بالصور.. روسيا تقيد الجيش الإسرائيلى بسوريا وتفرض على تل أبيب ترتيبات سياسية جديدة.. موسكو تستكمل تعزيز دفاعاتها الجوية.. ومنظومة S-400 قادرة على ملاحقة المقاتلات الإسرائيلية وصواريخ كروز الأمريكية

الأحد، 23 أكتوبر 2016 12:00 ص
بالصور.. روسيا تقيد الجيش الإسرائيلى بسوريا وتفرض على تل أبيب ترتيبات سياسية جديدة.. موسكو تستكمل تعزيز دفاعاتها الجوية.. ومنظومة S-400 قادرة على ملاحقة المقاتلات الإسرائيلية وصواريخ كروز الأمريكية سلاح البحرية الروسى فى البحر المتوسط
كتب – محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كشف تقرير إسرائيلى، أمس السبت، أن روسيا استكملت فى الأسابيع الأخيرة تعزيز دفاعاتها الجوية شمال سوريا، مؤكدا أن هناك تأثيرا للتعزيزات العسكرية الروسية على إسرائيل.

ونشرت الصحيفة العبرية خارطة تبين مجال التغطية المتوقع للصواريخ الروسية المتطورة S-300 وS-400 التى تدعمها صواريخ مضادة للطائرات، تم نصبها على سفن فى ميناء طرطوس.

ويغطى قطر مجال الاعتراض الذى يصل إلى 400 كلم، الأراضى اللبنانية وجزء كبير من الأراضى التركية والأردن وشرق حوض البحر المتوسط إلى ما وراء قبرص – وجزء صغير من العراق، وأيضا منطقة إسرائيل حتى النقب الشمالى.

 

 

وكانت قد اعتادت إسرائيل خلال السنوات الأخيرة، شن العديد من الهجمات الجوية على قوافل السلاح من سوريا لحزب الله.

وحسب الخارطة فإن الطائرة الإسرائيلية لا يمكنها الإقلاع من موقع "تل نوف" الجوى العسكرى، بالقرب من منطقة "رحوبوت" الإسرائيلية، دون أن تلاحظها الرادارات الروسية.

ومنذ تدمير الصواريخ السورية المضادة للطائرات فى عام 1982 على يد جيش الاحتلال الإسرائيلى، يحظى سلاح الجو الاسرائيلى بالتفوق الجوى المطلق، وكذلك حرية العمل المطلق على الجبهة الشمالية.

وقال المحلل العسكرى الإسرائيلى بالصحيفة العبرية، عاموس هارئيل، إنه قد انتهت هذه القصة فى اللحظة التى قررت فيها موسكو تعزيز دفاعاتها الجوية فى منطقة طرطوس، مضيفا لقد قيد الروس بدون جهد تقريبا سلاح الجو الاقوى فى الشرق الأوسط، فى إشارة لسلاح الجو الإسرائيلى، على حد قوله.

وأضاف هارئيل، إن البنتاجون يجد صعوبة فى تقدير ما إذا كان يمكن، إذا ألح الأمر، اقتحام منظومة اعتراض الطائرات وصواريخ كروز، وبما أن المسألة لم تطرح للاختبار العملى، بعد، يمكن القول أن الأمريكيين طوروا على مر السنين، قدرات حربية تكنولوجية تُمكنهم أيضا، من تشويش مجال التغطية المكثف المضاد للطائرات، لكن تكثيف المنظومة الروسية يقيد قدرة الولايات المتحدة أيضا على قصف الأهداف العسكرية لنظام الأسد، وفى نفس الوقت يصعب إنشاء مجالات جوية محمية، يمنع الطيران فيها، والتى أيد وجودها مؤخرا، المرشحان للرئاسة، كلينتون وترامب.

 

وأوضحت هاآرتس أن هذا التقييد على إسرائيل ليس عسكريا فقط، بل سياسى أيضا، فلقد شكلت إسرائيل وروسيا منظومة تنسيق مشتركة من أجل منع وقوع صدام جوى بينهما، والتقى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، 4 مرات مع الرئيس الروسى بوتين، حيث كانت النية المعلنة هى منع الصدام فى سماء سوريا.

ويتبنى نتانياهو من دون مفر، غرامة الروسى، لكنه فى الواقع، فإن هذه القصة الرومانسية تشبه غزل ترامب الفظ للنساء الكثيرات اللواتى سقطن بين مخالبه، هذا تقرب قسرى اضطرت إسرائيل إلى الموافقة عليه منذ قرر العملاق الروسى الوقوف فى ساحتها الخلفية.

وقد تم تعزيز الدفاع الجوى الروسى، حسب المحلل الإسرائيلى، كما يبدو، ردا على الشجب الأمريكى للقصف فى حلب، وتخوف معين فى موسكو، لا يبدو واقعيا الآن، من قيام إدارة أوباما بخطوات عسكرية ضد الأسد، مضيفا أنه برغم من أن الاقتصاد الروسى يترنح، إلا أن بوتين يواصل السير على الحافة من خلال التلميحات المتتالية إلى خطر نشوب حرب نووية، ومحاولة التخريب على الانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة وخطوات أخرى مفاجئة فى الشرق الأوسط، كالمناورة العسكرية المشتركة التى أعلنت عنها مصر وروسيا هذا الشهر.

وأوضح المحلل الإسرائيلى أن نوايا موسكو التى تبذل الجهود لبلبلة وردع خصومها، يصعب تحليلها، فمنذ انهيار الاتحاد السوفييتى، قلصت الاستخبارات الاسرائيلية اهتمامها بروسيا، ولا تساعد فى فهم اعتبارات بوتين مخططاته.

وفى السياق نفسه، خصصت، مجلة “عشتونوت” التى يصدرها مركز الابحاث فى معهد الأمن القومى الإسرائيلى INNS عددها الجديد لتحليل واسع للتدخل الروسى فى سوريا، والمغزى الاستراتيجى والدروس العملية.

ووصف الدكتور ديما ادامسكى، المحاضر الرفيع فى معهد المجالات المتعددة فى هرتسليا، والذى يدرس ايضا فى المعاهد العسكرية، طريقة اتخاذ القرارات فى الكرملين كطريقة مدروسة ومنظمة تعتمد على التفكير الاستراتيجى بعيد المدى.

وحسب اقواله فان الروس يعتبرون أنفسهم يدافعون عن النفس امام الاعتداءات الغربية، فى شرق اوروبا (الصراع فى اوكرانيا وعمليات توسيع الناتو) وفى العالم العربى (اعمال الناتو فى ليبيا، والمحاولة الغربية، التى تم اهمالها حاليا، لتغيير النظام فى سورية).

وقال ادامسكى، إن التدخل العسكرى فى سوريا، هو الخطوة الاولى من نوعها لروسيا ما بعد الاتحاد السوفييتى، والعملية الأوسع منذ الحرب فى افغانستان فى الثمانينيات، وهذه الخطوة التى تحمل الرمز السرى "عملية القفقاز 3″"تم التدرب عليها من قبل القيادة الوسطى لجيش روسيا، خلال الاشهر التى سبقت ارسال القوات الى سوريا فى سبتمبر عام 2015.

والدافعان الاساسيان، حسب ادامسكي، هما الرغبة فى الدفاع عن نظام الاسد، وعن طريق ذلك الدفاع عن المصالح الروسية فى سوريا، وعلى رأسها ميناء المياه الساخنة فى طرطوس، والخوف من أن نجاح منظمات الإرهاب فى سوريا سيزيد من الارهاب الداخلى فى روسيا، حيث يعيش فى روسيا أكثر من 20 مليون مسلم معظمهم من السنة، ووصل آلاف المتطوعين من القفقاز الى سوريا من اجل محاربة الاسد، وقد تخوفت موسكو من انهيار نظام الأسد ومن ان نجاح المتمردين سيسلب منها السيطرة على شاطئ البحر المتوسط وتدمير منظومات تحالفاتها فى المنطقة.

دافع آخر يرتبط برغبة روسيا فى كسر العزلة الدولية عليها، حسب ادامسكى، وهو اضعاف العقوبات التى فرضت عليها فى اعقاب الحرب فى اوكرانيا، لقد حرف ارسال القوات الى سوريا الاهتمام العالمى بالتورط الروسى فى شرق اوكرانيا والزم الغرب على التعامل مع موسكو كلاعب اساسى فى ساحة الشرق الاوسط والساحة الدولية.

 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة