بالصور.. 40 ألف شاب أسوانى تقدموا لحجز وحدات سكنية منذ 2008 ولم يتسلموها حتى الآن.."اليوم السابع" يفتح ملف المشروعات المعطلة.. والمحافظة تجمع 518 مليون جنيه لإسكان "الأوقاف والشباب والمتميز"

الأربعاء، 19 أكتوبر 2016 08:38 م

مشروع إسكان الأوقاف المعطل

أسوان – عبد الله صلاح

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

> محافظ أسوان: نحتاج 462 مليون جنيه لإنهاء المرافق الصحية.. والهيئة القومية: انتهاء 70 % من المحطات الرئيسية

8 سنوات مرت على حلم أبناء محافظة أسوان، فى امتلاك وحدة سكنية، بعد أن تقدم نحو 40 ألف شاب منذ عام 2008 للحصول على وحدة سكنية، إلا أن محافظة أسوان خيبت آمال أبناء أسوان فى تحقيق هذا الحلم طيلة السنوات الماضية، بعد أن جمعت أكثر من 518 مليون جنيه تقريبًا، حتى جاء مشروع الإسكان الاجتماعى بمثابة طوق النجاة لعدد كبير من المتقدمين من أهل أسوان والمقرر تحويلهم إلى الإسكان الاجتماعى بعد فشل المشروعات الأخرى بالمحافظة.

"اليوم السابع" رصد أوجاع أهالى أسوان من أزمة الإسكان داخل المحافظة، وأسباب تعطل مشروعات "الأوقاف بالصداقة الجديدة، والإسكان الاجتماعى بالصداقة الجديدة، وإسكان الشباب، والإسكان المتميز بحى العقاد"، مما تسبب فى رفع القيمة الإيجارية للوحدات السكنية بمدينة أسوان بزيادات مهولة خلال السنوات الأخيرة.

إسكان الأوقاف

وحول مشروع إسكان الأوقاف المعطل، فقد مرت نحو 8 سنوات على فتح باب التقديم للحصول على وحدات سكنية فى هذا المشروع بنظام الإيجار بمنطقة الصداقة الجديدة بمدينة أسوان، والذى يضم حالياً نحو 5 آلاف وحدة فقط، وبالرغم من مرور هذه السنوات الطويلة إلا أنه لم يتم تسليم هذه الوحدات السكنية للمستحقين، بسبب عدم وجود شبكة لمياه الشرب والصرف الصحى.

قالت أسماء عبد الرحمن أحمد، إحدى المتقدمات لحجز وحدة سكنية بالمشروع، "العجيب فى مشروع إسكان الأوقاف أن إجمالى عدد المتقدمين فيه خلال الفترة من 2008 إلى 2012 بلغ حوالى 27 ألف، بينما تضم المرحلة الأولى من المشروع 5 آلاف وحدة سكنية فقط، أى أن أكثر من 20 ألف شاب على الأقل سددوا مقدمات جدية حجز بواقع 20 مليون جنيه تقريباً منذ بضعة سنوات ولا توجد لهم شقق ولا يعرفون مصيرهم المجهول".

وأضافت أن محافظة أسوان حصلت على ألف جنيه من كل شاب عقب الإعلان عن بدء المشروع فى عام 2008، ثم أجرت الأبحاث الاجتماعية على حوالى 8500 ألف متقدم لبيان مدى أحقيتهم فى الحصول على الشقق، إلا أنها تفرض حالة من السرية التامة على أسماء الفائزين وترفض الإعلان عنهم رغم انتهاء إجراءات البحث الاجتماعى منذ أكثر من عامين "على حد قولها".

وتساءل محمود عبد الله، أحد المتقدمين لحجز وحدة سكنية بالمشروع، قائلاً "لماذا ترفض محافظة أسوان الإعلان عن أسماء المستحقين للوحدات السكنية بإسكان الأوقاف رغم وجود وعود من المسئولين بأن أعمال البنية الأساسية للمشروع سوف تنتهى فى نهاية ديسمبر المقبل أى أقل من 3 شهور وهى فترة كافية للإعلان عن الأسماء وقبول التظلمات إن وجدت، وما هو مصير باقى المتقدمين للمشروع الذين لن يحصلوا على وحدات سكنية وعددهم حوالى 20 ألف متقدم وسددوا مقدمات حجز تقترب من 20 مليون جنيه مازالت معلقة فى رقبة محافظة أسوان"، وعلق قائلاً: "المحافظون وعدونا أكثر من مرة باستلام الوحدات ولم ينفذوا وعودهم".

وتابع محمد محمود، الحديث عن أزمة الوحدات السكنية للأوقاف، "أسكن فى شقة بالإيجار وتقدمت للمشروع منذ الإعلان عنه فى عام 2008، ثم أجريت البحث الاجتماعى المقرر من قبل المسئولين فى محافظة أسوان منذ عامين، ولكن للأسف لم يتم الإعلان عن أسماء الفائزين حتى اليوم، لدرجة أننى أشعر بفقدان الأمل فى الحصول على شقة فى هذا المشروع بسبب البطء الشديد فى تنفيذ المشروع وإجراءات التخصيص"، مضيفاً أن جميع المتقدمين لإسكان الأوقاف من البسطاء الذين لا يمتلكون وحدات سكنية، وكانوا يعقدون أمالا عريضة على الحصول على وحدة سكنية بإيجار بسيط لا يزيد على 150 جنيهاً وفقا لما أعلنه المسئولون فى بداية المشروع منذ 8 سنوات ولكن فى النهاية لم يتم إتمام هذا المشروع حتى اليوم.

واستكمل وليد حكوم، منسق ائتلاف حاجزى إسكان الأوقاف بالصداقة الجديدة، الحديث قائلاً "دشنت حملة على موقع التواصل الاجتماعى منذ حوالى عام تقريباً، للتعبير عن أوجاع الحاجزين، وحتى يتم الإلحاح على المسئولين لاستعجالهم لتسليم الوحدات السكنية، وأطلقنا حملة لجمع التوقيعات لسرعة الانتهاء من المشروع، وبالفعل بدأ المسئولون فى تنفيذ خطوات جادة لحل مشكلة الصرف الصحى التى تعرقل تسليم الشقق".

وأوضح "حكوم"، أن المشكلة الأساسية فى مشروع إسكان الأوقاف لا تتمثل فقط فى الصرف الصحى، ولكنها تمتد أيضا إلى ارتفاع أعداد الحاجزين فى المشروع والذين يتراوح عددهم ما بين 26 أو 27 ألف شخص تقريباً بينما يبلغ عدد الوحدات السكنية التى تم إنشاؤها 5 آلاف وحدة فقط، أى أن هناك أكثر من 20 ألف شخصا ليس لهم أى مشروع سكنى ولن يحصلوا على شقق ويجب تنفيذ مشروع سكنى جديد لاستيعاب جميع الحاجزين".

وطالب ممدوح سيد، أحد المتقدمين أيضاً، بضرورة وضع حلول سريعة للمتقدمين الذين لن يحصلوا على وحدات سكنية رغم سدادهم لمقدمات الحجز منذ سنوات طوال، وذلك عن طريق إعطائهم الأولوية فى الإسكان الاجتماعى الذى سيتم توزيعه بنظام الإيجار، أو إبرام اتفاق جديد مع هيئة الأوقاف للبدء فى تنفيذ مراحل جديدة من مشروع الإسكان بنظام الإيجار، كما كان متفقا عليه من قبل، وعدم الاكتفاء بالمرحلة الأولى التى تضم 5 آلاف وحدة سكنية فقط.

وأكد سيد جابر، صاحب بازار سياحى، أن إجمالى المقدمات التى سددها الشباب فى إسكان الأوقاف تقدر بحوالى 27 مليون جنيه، وتبلغ فوائد هذه الأموال سنوياً نحو مليون ونصف المليون جنيه، أى أن تعطيل المشروع لمدة 8 سنوات حقق فوائد كبيرة جداً ومع ذلك لم يتم تسليم المشروع حتى اليوم.

وعلق مصطفى أفندى، مهندس، قائلاً "أموال الأوقاف من المفترض استخدامها فى أوجه الخير ومساعدة الناس والمستحقين، ولكن للأسف الشديد تم إنفاق حوالى 300 مليون جنيه لإنشاء خمسة آلاف وحدة بنظام الإيجار فى منطقة الصداقة، وتسبب إهمال المسئولين فى عدم إهدار هذه الأموال الضخمة طوال السنوات الماضية بدون أن يستفيد منهم أحد".

وسخر عبد الفتاح سعيد، سائق، من خيبة الأمل فى استلام الوحدات السكنية المقدمين عليها بمشروع الأوقاف قائلاً "المسئولون سوف يقومون بتسليم شقق الأوقاف فى يوم القيامة عصراً".

إسكان الشباب

وحول مشروع إسكان الشباب، قال نبيل كمال، موظف، "تم الإعلان عن المشروع منذ عام 2008 بمنطقة الصداقة، ولم يتم تنفيذه، حيث سدد حوالى 11 ألف شاب مقدمات الحجز لهذه الوحدات بواقع 5 آلاف جنيه للوحدة، خلال أعوام 2008 و2009 و2010 ولم يبدأ المسئولون فى إنشاء أى وحدات سكنية لهؤلاء الشباب حتى اليوم".

وأوضح "كمال" بأن محافظة أسوان قفزت من المركب قبل غرقه وقامت منذ حوالى 4 شهور بتحويل جميع مقدمات الحجز فى مشروع إسكان الشباب إلى بنك التعمير والإسكان بإجمالى 55 مليون جنيه، لتهرب من المسئولية وتلقى بالعبء على مشروع الإسكان الاجتماعى الجديد، لافتاً إلى أن المتقدمين لمشروع الإسكان الاجتماعى فى عام 2015، تم تخصيص وحدات سكنية لهم، والعجيب أن المتقدمين لإسكان الشباب فى عام 2008، لم يحصلوا على أى شقق ولا يعرفون مصيرهم عقب تحويل ملفاتهم إلى بنك الإسكان والتعمير مؤخراً.

الإسكان المتميز

وحول مشروع الإسكان المتميز بحى العقاد، أكد علاء منصور، أحد المتقدمين لمشروع الإسكان المتميز، أن هذا المشروع هو الآخر يعانى من أزمة حقيقة، حيث بدأ هذا المشروع فى عام 2008 أيضاً، وكان يستهدف إنشاء 102 عمارة، تضم 2448 وحدة سكنية، تم تخصيص 2316 وحدة سكنية منهم، ومن المفترض أن تتولى هيئة الأوقاف بناء هذه المساكن، ولكن حدث خلاف بينها وبين محافظة أسوان حول ثمن الوحدات السكنية، وبعدها قامت محافظة أسوان بفسخ التعاقد مع هيئة الأوقاف وإسناد المشروع إلى ثلاث شركات بالأمر المباشر.

وتابع: "المتقدمون لهذا المشروع سددوا مبالغ ضخمة خلال السنوات الماضية تصل إلى 200 ألف جنيه بالنسبة لبعض الحالات، ولا تقل عن 100 ألف جنيه للآخرين، وتم إعطاؤهم مواعيد وهمية لتسليم الوحدات كان آخرها شهر يناير الماضى، ولكن دون جدوى"، مشيرًا إلى أن الصرف الصحى بمشروع الإسكان المتميز هو المشكلة الأساسية التى تقف حجر عثرة أمام تسليم هذه الوحدات السكنية للمستحقين ولم يتوصل المسئولون لحل لهذه المشكلة حتى اليوم، كما أنهم لم يبدأوا فى إنشاء محطة الصرف الصحى اللازمة لإتمام المشروع.

المحافظة تواجه تحديات فى أزمة الإسكان

فى المقابل، أكد بيان صحفى صادر عن محافظة أسوان مؤخراً، بأن هناك تحديات تواجه محافظة أسوان، فى إنهاء مشاكل إسكان الأوقاف والمرافق العامة الخاصة به، وأيضاً الغابات الشجرية المتفق على زراعتها بمساحة 5 آلاف فدان بمنطقة العلاقى لاستيعاب كميات الصرف الصحى المعالج الناتجة من مدينة أسوان.

تدخل وزير الأوقاف

وأوضح البيان، بأن هناك تنسيقا مع الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، للوصول إلى حلول جذرية تنهى مشكلة مشروعات الإسكان المتعطلة، وستقوم هيئة الأوقاف بالبدء فى الشبكات الداخلية لمرافق إسكان الأوقاف للعمل على إنهائها بنهاية ديسمبر المقبل، علاوة على إنهاء المرافق الأخرى من مياه شرب وكهرباء وطرق ليخدم ذلك 4920 وحدة سكنية، وهو الذى سيتوازى مع إنهاء مشروع الحل النهائى للصرف الصحى الخاص بعمارات الأوقاف خلال 8 أشهر بدلاً من عام، مع تخصيص أراضى بعد الاتفاق بين المحافظ ووزير التربية والتعليم لإنشاء مدارس جديدة بمنطقة الصداقة، لتحويله إلى حى سكنى نموذجى متكامل المرافق والخدمات وهو يضم أكثر من 18 ألف وحدة سكنية ، خاصة أنه جار أيضاً إنشاء الطرق الداخلية لمشروع الإسكان الاجتماعى والذى سيخدم 2832 وحدة سكنية تم إنهاء أعمال الشبكات الداخلية لمياه الشرب والكهرباء بنسب تتراوح ما بين 70% و80%.

وأشار البيان الإعلامى لمحافظة أسوان، إلى أن إنهاء مشروعات الإسكان وأيضاً مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى، تتطلب تدبير دعم مادى 462,2 مليون جنيه.

الأوقاف: نسبة التنفيذ 90 %

وفى السياق ذاته، أكد مصدر مسئول بمديرية الأوقاف بأسوان – فضل عدم ذكر اسمه - أن إجمالى عدد الوحدات السكنية فى مشروع إسكان الأوقاف بمنطقة الصداقة يبلغ 4920 وحدة سكنية، وانتهت جميع الإنشاءات فيه بالكامل، وينقسم المشروع لمرحلتين هما أوقاف 1 والتى تضم2760 وحدة سكنية، وتم الانتهاء منها منذ عامين، بينما تم الانتهاء من أوقاف 2 والتى تضم 2160 وحدة سكنية منذ عام تقريباً.

وأوضح، بأن مديرية الأوقاف تتولى عملية تركيب شبكة مياه الشرب بالمشروع، وبلغت نسبة التنفيذ بموقع الصداقة 1 ، نحو 90% ، بينما بلغت نسبة تنفيذ شبكة المياه بموقع أوقاف 2 ، نحو 30 % حتى الآن، وجارى تدبير مصدر المياه من خلال الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى، والعمل يسير بقوة بسبب الضغوط الكبيرة من محافظة أسوان ووزارة الإسكان والأوقاف لإنهاء أعمال المرافق فى أسرع وقت، مؤكداً أن وزارة الأوقاف دعمت المشروع ب ملغ قدره 26 مليون جنيه خلال الفترة الأخيرة من أجل المساهمة لإنهاء المرافق وتسليم الوحدات السكنية فى الموعد المعلن بنهاية شهر ديسمبر المقبل.

الانتهاء من 70 % من شبكة الصرف الصحى

وفى سياق متصل، أكد المهندس يوسف حلمى، مدير الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى بمحافظة أسوان، أن شبكة الصرف الصحى الخاصة بمشروع إسكان الأوقاف سوف تنتهى فى الموعد المحدد لها فى 31 ديسمبر المقبل، وتم الانتهاء من تنفيذ حوالى 70 % من محطات الرئيسية والفرعية بالمشروع حتى الآن.

وأضاف مدير الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى بمحافظة أسوان، أن أبرز الصعوبات التى تواجه توصيل خط الطرد الخاص بالصرف الصحى فى مشروع الأوقاف هو مروره على الطريق الشرقى بالعلاقى الذى يقوم بإنشائه حالياً جهاز التعمير فى منطقة صخرية وعرة، ولكن مع ذلك يجرى العمل على قدم وساق للتعامل مع هذه الصخور من أجل إنهاء هذا الجزء من الطريق ثم المرور بخط الطرد بعد ذلك.

وأشار إلى أنه سيتم تدبير مصدر جديد لمياه الشرب للوحدات السكنية بمشروع الأوقاف من خلال توسعات محطة جبل شيشة حتى يتم تغذية منطقة الصداقة الجديدة بأكملها ولا يحدث أى عجز فى المياه حينما يتم تسليم الوحدات السكنية ومن المنتظر الانتهاء من هذه التوسعات فى نهاية ديسمبر المقبل أيضاً، لافتاً إلى أن الموارد المالية لتنفيذ هذه المشروعات متوافرة تماما خاصة بعد أن ساهمت وزارة الأوقاف بمبلغ قدره 26 مليون جنيه مؤخرا لسرعة الانتهاء من المشروع.