مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية 8 نوفمبر المقبل، تتوجه الأنظار إلى البرامج الاقتصادية لكل من المرشحين هيلارى كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطى، ودونالد ترامب مرشح الحزب الجمهورى التى من الممكن أن تكون عامل حسم فى اختيار الرئيس الجديد. ورغم الجدل الواسع الذى يلاحق ترامب كظله أينما ذهب، إلا أن برنامجه الاقتصادى لاقى استحسان بعض المراقبين للمشهد، كما استقطب انتقادات من البعض الآخر وعلى رأسهم كلينتون، والوضع مماثل للأخيرة.
25 مليون وظيفة
وتعهد ترامب بتأمين 25 مليون وظيفة فى حال فوزه بالسباق الانتخابى وقال فى كلمة ألقاها فى نادى نيويورك الاقتصادى إن خططه الاقتصادية ستلغى بعض التشريعات، وتعيد هيكلة سياسة التجارة الأمريكية، وتخفض الضرائب بواقع 4.4 تريليون دولار، والانفاق غير الدفاعى بنسبة 1% سنويا. وأضاف أن فريقه الاقتصادى يتوقع أن تتيح هذه الخطط، نمو الاقتصاد بمعدل 3.5%.
اتفاق التبادل الحر
وتريد كلينتون فى المقابل زيادة الضرائب على الأكثر ثراء، لكن المرشحة الديمقراطية تعلم بأن موقفها ضعيف وخصوصا فى المناطق الصناعية القديمة انطلاقا من موقفها حيال التبادل الحر. وكان زوجها بيل وقع اتفاق التبادل الحر فى أمريكا الشمالية عام 1993 والذى أثار استياء كبيرا فى عدد من المناطق.
ورغم أنها رفضت فى أكتوبر الماضى الشراكة عبر المحيط الهادىء التى تفاوض باراك أوباما فى شأنها مع 11 بلدا، إلا أن بعض اليساريين أخذوا عليها أنها دافعت عن هذا الاتفاق فى مراحل التفاوض.
ترامب الأصلح
ويرى أندى بوزدر الرئيس التنفيذى لإحدى سلاسل المطاعم الشهيرة، أن ترامب هو الأصلح للرئاسة لأنه قادر على خلق الوظائف وتعزيز النمو الاقتصادى إذ يعزى أسباب وضع الناتج الإجمالى المحلى "المثير للشفقة" إلى تراجع الاستثمارات مؤكدا "تريد الاستثمارات، أخفض الضرائب، وترامب سيخفض الضرائب للأكثر من 15%"، على حد قوله فى حوار مع قناة CNBC.
كما شكا بوزدر من كثرة القوانين المتعلقة بالاستثمار منتقدا هيلارى كلينتون قائلا "كلما رأت مشكلة، تأتى بحل حكومى جديد، وتشريع جديد، وقانون جديد".
ومن ناحية أخرى، اعتبر ديفيد كرين كبير قسم العمليات فى إحدى الشركات الاستشارية أن خطة ترامب الاقتصادية "ليست منطقية" مؤيدا خطة هيلارى التى تركز على الطاقة المتجددة واصفا إياها "بالجزء الأسرع نموا فى الاقتصاد".
وتشمل خطة كلينتون للاستثمار فى الطاقة المتجددة، التى تجعل الولايات المتحدة القوى العظمى الرائدة فى الطاقة النظيفة، ومن ثم تكون قادرة على خلق الوظائف الجديدة. كما دافعت عن خفض ضرائب الطبقة المتوسطة وإعادة بناء البنية التحتية.
ومن جانبه، قال جارى برتليس المحلل الاقتصادى فى مؤسسة بروكينجز إن ترامب "ثابت بشأن ثلاثة سياسات اقتصادية كبيرة، أولها كما قال زيادة الحواجز أمام الهجرة، وثانيا، فرض تعريفات كبيرة على البضائع من المكسيك والصين، وثالثا، القيام بتخفيض الضرائب بشكل كبير". وشكك فى نسبة النمو التى يزعم ترامب أنه سيحققها.
ويرى 65% من الاقتصاديين أن الرئيس المقبل عليه أن يكون "أكثر انفتاحا" للتجارة الحرة، وهذا عكس ما يريده ترامب، لذا يرون أن هيلارى كلينتون الأفضل لهذا المنصب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة