علا الشافعى

هل صادفت محجوب عبدالدايم يوماً؟

الإثنين، 17 أكتوبر 2016 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مر 27 عاما على فوز الأديب العالمى نجيب محفوظ بجائزة نوبل فى الآداب، كأول أديب عربى يحصل عليها حتى الآن، حيث أعلن فوز المبدع العبقرى بها فى 13 من أكتوبر 1988، ومن بعدها لم تعرف الجائزة أديبا أو شاعرا عربيا، وهو ما يجعلنا دائما نتوقف ونتساءل عن سر أدب الراحل، ورواياته الخالدة التى لن تتكرر ليس فقط من حيث البناء والتحديث فى الأسلوب، أو للقدرة على قراءة الواقع واستشرافه فى بعض الأحيان، ولكن شخصيات محفوظ تحولت إلى أيقونات خالدة نستدعيها فى كثير من الأحيان، وقد يكون هذا هو سر عظمتها، إنها تحمل ملامح لشخصيات نصادفها، فى وقت ما، أو لحظة درامية فارقة فى الحياة، لذلك تعيش بيننا، نعود لروايته لقراءة تفاصيلها من جديد، نستمتع بفيلم مأخوذ عن أحد أعماله لنراها شخصية من لحم ودم تتحرك أمامنا، نقع فى مأزق فنجد صوتا يتحدث إلينا بلسان واحدة من شخصيات محفوظ، التى تضم تنوعا لا مثيل له، بدءا من «الصعلوك والفتوة وابن البلد والحالم والثورى والمخادع، والآخر الذى اضطرته ظروف الحياة للمهادنة، و«المصلحجى»، والعالمة، والمرأة المقهورة، إلى آخر نماذج محفوظ».
 
وفى ظنى أن الشىء الأهم فى أدب الراحل، هى تلك الشخصيات الصارخة فى تركيباتها الدرامية والطاغية، والتى نادرا ما تتكرر فى الأدب رغم كثرتها فى الحياة، ومنها شخصية «محجوب عبدالدايم» خصوصا، وأنها من النماذج التى تطور نفسها طبقا للظروف المحيطة، كما أن لكل زمن محجوب عبدالدايم الذى يشبهه، وهى الشخصية التى صاغها الأديب العبقرى فى رواية القاهرة الجديدة، والتى تم تحويلها لفيلم سينمائى أخرجه المبدع العظيم صلاح أبوسيف، تحت عنوان «القاهرة 30»، كان محجوب عبدالدايم ذلك الأفاق المداهن والمخادع وعديم الشرف، تلك الشخصية الانتهازية التى عبر عنها نجيب محفوظ، مؤكدًا أن نفسه أهم ما فى الوجود، وسعادتها هى كل ما يعنيه، ومن الجهالة أن يقف مبدأ أو قيمة عثرة فى سبيل نفسه وسعادتها، وكانت غايته فى دنياه اللذة والقوة دون مراعاة لخلق أو دين أو فضيلة.. ملامح تلك الشخصية لم تندثر بل هى موجودة فى كل العصور، وعلى استعداد للتضحية بأى شىء من أجل تحقيق الطموح، كان عبدالدايم، كما رسمه محفوظ، شخصا ساكتا ساكنا لا يتحدث إلا بجمل مقتضبة، مطأطئ الرأس دائما، أمام من هم أعلى منه مقاما أو أولئك الذين تربطهم به مصلحة، وإذا كان عبدالدايم نموذجا صارخا فى أدب الأديب العالمى، فإن فى الحياة صار هناك الكثير من النماذج التى تحاكى عبدالدايم رغم أنها تتلون وتتخذ أساليب مختلفة.






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

حفاة الوطن

نعم قابلت من قام بهذا الدور الفنان الكبير حمدى احمدى عندما كان نائبا بالبرلمان !!

وماقاله من زمان ينطبق على احولنا الان حيث تحدث عن العقلية الفوتوغرافية والعلقية الخلاقة وللاسف نعانى من العقليات الفوتوغرافية الموجودة حاليا فى وزرائنا الحاللين ونريد عقلية خلاقة مثل التى تقوم بالمشروعات الجديدة فى مجال التعميير والاسكان والطاقة نريد مثلها فى المجموعة الاقتصادية والاحزاب ومجال العدالة الاجتماعية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة