مخطئ من يظن أن العلاقات الدولية تبنى على التحالف التام.. وأن المواقف الدولية المشتركة تبنى على توأمة الأفكار.. فلكل دولة رؤية تتفق واستراتيجيتها وأمنها القومى.. والطبيعى أن يكون هناك خلاف ما حول موقف معين بين الدول الشقيقة.. والتى من المفترض أن تربطها أواصر اخوة وعلاقات متشعبة اكبر و اقوى من أى خلاف فى الرأى.
أقول ذلك فى ظل تصيد الأعداء المشتركين لمصر والسعودية سواء الظاهر منهم أو من يعملون خلف الستار للخلاف بين مصر والسعودية حول القضية السورية وإن كانت الدولتان تتفقان فى الهدف وتختلفان حول الطريقة لحل القضية ورفع معاناة الشعب السورى.
الخلاف فى الرؤى ليس جديدا فى العلاقة المصرية السعودية.. لكن الجديد هو تكريس أعدائنا المشتركين جهودهم فى استغلاله والعمل على تصعيده ومحاولة إحداث وقيعة بين الشعبين من خلال تكريس لجانهم الإلكترونية فى سباب الدولتين وإشعال الفتنة بين الشعبين على مواقع التواصل الاجتماعى وبعض المنابر الإعلامية.. وهذا للأسف اهم أهدافهم التى وضعوها نصب أعينهم منذ ثورة يونيو المجيدة.
الرئيس عبد الفتاح السيسى والذى أكد فى أكثر من مناسبة على استقلال القرار الوطنى المصرى.. وعدم خضوعه سوى للاستراتيجية المصرية الواضحة ولأمنها القومى.. ولم يسبق وأن أذعنت مصر لأى ضغوط فى اتخاذ قرارها الوطنى المستقل من قبل.. حتى فى ظل العهود السابقة وهو ما يجعله مستحيلا الآن فى ظل قيادة وطنية مخلصة لها من الكبرياء ما يمنعها أن تتأثر أو أن يفرض عليها رأى.
وفى ظل تنامى العلاقة السعودية التركية.. وهو أمر قد يدعو مصر للقلق لكنها أبدا ما فرضت وجهة نظرها ورؤيتها على المملكة السعودية.
وكذلك مع تنامى العلاقة المصرية الروسية ومع قلق المملكة منها لم تفرض على مصر رأيها، فتلك هى طبيعة العلاقة الأخوية بين البلدين والتى يسعى الكثيرين الآن إلى كسرها للانفراد بكل دولة على حدة.. فمازال يؤلمهم حتى الآن الموقف الخليجى الداعم بقوة لمصر فى ثورة يونيو.
وأستبعد وأتمنى أن أكون صائباً أن يكون هناك علاقة بين الخلاف فى الرأى وبين عدم وصول الشحنات البترولية لشهر أكتوبر فى ظل الاتفاقية التى وقعت فى مصر بحضور الملك سلمان والتى تنص على إمداد مصر بـ700 طن مواد بترولية شهريا لمدة خمسة سنوات بتسهيلات فى السداد.. فتلك اتفاقيات دولية لها من الوجاهة والاحترام بأن لا تتأثر بخلاف فى الرأى.
سيادة الرئيس.. لست وحدك.. وتأكد بأن وراءك شعبا يقدس استقلال القرار المصرى.. ومستعد لتحمل الكثير والكثير من تبعات تمسك مصر باستقلالها وأمنها القومى ومصالحها الاستراتيجية مهما كان الثمن.. فى ظل الحرب الشعواء التى تواجها مصر على كافة الأوجه.. وتأكد بأننا جميعا فى نفس الصف ونفس الخندق.. فلقد تعاهدنا جميعا على مواجهة كل الصعاب وكل الفتن وبذل النفيس الغالى من أجل رفعة الوطن واستقلاله وتنميته.
• رئيس لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب.
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد عبد العال
سيدى النائب موقفكم الوطنى .. هو موقف كل حر
ما احوج الرئيس الى التفاف شعبه حوله وطمئنته الى اننا نعيش بالكرامة ولن نتنازل عنها لاحد ، نحافظ على روابط الاخوة ولكن بعد تمسكنا بكرامتنا