وأضاف أن رجل الترميم مثله مثل الطبيب الذى يفتش داخل جسد المريض عن العلة والمرض، ويفند ذلك فى تقرير تشخيصى للحالة، ثم يصف له العلاج اللازم، وتابع :"نقوم بتلك المراحل مثلنا مثل الأطباء، فتارة نقوم بعمليات ترميم دقيقة وسريعة لإنقاذ أثر مدمر بصورة طفيفة، وتارة أخرى نحتاج للتدخل القوى بإجراء عمليات وأعمال ترميم كبيرة، حيث نفصل الأجزاء عن بعضها والتى تكون قد تم ترميمها من قبل بمواد غير ملائمة للأثر وتسببت فى تلفه، حتى نعيده للحياة بأفضل وأجود أنواع ومواد الترميم الحديثة علمياً".
مهمتنا الحفاظ على التاريخ
وقال مدير ترميم آثار الكرنك وطريق الكباش: " مهمتنا الحفاظ على التاريخ الذى تركه لنا القدماء المصريين وتخرجنا من كلياتنا للقيام بتلك المهمات على أكمل وجه لمراعاة ضمائرنا والبحث عن رضى الله فى حماية تراثنا القديم، ولقد شاركت فور تخرجى من كلية العلوم قسم الجيولوجيا فى الثمانينات ، فى ترميم ذقن تمثال أبو الهول فى الجيزة، وبعد نجاحى فى تلك المهمة تم تثبيتى وتعيينى فى مجال ترميم الآثار مع مجموعة أخرى من كبار رجال الترميم بمصر، وأعمال فى هذا المجال بقطاع الآثار وأعمال الترميم منذ أكثر من 30 عاما، وشاركت خلال مسيرتى المهنية فى ترميم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية وتمثال لمختلف ملوك القدماء المصريين".
وحول طبيعة العمل فى ترميم القطع الأثرية والموافقات عليها، أكد عبد الناصر عبد العظيم، أنه توجد أنواع وأعمال معينة فى الترميم تكون كبيرة وخطيرة جداً فتحتاج إلى موافقة اللجنة الدائمة لوزارة الآثار والتى تنعقد بصفة دورية لإصدار الموافقات فى تلك الشئون، أما الترميمات البسيطة ، فقد ناقشنا ذلك مع الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار وقدمنا طلب تفويض مكتوب بذلك الأمر، وقد وافق على الفور على التفويض وأعطانا إشارة الانطلاق فى أعمالنا بكل قوة لترميم أكبر قدر من الآثار داخل الكرنك والكباش".
أزمة تمثال "سيتى الثانى"
وحول أزمة تمثال "سيتى الثاني" أكد مدير عام ترميم آثار معابد الكرنك وطريق الكباش، أن ما أثير ليس إلا بلاغ مقدم للنيابة الإدارية يفيد بتعدى رجال الترميم على التمثال وهو ما لم يحدث نهائياً، حيث أنه تم ترميم تمثال كامل للملك سيتى الثانى وقد شهد عملية نصبه وعرضه بمعبد الكرنك، الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار وأشاد بالعمل، وقال مدير عام ترميم آثار الكرنك والكباش حول تلك القصة: "وجدنا تمثال ثانى غير كامل يعود للملك سيتى الثانى ملقى فى الأرض وكاد يضيع بفعل أعمال ترميم قد تمت فى أجزاؤه منذ عام 1925م، وذلك باستخدام الطوب الأحمر والأسمنت الأسود وهى الأدوات والمواد الوحيدة للترميم فى ذلك الزمن، فقررنا الانطلاق فى مهمتنا لترميمه وإعادته للحياة بصورة تليق به والحفاظ عليه من التلف أكثر من تعرض له، وخلال إحدى جولات الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار لمعبد الكرنك عرضنا عليه حالة التمثال ورؤيتنا لترميمه بصورة تليق بالآثار المصرية، فأعطانا تفويض رسمى مكتوب منه للبدء فى عملية الترميم لكونه يثق فى خبراء رجال الترميم بقطاع الصعيد، وبالفعل قمنا بعملية الفك والتركيب وأنجزنا جزء كبير فى العمل بترميم التمثال".
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)