د.خالد عمارة يكتب:علاج مضاعفات كسور الكوع

مفصل الكوع أو المرفق من المفاصل المهمة لوظيفة الذراع واليد وهو مفصل يتعرض للكثير من الإصابات فى الأطفال والشباب ومن أمثلة هذه الإصابات كسور ما فوق مفصل المرفق وكسور رأس عظمة الكعبرة وكسور الزند وخلع المفصل وإصابات الأربطة والعضلات المحيطة بالمفصل وهذا المفصل يعتمد فى وظيفته على نعومة سطح المفصل بواسطة الغضاريف الناعمة التى تغطى العظام ويعتمد أيضًا على الاستقرار الذى توفره الأربطة والعضلات المحيطة بالمفصل كما يعتمد على حركة العضلات بصورة طبيعية.

وفى بعض الكسور يكون سطح المفصل غير ناعم بسبب وصول الكسر إلى المفصل ما يستلزم التدخل الجارحى لإعادة بناء سطح المفصل وضمان نعومة المفصل.

لكن أكثر المضاعفات شيوعًا فى هذا الكسر هو حدوث تيبس فى المفصل ويكون هذا إما بسبب حدوث تليفات داخل المفصل وتكوين أنسجة ليفية تمنع الحركة داخل المفصل وتلصق سطح المفصل أو بسبب حدوث تليفات أو تكلسات بالعضلات المحيطة بالمفصل ما يمنع الحركة.

وفى النوع الأول يكون العلاج الطبيعى مفيدًا جدًا، أما النوع الثانى فيكون العلاج الطبيعى فيه ضار ويتسبب فى تهيج الأنسجة ما يساعد على زيادة تكوين التكلسات داخل العضلات والأربطة المحيطة بالمفصل، وفى هذه الحالة يجب استعمال الأدوية المضادة للالتهابات أو الإشعاع لإيقاف تكون التكلسات داخل العضلات وبعد أن تتوقف الحالة وتستقر يمكن البدء فى العلاج الطبيعى، وفى الحالات التى لا تستجيب للعلاج الطبيعى يجب التدخل جراحيًا لإزالة الالتصاقات والتليفات والتكلسات، لكن يجب أن يكون المريض متعاونًا لأن الجراحة تكون جزءًا من العلاج ويجب بعدها عمل علاج طبيعى مكثف لمدة 9 أشهر لضمان عدم ارتداد الحالة وتكوين تليفات أو تكلسات جديدة.

ومن المضاعفات الممكنة أيضًا فى كسور الكوع حدوث إصابة بالأعصاب أو الشرايين أو حدوث تورم شديد بالأنسجة يضغط على الأعصاب أو الشرايين وفى هذه الحالات يجب التدخل بصورة عاجلة لإزالة الضغط، أما فى الحالات التى تصل متأخرة فيكون العلاج الطبيعى هو الحل مع عمل جراحات لنقل الأوتار أو إطالة العضلات حسب نوع الإصابة بالأعصاب أو الشرايين.

وعلاج أغلب مضاعفات كسر الكوع يعطى نتائج مقبولة بشرط التدخل بالطريقة الصحيحة فى الوقت الصحيح مع عمل العلاج الطبيعى بانتظام والتعاون بين المريض وطبيب جراحة العظام والمعالج الفيزيائى.