خالد عزب يكتب: عبد العزيز صالح.. رائد علم المصريات

الإثنين، 04 يناير 2016 05:08 م
خالد عزب يكتب: عبد العزيز صالح.. رائد علم المصريات خالد عزب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعرف كل من درس فى كلية الآثار جامعة القاهرة الأستاذ الدكتور عبد العزيز صالح، رائد علم المصريات، الذى مصّر علم المصريات بصورة كبيرة، فقد كانت شجاعته تكمن فى أن مؤلفاته التى حملت آراء جديدة بل وفيرة كتبت بلغة عربية رصينة، ولم يقلد غيره فى الكتابة بلغة أجنبية ثم ترجمة ما يكتب إلى العربية، أو يكتب بلغة أجنبية ويتجاهل حق المصريين فى معرفة تاريخهم الوطنى.

فى قاعات الدرس فى جامعة القاهرة كنا ننصت باهتمام بالغ لهذا الأستاذ العبقرى الفذ، الذى يرى العلم طريقا ومنهجا تعلمنا منه أسلوب الحوار العلمى، أخرجنا من طور طلاب المدارس الثانوية إلى طلبة يقرأون قبل المحاضرة فى موضوعها، ليكون محلا للنقاش معه.
ترفع عن الصغائر فنال احترام الجميع حتى صارت هيبته هيبة العالم حيث كان حضرت معه العديد من القيم كالشموخ واحترام النفس والذات.

ولد الدكتور عبد العزيز صالح فى 13 مايو 1921م وتوفى فى 20 يوليو 2001م، ثمانين عاما قضاها بين البحث والدراسة أجرى العديد من الحفريات الأثرية كان أبرزها فى عين شمس، لكن مؤلفاته خاصة كتبه كالتربية والتعليم فى مصر القديمة، والشرق الأدنى القديم، وحضارة مصر القديمة واثارها، والأخير لم ينشر منه غير جزء واحد، لكنه على الرغم من صدروه لم تتقادم عليه المعلومات، وعلى الرغم من أن هذا الكتاب من أروع وأفضل ما كتب باللغة العربية عن حضارة قدماء المصريين إلا أنه لم ينشر فى مكتبة الأسرة إلى الآن، أو يقرر ككتاب لطلبة المدارس الاعدادية أو الثانوية بدلا من الكتب الغثة التى لا تحمل إلا معلومات ناقصة أو مغلوطة.

الكتاب فى جزئه الأول يستهدف تصوير الخطوط العريضة لمصرنا القديمة بأسمائها ولغتها وتكوين شعبها وروابط المصريين المعاصرين بها، ونشأة الحضارة على أرض مصر منذ فجر التاريخ، وكون عبد العزيز صالح صورة عامة مترابطة لتطور الحياة السياسية والإدارية والعقائدية أو الاقتصادية والفنية، والأدبية، وعلاقتها الخارجية، حتى نهاية الألف الثالث قبل الميلاد، ليكمل هذه الحقب فى الجزء الثانى ليمتد بتاريخ مصر حتى نهاية العصور الفرعونية فى أواخر القرن الرابع قبل الميلاد، أما الجزء الثالث الذى اعتبره فريدا من نوعه فقد خصصه عبد العزيز صالح للحياة الفكرية القديمة بمعتقداتها وفلسفاتها وآدابها وعلومها وتنظيماتها الادارية بالتفصيل غير المسبوق.

فيما يتناول الجزء الرابع آثار مصر القديمة بمعناها الواسع، أى بعماتها المدنية والدينية، والأخروية، وفنونها التصويرية والزخرفية والتشكيلية فضلا عن أدوات الحياة اليومية عند قدماء المصريين.

هذه الموسوعة التى هى أفضل من موسوعة الدكتور سليم حسن لم تنل حظها من النشر كاملة، وحق على وزير الاثار ووزير التربية والتعليم ووزير الثقافة أن يسعوا جاهدين لنشرها، لان هذا حق من حقوق المصريين عليهم أن يعرفوا تاريخهم كما يجب، كما أن أسرة هذا الراحل العظيم عليها أن توفيه حقه بأن تسعى لنشر إنتاجه العلمى الذى لم ينشر بعد.

لقد كان الدكتور عبد العزيز صالح عضوا فى مجمع اللغة العربية فى القاهرة، وشغل منصب عميد كلية الاثار فى جامعة القاهرة بين عامى 1976-1981م، حصل على جائزة الدولة التشجيعية عام 1962م، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1963م، وجائزة الدولة فى العلوم الاجتماعية عام 1987م. تخطت دراسات الدكتور عبد العزيز صالح مصر، ففى كتابة الشرق الأدنى القديم قدم دراسة وافية عن حضارة بلاد الرافدين فى العصور القديمة عدها علماء الآثار العراقيين أفضل ما كتب عن هذه الحضارة من قبل علماء غير عراقيين، ونتائج دراساته لحضارة العراق كانت مذهلة تخطت فى نتائجها العديد من دراسات الباحثين الأجانب، أما دراساته عن تاريخ شبه الجزيرة العربية فقد عدت اساسا أثبتت صدمته الاكتشافات الأثرية فى السنوات الأخيرة.

هكذا كان هذا العالم الفذ الرائع افتقدته كأستاذ علمني، لكن اثاره مازالت باقية دروس نتعلم منها ومؤلفات ننهل من فيضها.


موضوعات متعلقة..


بعد تقرير "اليوم السابع"..مصر واليونسكو يطلقان مشروع عمارة قرية حسن فتحى







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة