ويهدف المشروع إلى الحفاظ على ما تبقى من تراث معمارى وإنسانى بالقرية التى شيدها المهندس المصرى العالمى الراحل حسن فتحى فى منطقة القرنة الغنية بمعابد ومقابر ملوك وملكات الفراعنة، وتحويل القرية إلى مزار سياحى يقدم لزواره واحدا من أهم فنون وأنماط العمارة المصرية.
جاء ذلك بعد نشر "اليوم السابع" تقريرها عن اهمال المسئولين لمنزل المعمارى الشهير "حسن فتحي" وقرية القرنة بالأقصر، بتاريخ 8 أغسطس، حيث استجاب المسئولون واجتمعت الشعبة المعمارية بنقابة المهندسين المصرية أمس وقامت بإدراج الحفاظ على تراث منزل حسن فتحى ضمن أعمالها، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة من الشعبة المعمارية، لزيارة قرية القرنة الجديدة ومقابلة السيد محافظ الأقصر، وإعداد تقرير مفصل عن حالة القرية، كما قامت كلية الفنون الجميلة بالزمالك بتدشين حملة للحفاظ على قرية القرنة الجديدة بالأقصر.
وعادت "اليوم السابع" بعد 4 أشهر بمتابعة القضية ونشرت تقريرا تحت عنوان " 4 أشهر على انهيار قرية حسن فتحى.. والدولة "سكتم بكتم"، وجاء فيه منذ أربعة شهور، وبعد بداية الانهيارات اجتاحت موجة عارمة من غضب المعماريين والمهتمين بالحفاظ على التراث، وبدأ تدشين الحملات والمبادرات للحفاظ على القرية التراثية، وكان أبرزها مبادرة "كلنا حسن فتحى" التى أطلقتها كلية الفنون الجميلة بقيادة الدكتورة صفية القبانى، عميدة كلية الفنون الجميلة بالزمالك، الأمر الذى حرّك منظمة اليونسكو فقامت بعمل زيارة لمحافظة الأقصر لتفقد الأوضاع بها، وكان من المقرر أن تبدأ أعمال الترميمات والصيانة للقرية أول سبتمبر الماضى، بالتعاون مع وفد اليونيسكو ومحافظة الأقصر، ليشارك فى الترميم معماريين مصريين ومندوبين من وزارتى الآثار والثقافة اللاتى خصصتا 5 ملايين جنيه للمساعدة فى الترميمات والإصلاحات والصيانة اللازمة.
وتساءل "اليوم السابع" فى تقرير لها يوم العمارة العالمى، 3 أكتوبر الماضى، عما وصلت إليه القرية والمبادرات لترميمها، وأكدت الدكتورة صفية القبانى حينها، أنه لم يحدث تأخير، حيث تم عمل اجتماع بدعوة من المهندس محمد أبو سعدة مدير صندوق التنمية الثقافية والمسئول عن ملفات ترميم القرية، وتم بحث مشروع الترميم وكان بالاجتماع المهندس سيف أبو النجا وحمدى سطوحى وهبة صفى الدين، وتناولت المقابلة موضوع عن دراسات كانت مقامة قبل الثورة وتم إيقافها عن القرية ورفع مساحاتها ومعرفة أسباب ومشاكل الخلل بالقرية وكيفية معالجتها.
وأضافت "صفية" أن الدراسات والنقاشات مستمرة لإخراج أكثر برنامج صلاحية لترميم القرية، وسيتم إنشاء أكاديمية تكنولوجية لتعليم طريقة المهندس حسن فتحى فى البناء. وفى منتصف أكتوبر الماضى، دعا الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، باقامة مائدة مستديرة علمية عن عمارة حسن فتحى، تقام بالتعاون بين لجنة العمارة بالمجلس الأعلى للثقافة، وصندوق التنمية الثقافية، ومنظمة اليونسكو، لإظهار البعد العالمى لعمارة وتصميمات حسن فتحى، التى استطاعت أن تغزو العالم باعتبارها عمارة الفقراء، وأكد على أهمية إنشاء مركز لدراسة عمارة حسن فتحى بقرية القرنة، وبالفعل تم تلبية الدعوة بحضور اللواء حسن خلاف، رئيس قطاع مكتب وزير الثقافة، والمعمارى محمد أبو سعدة، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، والدكتور غيث فريز، مدير مكتب اليونسكو بالقاهرة، وكيارا بارتسكى خبيرة التراث، والمهندس طارق المرى استشارى اليونسكو.
واستعرض المهندس محمد أبو سعدة رؤية كاملة لترميم القرية، وتتمثل فى 4 مراحل هى الترميم والحفظ وسبل منع التعديات وإعادة توظيف مبانى القرية، بالإضافة إلى تدريب البنائين من أهالى القرية على أسلوب عمارة حسن فتحى وترميمها وصيانتها، كما استعرض المرحلة الأولى لمشروع الترميم التى تشتمل على ترميم بيت حسن فتحى، والسوق بالتعاون بين وزارة الثقافة ومنظمة اليونسكو، كما تحدث عن المشاكل البيئية التى تواجه المشروع وأهمها المياه الجوفية والصرف الصحى، كما قال الدكتور غيث فريز، إنه سيتم إجراء دراسة لحصر المبانى بالقرية ماهو ملك للأهالى وما هو ملك للمحافظة، بالإضافة إلى معرفة نوعية المبانى من خرسانية أو طينية.
موضوعات متعلقة:
- صفحة "ديوان المعماريين": منزل حسن فتحى بـ"القرنة" تم تدميره والمسئولون لا يدركون قيمة القرية
- بعد تقرير اليوم السابع..اليونسكو و"المهندسين"و"الفنون الجميلة"تتحرك لانقاذ قرية حسن فتحى
- بالصور.. استكمالا لتدمير قرية "القرنة".. انهيار منزل آل عباس
- 4 أشهر على انهيار قرية حسن فتحى.. والدولة "سكتم بكتم"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة