أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات

رسائل «برادة» و«شكرى»

الإثنين، 04 يناير 2016 07:19 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تكشف حياة الكاتبين وحياة المجتمع المغربى
الصراحة ليست الفضيلة الوحيدة للرسائل التى تبادلها الأديبان المغربيان محمد شكرى والدكتور محمد برادة، ويضمها كتاب «ورد ورماد» الصادر عن قطاع الثقافة برئاسة المبدع عزت القمحاوى، التابع لدار أخبار اليوم، الذى بدأت الكتابة عنه أمس.

هناك جمال أسلوب الكتابة، وتبهرك أكثر حين تجد أن هذا الجمال مع الصراحة يكشفان جوانب من حياة الكاتبين وحياة المجتمع المغربى، وحيرة الكاتب وغربته، بالإضافة إلى ما تتضمنه من دروس فى الكتابة.. يكتب «شكرى»: «أحيانا أفكر فى أن الإبداع يصير لعبة صادقة وحياة أصحابها صدقا كاذبا»، فيرد «برادة»: «أزداد قناعة بأن الكتابة أو التعبير الفنى يشكل وسيلة لفهم العالم والناس وتعويضا عن الحرمان من شىء ما، مهما نلنا واكتفينا»، يكتب «شكرى»: «ألاحظ أن معظم القصص والروايات المغربية مكتوبة بلغة إدارية مثل: نظرا لأن، ولم يكن له فى الأمر يد وفكر به، مثل هذه الكمات قرأتها فى قصص مغربية، إن القصة القصيرة لا يمكن لها أن تكون إلا مثل قصيدة شعرية فى لغتها وأسلوبها»، يكتب شكرى: «مازلت أعيش مع أم كلثوم فى أدوارها القديمة لأنها تذكرنى بتلك الأزقة التطوانية مستمعًا إليها والبرد القارس، فى هذه الأيام أنا غارق فى ذكرياتى، لعلها السيرة الذاتية»، ويرد «برادة»: «الاستمرار فى الكتابة بالنسبة لك هو فرصة للأخذ بالثأر من هذا المجتمع ومن قيمه ومواضعاته، لتثبت أنك أكبر من أن تؤثر فيك الدعاية أو تشلك الأسطورة».

فى رسالة كاشفة من «برادة» لـ«شكرى» يتحدث إليه بصراحة رافضًا أى حجة يطرحها «شكرى» تعطل إبداعه: «أريد أن تتذكر أنك لست بئيسًا بالقدر الذى تتصوره، وأن هناك فى المغرب حالات لمثقفين وكتاب تبعث على الرثاء، وفى مصر التى زرتها هذا الصيف، ومع ذلك فإنهم يقاومون ويكتبون ويجددون حياتهم، لعلك معى فى أن الانتهاء إلى الكأس ليس حلا وليس جميلا ولذته تنضح بالمرارة». فى رسالة من «شكرى» يكتب عن موت أمه، وكتب يهاجم بعنف الناقد رجاء النقاش بسبب مقال نشره فى «الشرق الأوسط» يوم 9 يونيو 1984، قال شكرى: «رجاء النقاش كتب مقالا عنى أعتقد أنه كتب مقاله المرتزق لإرضاء عقول معينة من أجل حفنة من العملة الصعبة، مفهومه للكتابة الأدبية متخلف خاصة عندما يتكل على الأدب الغربى الفضائحى مستشهدًا بجان جينيه وهنرى ميللر، لا أعتقد أنه قرأ شيئًا لـ«جينيه»، وأشك أنه قرأ شيئا عن ميللر، إن معرفته للأدب المغرض ضحلة ومفهومه له ساذج، إنه مثل شرطى المرور فى التعليق على كتاب جديد: هذا يمر وهذا لا يمر، هراء ما قاله عنى هو وحميد سعيد الذى سانده واستشهد به فى مقالته الهزيلة التى نشرها فى جريدة «الثورة» العراقية».

يرد برادة برسالة عن عودته من القاهرة: «كانت رحلة متعبة لأن هذه المدينة صورة من صور الجحيم: المواصلات، الخدمات، الحرارة، وانسداد الآفاق بالنسبة للمستقبل، إذا كانت مصر صورة لمستقبل الأقطار العربية الأخرى التى بدأت رحلتها نحو التمدن متأخرًا، فإن ذلك ما يبعث على اليأس، طبيعى أن هناك دائمًا لحظات ولقاءات ممتعة، وسيل الكلام المسلى، وبعض الوجوه (الجوستينية) القوية، لكن الانطباع يظل سلبيًّا هذه المرة، لست أدرى لماذا؟ لكن عندما عدت إلى الرباط ووجدت الهدوء المميت، والناس المنحشرة داخل بيوتها وهمومها، واللعبة الخفية تجرى، بدأ الحنين يتجدد إلى ذلك الجحيم القاهرى، «ما وجدها أحد كيف بغاها»، يسألون عنك ويسلمون، خاصة صنع الله إبراهيم الذى صدرت له هذا الأسبوع (بيروت، بيروت) وجمال الغيطانى والقعيد والسيدة فريال غزول، التى تلح عليك فى أن ترد على أسئلتها وأسئلة صديقاتها لأنهم سيصدرون ملحقًا خاصًّا بك: يا بختك، لعلك بخير، ولعل مشروع «احتياز» بيت الأسرة آخذ طريقه إلى التحقق، سليمان فياض يرغب فى أن تبعث له بنصوص للنشر وهم يدفعون 30 جنيها عن القصة، والمبلغ يتجمع هناك إلى حين زيارتك للقاهرة».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة