجدات السياسية الطارئة.
 
ومع كل هذه الإيجابيات تابعت محاولة البعض لإفساد المؤتمر، ومحاولة إحراج الدولة من خلال إعلانها عدم المشاركة فى المؤتمر مثلما فعل «تحالف التيار الديمقراطى» الذى يترأسه حمدين صباحى، الذى يدرك جيدا أهمية هذا المؤتمر، لكنه قرر أن يواصل عداءه للدولة ويعلن على الملأ رفضه المشاركة فيه، محاولا تنصيب نفسه زعيما للمعارضة، رغم علمه وتأكده الشخصى أنه لا يصلح زعيما لنفسه، ويكفى درس الانتخابات الرئاسية التى كانت نسبة الأصوات الباطلة أكبر مما حصل عليه صباحى.
 
ومع يقينى بأن «تحالف التيار الديمقراطى» هو تحالف كارتونى ولا تأثير له فى الشارع، وأن عدم مشاركته فى المؤتمر لا أثر لها على المؤتمر، وربما لم يشعر الشباب المشاركون فى المؤتمر بهذا التحالف «الكارتونى»، لكن كنت أتمنى أن تكون لدى حمدين ورفاقه فى التحالف الكرتونى رسالة وتوجه وطنى، بدلا من محاولة التصيد التى لن تحقق لهم أى نتيجة سوى زيادة فى الانحدار السياسى والأخلاقى أيضا.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة