حمدى أحمد آخر المنتسبين لحرافيش نجيب محفوظ

الجمعة، 08 يناير 2016 07:02 م
حمدى أحمد آخر المنتسبين لحرافيش نجيب محفوظ الفنان الراحل حمدى أحمد
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على الرغم من كونه لم يكن ينتمى إلى حرافيش نجيب محفوظ بالمعنى الحقيقى، لكن دائما ما ربط الجميع بينه وبين الكاتب العالمى، وإن كنا لا نعرف إن كانت شخصية "محجوب عبد الدايم" قد ظلمت الفنان حمدى أحمد أو أنصفته، وإن كان أثرها ظل يطارده أم أن هذا الدور قد أثبت قدراته التمثيلية، سيظل كلامنا فى هذه المنطقة مجرد أراء وأقاويل لكن الشيء الراسخ هو أن اسم الفنان حمدى أحمد ارتبط بالشخصية الشهيرة "محجوب عبد الدايم" التى قدمها فى فيلم "القاهرة 30" والمأخوذة عن قصة للكاتب العالمى نجيب محفوظ حملت الاسم نفسه بعد أن كانت تحمل اسم "القاهرة الجديدة".

بالتأكيد هناك أسباب كثيرة جعلت هذه الشخصية غير المحبوبة اجتماعيا تنتشر بهذه الطريقة وتتحول لرمز أولها الجرأة التى جمعت بين نجيب محفوظ فى كتابتها وبين حمدى أحمد فى موافقته القيام بدورها هذه الجرأة قليلة فى السينما المصرية ربما آخرها ما قام به الفنان خالد الصاوى فى شخصية "حاتم" الشاذ جنسيا فى فيلم "عمارة يعقوبيان المأخوذ عن رواية بهذا الاسم للكاتب علاء الأسوانى.

وبجانب الجرأة فى التناول نجد أيضا الإحساس بالخطر فى القراءة المجتمعية لنجيب محفوظ بعدما شاهد معايير القيم تدخل مرحلة مظلمة والنماذج المجروحة خلقيا تستشرى فى المجتمع وأن أمثال محجوب عبد الدايم فى الحياة عادة ما يحصلون على نصيب الآخرين الأحرار بسبب تخليهم عن القيم وبسبب استعدادهم لدفع أى شيء فى سبيل الوصول للغاية.

نجيب محفوظ قدم هذه الشخصية بحرفية كبيرة، حيث وضح الأسباب الاجتماعية التى من الممكن أن تصنع شخصا بأخلاق "محجوب" ،ولم تتفرغ الرواية لصب اللعنات عليه، لكنها قدمته نموذجا مكتملا، فلم تغفل حالته النفسية المترددة بين الرفض والقبول.. وقدم الفنان حمدى أحمد هذه الشخصية بطريقة تحسب له بملامحه التى توحى باللامبالاة.

من المشكلات الفلسفية التى كانت تؤرق نجيب محفوظ "آفة النسيان" لماذا تنسى الأمم تاريخها ولماذا ينسى الإنسان أمسه وأخطاءه ويبدأ من جديد كأنه لم يعش من قبل؟، فى رواية أولاد حارتنا كان نجيب محفوظ يرى أن الحوادث والأخطاء تتكرر ورأى أن ذلك أمر سلبى، بينما كان محجوب عبد الدايم يراهن على "النسيان" حتى يستطيع أن يبدأ حياة جديدة، فيقول لزوجته إحسان شحاتة بعد الفضيحة المدوية: "ولا يهمك يا إحسان بكرة ينسوا".

المعروف أن حمدى أحمد كان مثقفا واعيا وله رأى واضح ثقافى وسياسى فى القضايا العالقة فى المجتمع.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة