بداية الأزمة
ترجع تفاصيل الأزمة، عندما أنشئ "مصرف السيل" فى ستينيات القرن الماضى، لحماية مدينة أسوان من مخاطر السيول التى تسقط بغزارة من الجهة الشرقية فى اتجاه النيل شمالاً، ويمتد طول هذا المصرف لنحو 9 كيلو مترات من الجنوب الشرقى لمدينة أسوان لأقصى شمالها، حتى تصب مياه السيول فى هذا المصرف ومنها إلى النيل.ومع مرور الوقت وتزاحم الكتلة السكانية بشرق مدينة أسوان، بدأ مصرف السيل يأخذ دوراً آخر عندما بدأ مجموعة من المواطنين يستخدمونه كمصرف للمجارى ومياه الصرف، وبدأ مصنع كيما بأسوان فى التخلص من تصريفات المصنع بالمصرف، وأيضاً استخدمه معسكر الأمن المركزى مصرفاً للتخلص من مياه الصرف، وتجمعت هذه المخلفات من مياه الصرف وغيرها فى هذه الترعة التى تصب يومياً ما يعادل 100 ألف متر مكعب "حسب ما ورده تقرير صادر عن جهاز شئون البيئة فى أسوان مؤخراً".
مساعى محافظ أسوان الأسبق
وبدأ اللواء مصطفى السيد، محافظ أسوان الأسبق، فى السعى جاهداً للتخلص من هذه الأزمة، عن طريق تغطية مصرف السيل وإقامة مشروعات تنموية وحدائق ترفيهية فوق المناطق المغطاة وتعاقدت المحافظة مع هيئة الأوقاف لإقامة سوق سياحية فوق الجزء المغطى من المصرف يحمل اسم خان أسوان ويضم مواقع ترفيهية وبازارات ومحل عاديات وحدائق ومقاهى بتكلفة 185 مليون جنيه.مشروع الحل العاجل
واتخذ محافظ أسوان الأسبق، قراراً بالتنسيق مع الوزارات المعنية بالبدء فى مشروع الحل العاجل، بإنشاء محطتى معالجة مياه الصرف الصحى "كيما 1 وكيما2" لرفع مياه الصرف الصحى من مصرف السيل، والاستفادة من المياه المعالجة فى إقامة غابات شجرية على مساحة 5 آلاف فدان، يستفاد من أخشابها، ولكن الإنفاق المادى على المشروع، والذى تخطى الـ180 مليون جنيه، أصبح عائقاً لدى الحكومة فى دفع مزيد من الأموال لاستكمال المشروع.موقف "محلب" خلال جولته بأسوان
وفى جولة رئيس الوزراء السابق، المهندس إبراهيم محلب، لمحافظة أسوان، مطلع شهر يوليو الماضى، غير "محلب" من مسار الزيارة فجأة، وتفقد مشروع إحلال وتجديد ورفع كفاءة محطة معالجة مياه الصرف الصحى "كيما 1 وكيما2"، وعبر رئيس الوزراء عن استيائه الشديد، من الكارثة، وكلف على الفور المهندس مصطفى مدبولى وزير الإسكان، بتعنيف مسئولى الشركة المنفذة لتأخر الأعمال، وطالبهم بتوقيع غرامة ومحاسبة المقصرين، كما وجه رئيس الوزراء بأن يتم العمل بالمشروع 24 ساعة على مدار اليوم، وإلغاء إجازات العيد للعاملين بالمشروع حتى يتم تسليم المشروع فى موعد أقصاه 31 أغسطس 2015، وطالبهم بتقديم تقرير أسبوعى عن الموقف التنفيذى للمشروع، قائلاً "حرام عليكم.. ده مشروع مهم جداً.. ولازم يخلص بسرعة".فشل تجربة التشغيل
ومع مرور الوقت، وبلوغ موعد تسليم المشروع، أغلق اللواء مصطفى يسرى، محافظ أسوان السابق، يرافقه عدد من القيادات التنفيذية والشعبية بأسوان، المحابس الرئيسية التى تلقى بمياه الصرف الصحى إلى مجرى نهر النيل، ليتم تحويلها إلى محطة كيما 1 ومنها لمحطة الرفع رقم (56) لتمر منها إلى الغابات الشجرية بالعلاقى، بعد أن كان يتم تصريفها إلى نهر النيل مباشرة بدون معالجة.وبعد ساعات معدودة من إغلاق المحابس وتحويل مياه الصرف، تعرضت محطتى كيما 1 و2 للانفجار، نتيجة زيادة تدفقات مياه الصرف الصحى بأحواض محطة الرفع للعلاقى، وذلك نتيجة تشغيل 8 محطات بمدينة أسوان بكامل طاقتها فى وقت واحد، مما أدى إلى رفع كميات كبيرة من الصرف الصحى، وبالتالى لم تستوعب طلمبات الرفع هذه الكميات، وتسبب ذلك فى حرق المواتير الخاصة برفع مياه الصرف والتى لم تتحمل زيادة الضغط لشدة تيار المياه المتدفقة.
موضوعات متعلقة
- أهالى أسوان لـ وزير البيئة:مشروع الحل العاجل لإنقاذ النيل من التلوث "متعطل"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة