قال الشيخ مظهر شاهين أمام وخطيب مسجد عمر مكرم، إن التماسك والترابط من أهم سمات المجتمعات الراقية، وأن المجتمع القوى يكون كالبنيان الواحد فى ترابطه وتعاونه، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الجسد بالسهر والحمى"، وأن المجتمع فى حاجة إلى التكامل والتكافل أكثر من أى وقت مضى من أجل النهوض به وتنميته.
وأشار شاهين خلال خطبة الجمعة بعنوان "العمل التطوعى..أهميته وضوابطه"، إلى أنه عند الشدائد تظهر المعادن الأصيلة، وأن السعى على قضاء حوائج الناس هو أحد أعظم أبواب الفضل لما له من تأثير عظيم فى تقوية روابط الأخوة والمحبة بين الناس، حيث قال الرسول (ص)" من مشى فى حاجة أخيه كان خيرا له من اعتكاف 10 سنين، ومن اعتكف يوما ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار 3 خنادق"، أى أن من يسعى على مساعدة الغير وتلبية احتياجاتهم، كان له ثواب أعظم من الاعتكاف لمدة 10 سنين، وذلك يدل على عظمة الأعمال التطوعية وفعل الخير.
وأضاف "شاهين" أن الدين الإسلامى يحث كل ما هو فى صلاح للمجتمع وعلى التعاون والابتعاد عن الأنانية والسلبية، فالعمل التطوعى يرفع عن الناس تعب الحياة ويفك كروبهم حيث قال الرسول (ص) "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب الآخرة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه فى الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله فى الدنيا والآخرة، والله فى عون العبد ما دام العبد فى عون أخيه ".
وأوضح "شاهين" أن السعى على الآخرين لا يكون بالتبرع بالمال فقط، بل السعى على الأرامل واليتامى والضعفاء وقضاء حوائجهم، وأن الصحابة ضربوا أروع الأمثلة فى التضحية والعطاء وبذل الخير، مشيرا إلى أهمية أن تنال مجالات الرعاية الصحية والاجتماعية والتعليمية فى مقدمات العمل التطوعى.
واختتم الشيخ حديثه قائلا: "لابد من إخلاص العمل لوجه الله لأن الله تعالى لا يقبل عملا إلا إذا كان خالصا لوجهه، وإخلاص العمل لا يكون إلا بإتقانه، وأن يوظف العمل التطوعى بعيدا عن الأغراض السياسية والحزبية أو طائفية على غرار ما تفعل بعض الجماعات التى تتاجر بالدين، وأن يكون داخل الأطر القانونية المشروعة حفاظا عليه من المتلاعبين، وأن يكون خادما للمجتمع محققا الكفاح والعفاف لأفراده.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة