هل الأزهر مؤسسة علم أم مؤسسة دينية غير قابلة للنقد وما تقدمه من فكر غير قابل للمناقشة ولا نملك إلا أن ننحنى لهالة القداسة التى تصنع حواجزها فنبقى فى حالة التجمد الفكرى؟ هل تجديد الخطاب الدينى يختص به الأزهر وحده؟ وهل نحن فى احتياج إلى تجديد أم إلى شجاعة ثورة لتنقية الشوائب التى أصبحت ثوابت وهى مسيئة للدين وعليه وليست له، ولكننا من باب القداسة لا نعترف بالسيئات فى كتب وتفسيرات توارثناها، ولا بد من إعادة التفكير فيها ونقدها حتى ننحاز إليها أو نخرجها من الثوابت ولا نسميها علما أو تراثا، وهل هذه الثورة العلمية والعقلية واجبة على مصر فقط أم أنها لا بد أن تكون ثورة إسلامية عربية.
الدول العربية والإسلامية، بما فيها مصر، لا بد أن تمتلك إرادة التغيير بجميع مؤسساتها، بالمشاركة مع المؤسسات الدينية أو مع العقول المستنيرة فى هذه المؤسسات لنرفع حالة التيبس التى أصابت العقل الإسلامى، فأصبح اجتهاده عورة وخطيئة وتكلسه فضيلة، فالتراث الإسلامى الذى يقوم الأزهر بتدريسه، الذى اعتمد على أحادية المصادر والذى اختلط فيه المعتقد بالصراعات السياسية، والذى استغل فى أوقات كثيرة للهيمنة على مقدرات الشعوب بما يعتنقه «داعش» وكل فكر إرهابى، فكيف نتعامل مع أولوية أهم وهى التفسيرات الدينية التى تنجب الإرهاب، على اعتبار أنها مسؤولية الأزهر أو المؤسسات الدينية التى يعتبر عدد كبير من القائمين عليها أن الفكر عدو الإيمان والذى يقدم تعليما يئد الحس النقدى؟
على المؤسسات الدينية والعالم العربى، بما فيهم الأزهر، أن تعترف بأن هناك تفسيرات وأسماء تاجرت بالدين وحرفت رسالة الإسلام وأن التراث به صفحات ممتلئة بالمفاهيم الخاطئة ورؤى مغلوطة وأننا، عن غير قصد، نغذى هذه الآفات ونحميها ونبقيها لتكون رحما لا يتوقف عن إنجاب الإرهاب، ويتصور بعض رجال الدين أن المداراة هى درء للشرور وبالتالى تجتزأ الحقائق، ولكنهم ينكرون ولا يعترفون بحالة التصحر العقلى التى تقف بالمرصاد أمام الاجتهاد والاختلاف حول تفسير الدين فنبقى فى حلقة مفرغة وفارغة، لقد أصبحنا نفضل فكر ابن تيمية على فكر ابن رشد، الإمام أبوحنيفة ضرب وسجن وأهين واتهم بالخروج عن منهج السلف، وقال مقولته الشهيرة: «هم رجال ونحن رجال» أى هم بشر اجتهدوا ونحن بشر نعيش فى عصر مختلف ومن حقنا الاجتهاد، فلماذا لا يتبنى الأزهر والدول الإسلامية مقولة أبى حنيفة ويفتح باب الاجتهاد؟
لماذا لا نغلق أبواب التكفير التى فتحت فى التاريخ القديم والحديث، فابن رشد ظلم وعانى من القهر والاضطهاد وأحرقت كتبه والمعتزلة ذاقوا نفس الجزاء أما ابن المقفع والحلاج فقد قتلوا والعلامة الكبير ابن جرير الطبرى تم تكفيره، وفى التاريخ القريب نفى رفاعة الطهطاوى إلى السودان عقابا على فكره المستنير، وأخرج الشيخ على عبدالرازق من قاعة العلماء بعد كتابه الإسلام وأصول الحكم. أما الإمام محمد عبده فهل عندما هاجم محمد عبده الأزهر كان يهدم الإسلام أم أنه كان يترأس التيار الإصلاحى الذى يرى أن المؤسسات الدينية عقبات للتطور، وكان الأكثر شجاعة فى عصر كان يبحث عن الرقى وعن العمق وعن الإسلام؟
ولكن هذه الفترة لم تدم طويلا، فعندما كتب طه حسين كتابه فى الشعر الجاهلى قدم للمحاكمة وكان مصيره التكفير، ومع تدهور التعليم وغياب التنوير وغربة الثقافة كان مصير نجيب محفوظ محاولة قتل فاشلة، ولكنها نجحت فى اغتيال فرج فودة بينما كان مصير نصر حامد أبوزيد النفى، لأن البشر الذين تم استئجارهم لمحاولات القتل المادى والمعنوى ليس لهم نصيب من العلم سوى العنف الذى تحض عليه بعض كتاب التراث، التنوير مسؤولية مؤسسات الدولة فى مصر وفى الدول العربية التى قامت بتصدير أغلب هذه الأفكار وأدركت الآن خطرها وأوحالها، ولكنها تقع فى ازدواجية بلهاء فتعلن مصر والدول العربية حربها على الإرهاب والفكر المتطرف، وهى لا تدرك أنها تدعمه وتقويه وتمارسه وتسن له القوانين التى تحميه. محاربة الإرهاب هى فرض عين على الدول الإسلامية بكل مؤسساتها وليست فرض كفاية.
عدد الردود 0
بواسطة:
سمية يوسف
الأزهر هو ميزان للاعتدال
عدد الردود 0
بواسطة:
زينب عبد الهادى
النقد البناء لامانع منه ولكن النقد الهدام الممول هو امر مرفوض
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed wael
الأزهر الأزهر الأزهر