من الأقرب للعب الوساطة لاحتواء الأزمة بين السعودية وإيران؟.. شروط الوسيط ترجح كفة روسيا أمام تركيا وأمريكا والعراق.. محلل إيرانى لـ"اليوم السابع": عمان ستفوز بهذا الدور.. ويؤكد: مسقط الأقرب لطهران

الأربعاء، 06 يناير 2016 07:52 م
من الأقرب للعب الوساطة لاحتواء الأزمة بين السعودية وإيران؟.. شروط الوسيط ترجح كفة روسيا أمام تركيا وأمريكا والعراق.. محلل إيرانى لـ"اليوم السابع": عمان ستفوز بهذا الدور.. ويؤكد: مسقط الأقرب لطهران وزير خارجية سلطنة عمان بن علوى
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ينعكس التصعيد الحاصل فى العلاقات بين السعودية وإيران على الصراع فى دول الشرق الأوسط، ويدرك المجتمع الدولى خطورة القطيعة الدبلوماسية بين طهران والرياض على خلفية التدخلات الإيرانية فى شئون البلدان العربية، لاسيما فى شأن المملكة بعد تنفيذ حكم الإعدام فى القيادى الشيعى السعودى نمر باقر النمر، وافتعال طهران لأزمة مع الرياض باقتحام السفارة وانتهاك القوانين والأعراف الدولية، التى انتهت بقطيعة سياسية وحصار عربى دبلوماسى لطهران سيؤثر بالسلب على الملفات الشائكة بين البلدين، لهذا اتجه المجتمع الدولى نحو المطالبة بالتهدئة وتحركت عواصم الدول الكبرى لاحتواء الموقف، لأنها تدرك أن لا أحد من طرفى الصراع يرغب فى اشعال حرب فى المنطقة، ويعى جيدا الطرفان خطورة استمرار الصراع على ملفات كالأزمة السورية واليمن.

بدأ تحرك عربى ودولى منذ الساعات الأولى التى أعلنت فيها المملكة العربية السعودية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، إيمانا بضرورة العمل على الحل السياسى والحوار بين طهران والرياض، لاحتواء الأزمة، وحاولت بعض الدول العربية والإسلامية والأوروبية فى التدخل وأعلنت عن رغبتها فى لعب دور الوسيط بين الطرفين، ومن بين هذه الدول تركيا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وأمريكا والعراق وعمان والأمم المتحدة، مما أثار تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين هذه الدول وبين طرفى الصراع، ومدى تأثير الوساطة، وأى منهما ستنال صفة الوسيط وستنجح فى هذه المهمة؟.

شروط الوساطة بين المملكة العربية السعودية وإيران تتطلب دولة بمواصفات خاصة، أى يمكن أن يتقبلها طرفا الصراع، بالإضافة إلى امتلاكها علاقات جيدة وقربها من مركز صنع القرار لدى البلدين، وصدق نواياها.

وعلق المحلل السياسى الإيرانى رضا حجت شمامى، لـ"اليوم السابع" قائلا إن العراق مشغولة بالحرب الداخلية وتحتاج لوساطة باعتبارها ميدانا للنزاع الإيرانى السعودى، على حد تعبيره، وحول وساطة تركيا، قال إن تركيا ليست محل قبول لدى إيران، من ناحية أخرى طهران لا تريد أن تمنح هذا الدور وتلك المكانة لأنقرة.

ولفت المحلل السياسى الإيرانى إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن بهذه السهولة أن تلعب هذا الدور، لأنها لديها مشكلات فى علاقاتها مع إيران.

وبشأن الوساطة الأوروبية وروسيا قال شمامى إن روسيا أقرب لكن الرياض لديها مشكلات كثيرة لكن إذا حصل ذلك من الممكن أن يتم تقريب وجهات النظر، وروسيا تتمتع بهذه الإمكانية.
وأشار إلى أن أوروبا أيضا قادرة على القيام بذلك خاصة وأن جهازها الدبلوماسى يرحب بذلك.

وأكد شمامى "لليوم السابع" على أن سلطنة عمان هى الأقرب لأنها كانت أقرب الدول العربية لإيران، وساعدت طهران فى العديد من القضايا كان أبرزها الملف النووى الإيرانى، ويمكن أن تعوَل على عمان أكثر من روسيا وأوروبا، بشرط أن تتخلى إيران عن الأعمال المثيرة للحساسية والسعودية عن مواقفها المتشددة أيضا، وتبدى رغبتها لهذا، معتبرا أن اقتحام السفارة السعودية فى طهران خطأ زاد من التوتر بين البلدين.

ومن بين الدول التى عرضت الوساطة

:

تركيا


منذ بداية الأزمة بين الرياض وطهران، خرجت تركيا وعرضت التدخل لتهدئة التوتر بين السعودية وإيران، وحث رئيس الوزراء التركى أحمد داوود أوغلو كلا البلدين على اللجوء إلى الوسائل الدبلوماسية لحل الخلاف بينهما، وقال: "القنوات الدبلوماسية يجب أن تعطى فرصة فورا، ونحن مستعدون لتقديم أى مساعدة بناءة للوصول إلى حل".

غير أن وساطة تركيا لا تحظى بقول إيران للتوترات التى تعترى العلاقات بين البلدين بسبب الملف السورى، حيث تدعم طهران الرئيس السورى بشار الاسد وتدعم تركيا المعارضة السورية دعما لوجيستيا وتفتح حدودها أمام المعارضة المسلحة، وتشترى النفط من تنظيم داعش فى سوريا التى تسعى لإزاحة الأسد من السلطة، لذا لن يلقى عرض تركيا آذان صاغية لدى طهران.

روسيا


ما يجعل موسكو مرشحة للقيام بدور الوساطة، هو ارتباطها بعلاقات ودية مع كل من طهران والرياض، وأعلنت الخارجية الروسية منذ بداية الأزمة عن أسفها لتصاعد التوتر بين السعودية وإيران، وأبدت استعداد موسكو للعب دور الوساطة بينهما لتسوية الخلاف، خاصة وتربط موسكو بكل من الرياض وطهران علاقات قديمة وطيبة، ونحن بصفة أصدقاء مستعدون، إذا ظهرت حاجة لذلك، للعب دور الوسيط فى إطار تسوية الخلافات القائمة والجديدة بين هاتين الدولتين.

وقالت الخارجية الروسية إن موسكو كانت دائما حريصة على أن "تكون لدى المسلمين رؤية مشتركة — لدى السنة والشيعة، وفى إطار منظمة التعاون الإسلامى، وكذلك فى المنظمات الدولية الأخرى، ورؤية مشتركة كذلك فى ما يخص المشكلات الدولية والإقليمية، بما فى ذلك الأزمة السورية والوضع فى منطقة الخليج".

الولايات المتحدة الأمريكية


ودخل الولايات المتحدة الأمريكية على الخط وكشفت الخارجية الأمريكية أن جون كيرى شجع المسئولين السعوديين والإيرانيين على الحوار لتجاوز الأزمة التى قد تؤثر على مسار عملية السلام فى الشرق الأوسط.
وتحدث جون كيرى عدة مرات مع مسئولين سعوديين وإيرانيين لتشجيع الحوار ولاستكمال مشاورات عملية السلام فى سوريا.
وكشف كيربى أن أحد الأمور الرئيسية التى تشغل بال كيرى هى كيفية نزع فتيل التوتر والتشجيع على الحوار والمشاركة بين الرياض وطهران، والتأكيد أيضا على وجود قضايا أخرى ملحة فى المنطقة.

لكن هذا الطلب لم ولن يحظى بالقبول لدى طهران، فعلى المستوى الدبلوماسى لا يوجد علاقات رسمية بينها وبين إيران، يضاف إلى ذلك التوتر بين البلدين منذ الثورة الاسلامية وعدم الثقة التى لم تزول لدى الطرفين حتى بعد توقيع الاتفاق النووى العام الماضى.

العراق


عرض وزير الخارجية العراقى إبراهيم الجعفرى وساطة بغداد لحل الأزمة التى اشتعلت بين السعودية خلال زيارته إلى طهران اليوم، الأربعاء، ولقاءه العديد من المسئولين فى طهران بينهم نظيره الإيرانى محمد جواد ظريف، لكن الوساطة العراقية لن تحظى بقبول المملكة العربية السعودية نتيجة للموقف الذى اتخذته بغداد عقب تنفيذ حكم الإعدام فى القيادى الشيعى السعودى النمر وإدانتها للحكم وهو ما يعتبر تدخلا فى شئون المملكة.


من الممكن الجزم بأن سلطنة عمان هى الأقرب للعب دور الوساطة بين السعودية وإيران لاحتواء الأزمة، لما تتمتع به من علاقة وثيقة بطهران وباعتبارها دولة من دول مجلس التعاون الخليجى قريبة من المملكة العربية السعودية، وما يؤكد ذلك هو الزيارة المزمعة لوزير الخارجية العمانى بن علوى إلى طهران اليوم والتى سبقتها السلطنة ببيان يعلن تضامنه مع السعودية وعبرت فيه عن أسفها للهجوم الذى تعرضت له سفارة السعودية وقنصليتها فى إيران، إلا أن علاقتها الوثيقة بطهران لم تصل إلى حد استدعاء سفيرها.

عمان تمتلك تاريخا قويا فى الوساطة بين طهران والغرب، فى قضية الأمريكيين المحتجزين فى طهران فى 2013، وأيضا قام السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان بدور وساطة فى اتصالات سرية بين الولايات المتحدة وإيران بدأت فى مسقط عام 2012 وأدت إلى أول محادثات رسمية بين طهران وواشنطن منذ قيام الجمهورية الإسلامية عام 1979 وهو ما مهد للاتفاق النووى الذى تم التوصل إليه فى يوليو العام الماضى.

الأمم المتحدة


الأمم المتحدة من بين من تحركوا لتدارك تداعيات الأزمة الدبلوماسية بين السعودية وإيران على جهود السلام فى سوريا واليمن، وسافر وسيط الأمم المتحدة لسوريا ستافان دى ميستورا إلى الرياض، لإجراء محادثات، وبعدها سيتوجه إلى طهران للحصول على ضمانات بأن التقدم الذى تحقق فى جهود إحلال السلام فى سوريا ليس فى خطر، وفى إطار محاولة الوساطة بين الطرفين.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة