ناقشت المائدة المستديرة، مساء أمس السبت، واحدة من أهم أزمات الصحافة الورقية، فى مناقشة حول "مواقع التواصل الاجتماعى وتهديد عرش الصحافة الثقافية الورقية"، شارك فى المناقشة طارق الطاهر، رئيس تحرير جريدة أخبار الأدب، وعمرو الديب المحرر الثقافى بجريدة الأخبار، وأدارت الندوة الكاتبة سهير المصادفة.
وقال طارق الطاهر: إن تساؤل المائدة تساؤل مستقبلى وليس واقعيا، فلا يمكننا الجزم به فى وقتنا الراهن، مشيرًا إلى أن علاقة الصحافة الورقية بالإلكترونية يشوبها الجدل فى الوقت الراهن، مضيفًا أن بعض الدول الكبرى مثل أمريكا وفرنسا قد أغلقت الصحف الورقية، بسبب أن الفرق كبير بين عدد المتابعين، مؤكدًا أن الوضع فى مصر مختلف كثيرًا، حيث إن عدد الصحف أخذ فى الزيادة، مما يدل أن الصحافة الورقية لها تأثير.
وذكر "الطاهر": عدة أسباب تجعل الصحف الورقية لها الأفضلية عن الإلكترونية فى مصر، أبرزها أن المادة المنشورة فى الجريدة الورقية تكسب ثقة الناس أكثر من تلك المنشورة فى الموقع الإلكترونى، ومستوى المصداقية أعلى فى الجرائد الورقية ومحط اهتمام بالنسبة لصحفى الجريدة، مضيفًا أنه بالنسبة لأصول وقواعد مهنة الصحافة، فإن الورقية أكثر تمسكًا بهذه الأصول، مرجعًا سبب عدم توافر تلك الأصول فى الإلكترونية بسبب التنافس على سرعة النشر، مشيرًا إلى أن الذاكرة موجودة أكثر فى الجورنال والكتاب عن الصحافة الإلكترونية.
وأكد رئيس تحرير أخبار الأدب، أن أى تطور إنسانى لا يلغى التطور الذى قبله، مشيرًا إلى أن هناك فرقًا بين نسبة التوزيع ونسبة القراءة فى الصحف الورقية؛ بسبب أنه من الممكن أن يشترى الجريدة فرد واحد ويقرأها عشرة أفراد.
وعن تأثير مواقع التواصل الاجتماعى على اللغة العربية فى الصحافة الثقافية قال: إن اللغة أداة من أدوات التمرد، مدللًا على ذلك ببعض الشعارات التى رددت فى غضون ثورة الخامس والعشرين من يناير فى ميدان التحرير، مشيرًا إلى أنه كان يتم استخدام لغة عربية فصحى، مؤكدًا أن وزارة التربية والتعليم المتمثلة فى المدرسة ساهمت كثيرًا فى ضعف اللغة العربية، أكثر من مواقع التواصل الاجتماعى.
بينما رأى عمرو الديب، أن هناك أجيالًا تربت على استقبال المعلومات من الصحافة الورقية، والقراءة عادة مرتبطة فى الإذهان بالأوراق، مشيرًا إلى أن هذا هو الجمهور المعتاد للصحافة الورقية، مؤكدًا أن المشكلة فى مواقع التواصل الاجتماعى أن الصفحات الخاصة على فيس بوك يكون فيها المحرر هو نفسه رئيس التحرير، مشيرًا إلى أن هذه تعد تجربة ذاتية جدًّا لا تقارن بالعمل المؤسسى التى تتمتع به الصحف الورقية.
ورأى "الديب" أن جودة ترتيب المواد الصحفية تفرق كثيرًا فى الصحافة الورقية، وتجعل لها الأولوية عن نظيرتها الإلكترونية، مقارنًا ذلك بالفرق بين دوائر المعرفة الإلكترونية مثل ويكيبيديا التى تعتمد على مقالات يستطيع أى شخص أن يحررها، ودوائر المعرفة المطبوعة مثل دائرة المعارف البريطانية، التى تتمتع بالدقة والتنظيم، مضيفًا أنه يرى أن مواقع التواصل الاجتماعى أفادت الصحافة الأدبية على مستوى اللغة، حيث إنها صنعت ما يسمى بالأجواء الجديدة للغة، مشيرًا إلى أن اللغة كائن حى يتطور مع تطور المجتمع، مؤكدًا أن خطورة مواقع التواصل الاجتماعى تكمن فى تأثيرها السلبى على اللغة بصفة عامة، فمساهمتها أصبحت فى بعض الأحيان تدميرًا وليس تطويرًا، مشيرًا إلى أن التطوير يجب أن يكون مقننًا.
وشهدت المائدة مداخلات من الجمهور مثلت إضافات للنقاش، كان أبرزها الإشارة إلى الخلط بين الصحافة الحرفية والحرة، وإشكالية تطور اللغة، ولغة مواقع التواصل الاجتماعى، والمقارنة بين الصحف الورقية والإلكترونية، كما شهدت مداخلة من مدونة على مواقع التواصل الاجتماعى وصفت ماهية اللغة التى تكتب بها وأبرز الأسباب التى دفعت المدونين إلى الابتعاد عن اللغة العربية الفصحى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة