أكرم القصاص - علا الشافعي

ذات يوم : السادات يرفض اقتراح الشاذلى لتصفية «ثغرة الدفرسوار» ويهدده بالمحاكمة

الأحد، 16 أكتوبر 2016 10:19 ص
ذات يوم : السادات يرفض اقتراح الشاذلى لتصفية «ثغرة الدفرسوار» ويهدده بالمحاكمة سعد الدين الشاذلى
يكتبها: سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صرخ الرئيس أنور السادات فى وجه الفريق سعد الدين الشاذلى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة: «أنا لا أريد أن أسمع منك مرة ثانية هذه الاقتراحات الخاصة بسحب القوات من الشرق، إذا أثرت هذا الموضوع مرة أخرى فإنى سوف أحاكمك».
 
كان الاثنان ووزير الحربية الفريق أول أحمد إسماعيل وآخرون فى «مركز 10» الذى تتم منه قيادة الحرب ضد إسرائيل منذ أن بدأت يوم 6 أكتوبر 1973، وكانت الأعصاب مشدودة فى مثل هذا اليوم «16 أكتوبر» بسبب ما يذكره «الشاذلى» فى مذكراته عن حرب أكتوبر «دار رؤية - القاهرة»: «وصلتنا معلومات عن اختراق العدو صباح يوم 16 أكتوبر، وكانت المعلومات الأولية مقتضبة ولا تثير أى انزعاج، وكان البلاغ يقول: لقد نجحت جماعات صغيرة من العدو فى العبور إلى الضفة الغربية ويقوم الجيش باتخاذ الإجراءات اللازمة للقضاء عليها»، يضيف الشاذلى: «على الرغم من هذه المعلومات المطمئنة فقد رفعت درجة استعداد اللواء المدرع 23 الموجود فى القاهرة، وأصدرت إليه أمرا إنذاريا بأن يستعد للتحرك إلى الجبهة فى قطاع الجيش الثانى، وفى خلال نهار يوم 16 بدأت المعلومات تصل إلينا بأن عددا من كتائب الصواريخ قد هوجمت بواسطة دبابات العدو، وكانت بعض هذه الكتائب على عمق حوالى 15 كيلو متر غرب القناة».
 
كان هذا الاختراق بداية «ثغرة الدفرسوار»، وهى العملية الشهيرة فى سجلات حرب أكتوبر التى شهدت خلاف «السادات» و«الشاذلى» فى طريقة التعامل معها، وأدت فيما بعد إلى الفراق البين بين الاثنين.
 
كان السادات وأحمد إسماعيل فى مجلس الشعب صباح هذا اليوم «16»، فيما كان الوضع على جبهات القتال يشهد استماتة «القيادة العسكرية الإسرائيلية فى القيام بعمل عسكرى يعيد الثقة للجيش الإسرائيلى بنفسه» حسب تعبير المشير محمد عبدالغنى الجمسى فى مذكراته «حرب أكتوبر 1973» (مكتبة الأسرة- القاهرة) «فكان إقدامها على مغامرة معركة الدفرسوار، وفى نفس الوقت كانت القوات المصرية تدفع بكل بسالة فى اتجاه عدم تحقيق هدف إسرائيل».
 
فى ظل هذه الأجواء عقدت القيادة العسكرية مؤتمرها بعد ظهر يوم 16 أكتوبر لبحث الموقف، ووفقا لـ«الشاذلى»: «اتفقت مع الوزير «أحمد إسماعيل» على أن نقوم بتوجيه ضربة قوية ضد العدو فى منطقة الاختراق صباح يوم 17، ولكننا اختلفنا مرة أخرى على طريقة توجيه هذه الضربة، كانت نظريتى فى ضرورة إعادة الاتزان إلى مواقعنا الدفاعية بسحب جزء من قواتنا فى الشرق إلى غرب القناة مازالت قائمة، ولكن مع تعديل فى الأسلوب طبقا للموقف الجديد، اقترحت سحب الفرقة 4 المدرعة، واللواء المدرع 25 من قطاع الجيش الثالث خلال الليل، وأن نقوم فجر باكر بتوجيه الضربة الرئيسية ضد قطاع الاختراق بثلاثة ألوية مدرعة ولواء مشاة ميكانيكى من غرب القناة وفى اتجاه شمال شرقى، وفى الوقت نفسه يقوم اللواء 116 مشاة بتوجيه ضربة ثانوية من الغرب إلى الشرق، بينما تقوم الفرقة 21 مدرعة بتوجيه ضربة من مواقعها شرق القناة فى اتجاه جنوبى، بهدف إغلاق الطريق المؤدى إلى الثغرة من الشرق».
 
يؤكد الشاذلى، أن «إسماعيل» كان ضد أى فكرة لسحب القوات من الشرق إلى الغرب، وصمم على ذلك عكس «الإجماع بين العسكريين» ويدلل على هذا الإجماع بقوله: «فى حديث هاتفى مع اللواء عبد المنعم واصل لتبادل الرأى حول هذا الموضوع أفاد بأنه يفضل أن يتم سحب اللواء 25 المدرع وأن يقوم بتوجيه ضربته ضد الثغرة من الغرب، وأبلغنى بأن قائد اللواء 25 المدرع يشاركه هذا الرأى».
 
استعان «الشاذلى» برئيس الجمهورية الذى وصل إلى المركز 10: «شرحت اقتراحاتى»، ولكن الرئيس لم يمهلنى لكى أتم وثار ثورة عارمة وفقد أعصابه وأخذ يصرخ فى وجهى بعصبية: «لا أريد أن أسمع منك مرة ثانية هذه الاقتراحات الخاصة، إذا أثرت هذا الموضوع مرة أخرى سأحاكمك، حاولت أن أشرح له بأن المناورة بالقوات شىء والانسحاب شىء آخر ولكنه كان فى ثورة عارمة لا يريد أن يسمع».
 
أصيب «الشاذلى» بجرح عميق من كلام السادات حسب تأكيده: «جال بخاطرى أن أستقيل، ولكن سرعان ما استبعدت هذا الخاطر».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

Attia Shahin

السادات رفض إقتراح الشاذلى تلبية لرغبة صديقه كيسنجر

الشاذلى هو القائد الحقيقى لحرب 6 أكتوبر وهو الذى حقق النصر أما السادات فهو الذى طلب من الجيش أن يتخلى عن مواقعه إى مواقع أمامية بحجة تخفيف الضغط على الجبهة السورية وتسبب فى وجود الثغرة التى إكتشفتها طائرات الإستطلاع الأمريكية يو2 . ويعد هذا موقفا مفاجئا للسادات ولقيادة القوات المسلحة. عندئذ إنبرى القائد الحقيقى وهو الشاذلى لحسم الثغرة ووجد السادات الفرصة سانحة لكى ينحى هذا القائد الشجاع وكذلك تلبية لرغبة صديقه كيسنجر فى عدم حصار االإسرائيليين فى الثغرة.

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عليان

الفريق سعد الشاذلي فارس نبيل قلما يجود الزمان بمثله

أدعو الجميع لقراءة مذكرات الفريق الشاذلي عن حرب أكتوبر وسماع شهادته في برنامج شاهد على العصر ستحمل له العديد والعديد من المقاجآت والأسرار التي لا يعرفها الكثيرون

عدد الردود 0

بواسطة:

صدقي نوار

ربنا يرحمهم

اللهم اغفر لهم وارحمهم وارزقهم الفردوس الأعلى

عدد الردود 0

بواسطة:

هاله زكريا

البطل

هناك ابطال لم يكن لهم حظ وشرف نيل الشهاده ولكنهم باخلاصهم وتفانيهم وبما يلاقونه من صعاب وشدأئد ومحن في سبيل الحق والشرف يكتبون في سجل الشهدأء واحسب الشاذلي ان يكون منهم عند الله حتى لو لم ينل ما يستحقه من تكريم فى هذه الدنيا التى تجعل من الكثير من الجبنأء والعملاء ابطالا. رحم الله الفريق الشاذلى الذى لا اعرفه ولكنى احبه فى الله فهو بطل رغم حقد الحاقدين وتآمر المتآمرين وهو الرجل الذي قال لا حين عزت الكلمه على الشفاه.

عدد الردود 0

بواسطة:

الحسن

من المغرب تحية للعسكري الفذ!

من أهم الخصال التي استخلصتها من شخصية سعد الدين الشاذلي رحمه الله من خلال قراءتي لكتاباتي وسماعي للقاءاته أنه شخصية عسكرية مستقلة حاد بنفسه عن المؤثرات التي انغمس فيها الكثير من العسكريين في فترة الستينات، كان يتعامل بمنطق حربي واقعي خالص عارف بإمكانياته الذاتية، حاسب بدقة شديدة لنقط ضعفه فما استهان بها وعرف مكامن قوته فلم يحتقرها بل في كل مرة تجده يتناول الموضوع بتوازن قل نظيره: - لم يجرفه هول الصدمة من الهزيمة في 5 يونيو، بل دبر كيف يستفيد من مقدراته ويخرج بأقل الخسائر فخرج بخطة انسحاب ناجحة. - لم تعوزه قلة الموارد وضعف التغطية الجوية بل انعدامها بعد حرب يونيو، في أن ينجح بوسائل بسيطة في كف أذى العدو عن منطقة البحر الأحمر .. - ونفس الشيء لم يدفع به الحماس الجارف واللامعقول في طلب أكثر مما تسمح به قدرته من خلال خطة عبور قناة السويس واقتحام جدار برلين، ولولا التدخل السياسي لحقق نجاحا باهرا ولسقط العدو كثمرة التوت العفنة كما وصفها هو بنفسه رحمه الله ... - عرف قدر نفسه جيدا ونواقصه ومواطن قوته وعرف عدوه أكثر... بل قرات كثيرا من المذكرات لعسكريين وسياسيين وقل منهم بل انعدم منهم من تجده درس العدو وألم به كا فعل الجنرال سعد رحمه الله رحمة واسعة وغفر له وتقبل منه صالح اعماله..

عدد الردود 0

بواسطة:

التاريخ الأصلي

هو ده التاريخ الحقيقي مش تاريخ المطبلاتية

الحقيقة أغرب من الخيال ، لكن التطبيل غطى على الحقيقة ، والحقيقة كانت إن بطل الحرب والسلام زي ما بيقولوا اللي هو خبراته محدودة جدا جدا بالمقارنة بقادة أفذاذ زي الشاذلي والجمسي ، كل هدفه كان الوصول لحل دبلوماسي وليس تحرير الأرض ، كل هدفه كان استعادة كام كيلو من سينا ثم المفاوضة عليها

عدد الردود 0

بواسطة:

دأحمد عبد القوي

السادات

كلا الرجلين مخلص ....ولكن الحق مع ارئيس السادات لان هدف اسرائيل من الثغرة حسب كلام الشاذلي رفع الروح المعنوية للجيش الاسرائيلي ولو تم الانسحاب كانت اسرائيل ستعلن انسحاب الجيش المصري من سيناء تحت وطأة قوة الجيش الاسرائيلي وبالتالي يتحقق هدف الثغرة.....الامر الثاني والهام جدا ان اخطر شئ في الحرب هو الانسحاب لان ضرب الجيش اثناء الانسحاب كفيل بابادته تماما......رحم الله الشاذلي ورحم الله السادات بطل الحرب والسلام شاء من شاء وابي من ابي

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmed

عيب

عيب و الله تنشروا وجهة نظر الشاذلي فقط و طرحها باسلوب و كانه علي حق ،الحرب لها اهداف سياسيه و السادات رحمه الله حصل علي الهدف السياسي من الحرب و يبدو ان الموضه دلوقتي لسبب مش فاهمه هي لي الحقائق و اظهار الشاذلي علي انه البطل الاوحد لمعركتة التحرير و كانه لا وجود للسادات و لا باقي القيادات

عدد الردود 0

بواسطة:

ممدوح المصري

عيب عليك السادات بطل الحرب والسلام

عيب عليكم السادات بطل الحرب والسلام وكيسنجر فى هذة الايام لم يكن له اي صله بالسادات حتى الراجل الميت بتخبطوا فيه حرام عليك

عدد الردود 0

بواسطة:

المنيسي

رحم الله الأبطال

كلاهما وطني مخلص ولكن الرئيس السادات كان يخشى من أي انسحاب من الشرق للغرب قد يؤدي لانخفاض الروح المعنوية للقوات بالإضافة إلى إضعاف القوات في الشرق كما أنه كانت توجد خطة بإغلاق الثغرة شرق القناة وقطع الإمدادات عن قوات العدو بالغرب وحصارها

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة