وائل السمرى

الأمن الاجتماعى أولاً

الإثنين، 17 أكتوبر 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس مطلوبا من الواحد أن يدفن رأسه فى الرمال ليحل مشكلاته، بل يجب على الجميع أن ينتبه إلى ما نحن مقدمين عليه، لكى لا نستيقظ يوما ونجد أنفسنا فى مأزق حقيقى، لا يمر إلا بعد أن يدمر الكثير والكثير، ومن هذا المنطلق كتبت مقالى، أمس، رغم أننى قد احتفلت معكم، أمس الأول، بإنشاء «بيت الكمان» فى دار الأوبرا المصرية بعد أن تحمست الفنانة الراقية «إيناس عبد الدايم» لتبنى فكرة كاتب هذه السطور، وتحويلها إلى حقيقية، فمن خلال مقال أمس، وأمس الأول، يمكنك أن تلحظ المنهج الذى أتبعه، فالتشاؤم السهل مثله مثل التفاؤل السهل، كلاهما مهلك، بل يجب علينا أن نفكر ونعمل ونجتهد ليتحقق بعض مما نحلم به، مثل إنشاء بيت الكمان العربى، وعلينا أيضا أن نفكر ونجتهد ونخطط لكى لا نقع فى المآزق واحدا بعد الآخر.
 
أقول هذا لأن بعض أصدقائى رأونى متشائما فى مقال، أمس، الذى قلت فيه إنه فى ظل انخفاض مستوى المعيشة الحالى، وفى ظل ارتفاع معدلات التضخم وغلاء الأسعار الذى يشتكى منه الجميع، متوقع أن ينحرف بعض من أبناء الطبقة الأفقر فى المجتمع، وطبيعى أيضا أن ترتفع معدلات الجريمة، وأن تنمو موجات اضطراب الانتماء، وأن ترتفع معدلات التسرب من التعليم، وأن يتدهور المستوى الصحى، وأن ترتفع معدلات انتشار الأمراض، داعيا الحكومة إلى الانتباه إلى هذه النتائج المتوقعة، والتى لا يجب أن يتغافل عنها أى مسؤول حقيقى، لما فى هذا من أهمية قصوى فى الحفاظ على الأمان الاجتماعى وهو بالنسبة لى أهم شىء فى بناء الدولة.
 
أقولها وأكررها، الأمان الاجتماعى أولا، الأمان الاجتماعى أولا، الأمان الاجتماعى أولا، تلك مهمة الحكومة الأساسية الآن، فلو قلنا مثلا إن مصر الآن تشبه العائلة التى تقوم ببعض أعمال تغيير البلاط ومواسير المياه وأسلاك الكهرباء فى شقة الأسرة، فلا يعنى هذا أن يرمى رب البيت أفراد بيته فى الشارع لكى يطور بيته، ولا أقول هنا أننا لسنا بحاجة إلى مشروعات كبرى، ولا أتناقش فى جدوى الإجراءات الاقتصادية التى اتخذتها الحكومة، والتى أتوافق مع بعضها وأعترض على بعضها، لكنى أشدد على أهمية أن تراعى الحكومة الطبقات الفقيرة، حتى لا تتحول هذه الطبقات إلى قنابل موقوتة، كما أطالبها بأن تتبنى خطابا عقلانيا مع الغاضبين من موجة الغلاء الكبيرة التى نعيشها، فهؤلاء الغاضبون ليسوا من الأعداء، ويجب على الحكومة احتوائهم بكل السبل وليس معاداتهم واتهامهم بكل مشين. 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة