"وداوها بالتى كانت هى الداء".. الأقليات العرقية بإيران الورقة المنسية فى الحسابات العربية.. "الأحواز" نموذجا.. طهران أغرقت المنطقة فى الصراعات المذهبية.. وفرص قوية أمام العرب لإفشال مخططاتها

الثلاثاء، 05 يناير 2016 11:41 م
"وداوها بالتى كانت هى الداء".. الأقليات العرقية بإيران الورقة المنسية فى الحسابات العربية.. "الأحواز" نموذجا.. طهران أغرقت المنطقة فى الصراعات المذهبية.. وفرص قوية أمام العرب لإفشال مخططاتها الأقليات العرقية فى إيران
كتب سمير حسنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد قيام الثورة الإيرانية فى العام 1979، دأبت طهران على زعزعة استقرار دول المنطقة، ونجحت فى نهاية المطاف فى السيطرة على عواصم عربية كبيرة، "بيروت – صنعاء – بغداد – دمشق"، بفضل زرع جواسيسها وأذرعتها العسكرية فى تلك الدول، وضعف الدول العربية فى مواجهة تطلعات الدولة الصفوية.

فشل العرب فى التوحد ضد المواقف الإيرانية فى المنطقة منذ البداية، وأقدمت بعض الدول العربية على توثيق علاقاتها بطهران، خاصة بعد أن قطعت مصر علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، بعد توقيع اتفاقية "كامب ديفيد"، نكاية فى السادات، الأمر الذى أدى فى نهاية المطاف إلى تغلغل إيرانى واضح فى المنطقة، خاصة بعد انهيار أنظمة عربية كانت تشكل حجر عثرة ضد توسع الإيرانى غربًا.

بعض الدول العربية تمتلك أجهزة استخبارات قوية، كما تمتلك فى المقابل قوة عسكرية لا يستهان بها للتعامل مع "الجارة السوء" فى المنطقة إذا لزم الأمر، إيران تكمن بها نقاط ضعف كثيرة يجب أن يستغلها العرب للحد من تطلعاتها ونفوذها، إقليم "الأحواز" نموذجًا.

قضية الأحواز العربية تشكل عامل ضغط كبير على الدولة الفارسية، فالأحواز أو الأحواز هى عاصمة ومركز محافظة خوزستان، تقع شمال غرب إيران، تبلغ مساحة إقليم الأحواز 185000 كم مربع ويبلغ عدد سكانها حوالى السبعة ملايين نسمة غالبيتهم من العرب، لها أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة للدولة الإيرانية، حيث تمتلك المنطقة أكثر من 85% من البترول والغاز الإيرانى، كما تعد أراضية من أخصب الأراضى الزراعية فى الشرق الأوسط، وتجرى به ‏3‏ أنهار كبيرة هى "كارون والكرخة والجراحي"، حيث تمثل 35% من المياه الإيرانية.

نظرة تاريخية مقتضبة عن "الأحواز"


انهار الحكم العربى بالأحواز فى العام 1925 واحتلها الشاه رضا البهلوى، بعد ضم المنطقة إلى إيران قسريًا، وتعمد البهلوي طمس معالم العروبة فى الأحواز، من استبدال الأسماء العربية التاريخية للمدن والقرى والشوارع بأسماء فارسية مختلقة، إلى منع التحدث باللغة العربية في المدارس والدوائر الحكومية، بل تجاوز ذلك كله إلى التهجير الجماعي واغتصاب الأراضي العربية وزرعها بمستوطنات فارسية.
العرب لم يستثمروا العمق العربى الأحوازى لوقف التمدد الإيرانى بالمنطقة لاعتبارات سياسية منذ عقود، ولكن حان الوقت لاستغلال هذا العمق لاظهار قوة العرب أمام "المارد الإيرانى"، بعد أن نجح الأخير فى قطع الصلة الحغرافية والسياسة بينه وبين العرب، أضف إلى ذلك التركيز على "الورقة العرقية"، فى بلاد الفرس، حيث تتعدد الأعراق والأقليات بهذا البلد، ما يشكل عامل ضعف يمكن استغلاله بسهولة، حيث يشكل الفرس 51% من السكان البالغ عددهم قرابة 70 مليون نسمة، في حين يشكل الأذريون 24% والجيلاك المازندارنيون 8% والأكراد 7% والعرب 3% واللور والبلوش والتركمان 2% لكل منهم، وبقية العرقيات 1% من السكان.

الواقع الجديد الذى فرضته النزاعات بالمنطقة يتوجب على العرب استخدام كل السبل المتاحة للحفاظ على هويتهم ضد كل التدخلات الفارسية، بمعادلة "وداونى بالتى كانت هى الداء"، وذلك عن طريق إنهاك إيران فى النزاعات الداخلية، واستخدام الورقة العرقية عبر بوابة "الأحواز" بتقديم دعم مالى وعسكرى واستخباراتى للانتفاضات المتوالية فى هذه المنطقة.

إيران نجحت وبامتياز فى إذكاء الفتن الطائفية فى المنطقة من أجل بسط نفوذها، عبر الورقة المذهبية وفشل العرب فشلا ذريعًا فى التصدى لهذه المؤامرات.

العرب ليسوا أقل دهاءا فى استخدام نفس أسلحة طهران، ويجب عليهم إبراز قضية "الأحواز" على المستوى الدولى والإقليمى وتسخير الطاقات الإعلامية لتسليط الضوء على مجاز ر إيران، ودعم نحو 20 مليون من أهل السنة والجماعة يعيشون فى إيران، فالفرصة الآن سانحة أمام العرب.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة