فى عام 2002 وقف مغنى الأوبرا العالمى "بلاسيدو دومينجو"، على أحد مسارح دبى، ليقدم النجم المصرى على الحجار قبل أن يتغنى بأغنيته الشهيرة "عارفة"، وبعد انتهاء الحجار من وصلته الغنائية، شارك دومينجو غناء "سلام يا دبى"، وقتها أطلق الأوبرالى دومينجو على صوت الحجار "الحنجرة الذهبية".. ليتوج بهذا اللقلب مسيرة النجم المصرى الحافلة بالإبداع.
على الحجار منذ أن اكتشفه بليغ حمدى، وقدمه عام 77 فى رائعة "على قد ما حبينا" كلمات عبد الرحيم منصور.. وهو مشروع فنى متكامل.. غنى للحب والوطن والحلم والألم.. يمتلك خلق وضمير الفنان، ولديه اعتقاد دائم أن الفنان الحق لا يجب أن ينفصل عما يدور حوله من أحداث اجتماعية وسياسية، بل يجب عليه أن يتفاعل مع هذه الأحداث، لذا نجده ينفعل ويتفاعل ويغنى "رباعيات" صلاح جاهين وقصيدة "الموت على الأسفلت" لعبد الرحمن الأبنودى، و"هنا القاهرة" لسيد حجاب و"عم بطاطا" لجمال بخيت، و"ضحكة المساجين" و"يا مصرى" و"بوابة الحلوانى" وغيرها.. فنان صاحب موقف وقضية.. لا يغنى لملك أو رئيس أو سلطان، بل للوطن الحاضر دائمًا فى أغانيه.
يعرف الحجار كيف يختار أغانيه، خصوصًا إذا كانت لكبار النجوم، لذلك لم يقترب من منطقة العندليب الأسمر عبد الحليلم حافظ، بل راح يقلب فى دفاتر سيد درويش وعبد الوهاب وأم كلثوم وغنى بصوته "أهو ده اللى صار"، و"جفنه علم الغزل"، و"حانة الأقدار"، وكان موسيقار الأجيال جريئًا لحد الاعتراف لعلى الحجار إنه غنّى "جفنه علم الغزل" أفضل منه، كذلك بعض الأجيال الجديدة لا تعرف أغنية "أهو ده اللى صار" إلا بصوت على الحجار.
محطات الحجار كثيرة، لكن أهمها على الإطلاق تلك التى ألتقى فيها بالشاعر سيد حجاب وعبد الرحمن الأبنودى والموسيقيين عمار الشريعى وعمر خيرت وياسر عبد الرحمن الذى اكتشفه الحجار.. هذه المرحلة شكلّت علامة مهمة فى تاريخ الغناء العربى سواء فى الأغنيات أو تترات المسلسلات، من "الأيام" و"الشهد والدموع" و"أبو العلا البشرى" و"عبد الله النديم" و"الليل وآخره" و"حدائق الشيطان" و"المال والبنون" و"وادى الملوك" و"الرحايا" وغيرها.. ولم يسبق لنجم عربى أن يصبح رائدًا لتترات أغانى المسلسلات مثل على الحجار بل وجوده كان علامة الجودة لنجاح أى عمل درامى خصوصًا إذا اجتمع مع رفاقه (الشريعى والأبنودى وحجاب).
يبقى على الحجار دون أبناء جيله نغمة فريدة.. صنع لنفسه مجدًا وتاريخًا وشخصية.. بمواقفه وصوته وشجنه وحزنه وغنائه لحبيبته أو وطنه: "أنا كنت عيدك تنقص نجوم السما أزيدك.. الفجر يغرق آخد بإيدك.. وأجمع سواد القلم فى عينى.. وأصب نبض الهوا ف وريدك".
عدد الردود 0
بواسطة:
هدى
علي الحجار ملك ا?حساس
صدقت في كل كلمه أستاذ ابراهيم تحياتي