نقلا عن العدد اليومى...
أعادت قصة بلالين الفنان أحمد مالك الجدل حول أحداث ثورة 25 يناير، خاصة فى المرحلة التى تلت تنحى مبارك، حيث خرجت الثورة من سياقها الأخلاقى إلى شيوع تعبيرات غير أخلاقية تم إلصاق رموز وطنية بها، فضلاً عن نظرة فيها استعلاء لأحداثنا التاريخية الكبيرة والعظيمة وفى القلب منها ثورات مصر، العرابية وثورة 19 وثورة 23 يوليو 52.
والمعروف أن هناك ثلاثة مطالب رددها المصريون، فى جميع الميادين على مدار الفترة من 25 يناير 2011 وحتى تنحى مبارك هى: «عيش حرية عدالة اجتماعية»، تحت عنوان عريض «ارحل» لنظام «ترهل» فوق مقعد السلطة لمدة 30 عاما، و«ارحل» لنظم اجتماعية بالية وفاسدة، كان متوقعا أن تستمر إذا ما نحج سيناريو التوريث فى الوصول إلى محطته النهائية.
بعد تنحى مبارك عن الحكم، غادر عدد كبير من المصريين الميادين، لكن فوجئت مصر بسيل من الائتلافات والتكتلات كلها ترفع شعارات ثورية ومن كثرة هذه الائتلافات تندر المصريون بقولهم، إن كل 5 من النشطاء أسسوا ائتلافا خاصا بهم، والمصيبة أنهم دخلوا فى تناحرات مع بعضهم البعض فى سباق حول من يمثل الثورة مما أفقد الثورة بريقها لدى رجل الشارع الذى آمن بشعارات «عيش حرية وكرمة».
وبعيدا عن وجهة النظر التى تعتبر أن ثورة يناير كانت مؤامرة، هل كانت سلوكيات النشطاء أو هذه الائتلافات ترتقى للمكانة التى وضعوا أنفسهم فيها، وهل كانت هذه الممارسات كافية ليسير الناس خلفهم؟ هل كان النشطاء على قدر ومكانة تضحيات أهالى الشهداء وقيمة الدماء الزكية التى أريقت، والتى لم تكن تهدف إلى تحصيل معاش أو مكافأة؟
أول مسمار وضعه وكلاء الثورة أو المتحدثون باسمها
كان مثلاً فى ترديد شعار «يسقط يسقط حكم العسكر» عدم وعى ومعرفة للرابط الحقيقى بين المصريين وجيشهم، ثم توالت السقطات، وعلى سبيل المثال طالب عبدالرحمن يوسف بإلغاء ثورة 23 يوليو 1952 والاكتفاء بثورة 25 يناير، أما الراحل براء أشرف فسخر من ثورة 23 يوليو، وذلك فى مواجهة الدكتور عاصم الدسوقى فى ضيافة قناة دريم مع منى الشاذلى.
واللافت أن بعض نشطاء ثورة 25 يناير، كان لديهم نفس قناعة عبدالرحمن يوسف، والمدهش أن وسائل الإعلام جرت وراءهم وأعطتهم الفرصة لبخ سمومهم نحو تاريخنا الوطنى العظيم، وعبر ذلك عن غرور واضح من بعض هؤلاء النشطاء نحو المصريين الذين كانوا يستمعون منهم إلى كلمات بدت وكأنها جديدة عليهم تماماً.
وفى واقعة أخرى يحفظها المصريون وتتمثل فى قيام عضو مجلس الشعب عام 2012 زياد العليمى وهو من أبرز نشطاء الثورة، بقوله، فى مؤتمر جماهيرى، كلاماً مس المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس العسكرى الحاكم وذلك بذكره المثل الشعبى «سابوا الحمار و... البردعة» ولم ينطق بالمثل الشعبى كاملاً.
يومها هاجت الدنيا ليس من قبيل اختلاف زياد مع المجلس العسكرى فهذا حقه، وإنما فى استخدامه ألفاظا لا تليق أبداً فى أدب الحوار السياسى وحتى الإنسانى.
وأحدث هذا الأمر غضبا فى مجلس الشعب، حيث كان نائبا، فبعد أن قال ما قال وطالب نواب باعتذاره وحدثت مشكلة فى المجلس بعد أن أصر على عدم الاعتذار وكاد يفقد عضويته بسبب ذلك، لكن اعتذاره فى النهاية أنقذ الموقف ولم تكن هذه القصة إلا دليلاً آخر على افتقاد لغة الحوار مما عده البعض سكة خروج عن «أدب الحوار» وبالطبع كان ذلك يسحب من رصيد الثورة وشبابها الذين كانوا فى الميادين.
وفى هذا السياق وجد المصريون ممارسات أخرى، لعل أشهرها اللغة الخطابية لجماعة 6 إبريل وبعضها كان خارجا عن حدود الأدب تماماً، وهذا بخلاف الأفعال التى مارستها الحركة، ومن أشهرها التظاهر برفع «الكولتات» وحزم «البرسيم» وبقدر ما كان هذا غريباً على المصريين كان فى نفس الوقت معبرا عن خروج تام من الإطار الأخلاقى الذى عرفه المصريون واحترمه كل القيادات السياسية التى ألزمت نفسها بعدم الخروج عن هذا الإطار.
ومن التظاهر بحزم البرسيم ورفع «الكولتات» إلى تبادل الشتائم بين الائتلافات وبعض النشطاء داخل ميدان التحرير بعد أسابيع وشهور من تنحى مبارك فقد وجدنا بعضهم يأتون بكلاب لشن هجوم على آخرين مثلهم، وهناك من حمل أسلحة خفيفة للاعتداء على آخرين وهؤلاء بكل تأكيد لا يمثلون الثورة ولا شعاراتها النظيفة، وإنما ظهروا وكأن هناك من يدفعهم إلى هذا النهج والتمسك به من أجل أن يكره المصريون الثورة ويكفروا بها.
ومع هذا النهج الذى تزايد يوماً بعد يوم فى الوقت الذى كانت فيه جماعات الإخوان والسلفيين تمارس أفعالاً أخرى لا تختلف فى مضمونها عما يفعله بعض النشطاء الذين نتحدث عنهم وعلى سبيل المثال رأينا جماعة «حازمون» تحمل الأسلحة وتعتدى على المعارضين لهم.
ونتذكر فى ذلك حصار مدينة الإنتاج الإعلامى وكذلك العدوان على مقر حزب الوفد والتهديد بحصار مقار أحزاب أخرى، وقبل ذلك قيامهم بحصار اللجنة العليا للانتخابات حين قررت استبعاد حازم صلاح أبوإسماعيل من الانتخابات الرئاسية لقيامه بتزوير أوراق أخفى فيها جنيسة أمه المزدوجة، حيث كانت تحمل الجنسية الأمريكية إلى جانب المصرية.
وفى حصار حازمون للجنة العليا وجهوا السباب والشتائم ضد قضاة اللجنة، وجاء ذلك بعد فصل مماثل قاموا فيه بحصار المحكمة الإدارية حين رفع أمام المحكمة طلباً بإعطائه شهادة قيد لأمه بأنها مصرية.
أضف إلى ذلك أن الخطاب الذى استخدمه بعض من ينتسبون إلى السلفيين والجماعات الإسلامية كان فيه أيضاً ألفاظ غريبة على المصريين مثل قول الدكتور عبدالله بدر لإلهام شاهين: كم واحد اعتلاكِ؟ وكان ذلك إسفافاً بالغاً جعل المصريين يتساءلون: من أى جنس هذا الرجل؟ ومن أى قاموس أخلاقى يتحدث؟ والغريب أن هناك من دافع عنه، صحيح أن الرجل نال حكماً بالسجن بسبب ذلك، إلا أن قطاعاً من الرأى العام اعتبر أن الثورة ومناخها سمحا له بمثل هذا الكلام الخارج عن حدود أى أدب.
وفى نفس السياق رأينا ملتحياً يخرج على الفضائيات ويقول، إن أول مهمة ستكون أمامه لو مسك الحكم هى نسف أبوالهول والأهرامات الثلاثة، ومرة أخرى تساءل المصريون: من يسمح لهؤلاء بكل هذه الصفاقة؟!
بالطبع فإن الثورة بريئة من كل هذا وأن ملايين المصريين الذين خرجوا فيها وشاركوا فى فعلها كان حلمهم صحيحا، ومطالبهم صحيحة، لكن هؤلاء الذين تصوروا أنهم يعبرون عن هذه المطالب بتعبيرات خارجة عن حدود الأدب وعبروا عن استعلائهم على المصريين كانوا يسيئون للثورة بأسلوب «قلة الأدب».
موضوعات متعلقة:
- فى الذكرى الخامسة للثورة.. قوى اليسار تحتفل بـ"28 يناير" بتدشين "تنسيقية القوى الاشتراكية".. و"الكرامة": مجلس النواب لا يعبر عن الشعب المصرى.."الاشتراكى": متصدرو المشهد حاليا من أصحاب النفوذ الرأسمالى
- عبد العظيم حماد : موقف أمريكا من "مبارك" فى ثورة يناير ليس سببا لخروجه من السلطة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
والله صدقت
عدد الردود 0
بواسطة:
محلاوي
اختلف معك
عدد الردود 0
بواسطة:
عيال مش متربية قبضوا علشان يهدوا مصر ويفشلوا الجيش والشرطة
عيال ماتربوش ..فين اهاليهم
عدد الردود 0
بواسطة:
sameh ali
التهذيب
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
ثورة 25 يناير من اولها قلة ادب
عدد الردود 0
بواسطة:
أم أحمد
ماتظلموش الثورة
عدد الردود 0
بواسطة:
AYAMN
تحليل جيد جدا
تحليل جيد جداً .. احي كاتب المقال ..
عدد الردود 0
بواسطة:
mahmoud ali
أفرغ كوبك الملئ أولا من الحقد والكره وستري الحقيقة كاملة
عدد الردود 0
بواسطة:
الف
قله الادب كان اهم درس في دروس صربيا
عدد الردود 0
بواسطة:
سحسين
والحل ءايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟