يُعَد معهد وردان لتدريب العاملين بالسكة الحديد، نموذجًا للإهمال من المسئولين، فعند التجول داخل مبانى وأروقة المعهد، تجدها أصبحت مهجورة كالتى تسكنها الأشباح، رغم تعدد الإمكانيات، من وجود مدرجات، ومعامل، ومراكز محاكاة، وفيلات سكنية، وملاعب، أُنْفِقَ عليها أكثر من 300 مليون جنيه من قِبَل وزارة النقل لتطويرها وإعادة تأهيلها.
أسس المعهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1968 كصرح عملاق على مساحة 150 فدانًا لتدريب العاملين بالسكك الحديد فى مصر والشرق الأوسط، ويقع على طريق "القاهرة– الإسكندرية" الصحراوى بجوار القرية الذكية، فرغم فخامة مبانيه ومنشآته التى تكلف تطويرها منذ بداية العام الماضى 41 مليون دولار بما يعادل أكثر من 300 مليون جنيه، تحول إلى مجرد منشآت ومبانى مهجورة.
ويوجد ما يقرب من 130 عاملاً، وفنيًا، وإداريًا، ومحاسبًا، ومهندسًا، لا يفعلون شئ سوى فى الفترات التى تعتزم فيها هيئة السكة الحديد تعيين دفعات جديدة من الفنيين لديها، حيث يعطون هؤلاء دورات تدريبية لمدة شهر للعاملين الجدد، ثم تنقطع صلة الوافدين بالمعهد بعد تعيينهم بالسكة الحديد، ولا يعمل الـ130 عاملاً بالمعهد، فقط ينتظرون دفعات جديدة تعينها السكة الحديد لمنحهم دورة تدريبية.
الدورات التدريبية التى من المفترض منحها للعاملين بالسكة الحديد فى هذا المعهد غير مفعلة، الأمر الذى يتفق مع تصريحات الدكتور سعد الجيوشى، وزير النقل، فى أكثر من مناسبة، وشكواه من مستوى العاملين بالسكة والحديد، وعدم وجود كوادر كافية بالهيئة لعدم وجود تدريب.
وتعهد وزير النقل بوضع خطة جديدة لإعادة تأهيل العاملين بالسكة الحديد من خلال هذا المعهد، وهو نفس الأمر الذى تكرر مع وزراء النقل السابقين، لكن لم يحدث شيئًا، وظل تدريب العاملين بالسكة الحديد فى هذا المعهد الذى تأسس خصيصا لهذا الغرض غير مفعل.
وحاول الدكتور وجدى زيد، مستشار وزارة النقل لشئون التدريب، تحويل المعهد إلى أكاديمية مصرية لتكنولوجيا النقل، تكون شبيهة بجامعات التدريب التكنولجى فى الدول المتقدمة، والاحتذاء بالنموذج الألمانى فى التعليم والتدريب التكنولوجى الذى يتناسب مع سوق العمل، ووقعت بالفعل اتفاقيات شراكة مع جامعات ألمانية وفرنسية.
وبذل زيد، وفقًا لتصريحاته لـ"اليوم السابع" جهودًا كبيرة فى إقناع المجلس الأعلى للجامعات، بتحويل المعهد إلى أكاديمية تقبل فيها من خلال مكاتب التنسيق الجامعى رغم كل محاولات السكة الحديد عرقلة هذا المشروع.
وقال زيد، إن هذا المعهد يحتوى على إمكانيات تماثل 3 أضعاف جامعة القاهرة، لكنها غير مُسْتَغَلَّة، وتحول إلى ما سمّاها بـ"السبوبة" لبعض المسئولين فى السكة الحديد، ويحصلون على مكافآت شهرية مقابل اشتراكهم فى الدورات التى يتم منحها للعاملين بالسكة الحديد، رغم أن غالبيتها تكون على الورق فقط، فضلاً عن أن المناهج المُدَرَّسَة للعاملين الجُدُد، لا تشجع على تخريج الكفاءات، وتشوبها الروتينية.
وأشار زيد، إلى أنه كان يستعد لإعلان تحويل المعهد إلى أكاديمية للتعليم التكنولجى مع بداية شهر يناير الجارى، وبدء الدراسة بها العام الدراسى المُقْبِل بعد تجهيزها، لكن وفاته منذ نحو شهرين داخل مكتبه بوزارة النقل، أجهضت المشروع الذى كان يصفه الدكتور زيد بـ"المشروع القومى" وفشلت وزارة النقل فى تحويل المعهد إلى أكاديمية، وأصبح مجرد مبانى مهجورة.
ويضم معهد وردان مبنى إدارى على 1100 متر مربع، ومبانى تعليمية تتكون من فصول على مساحة 2000 متر، وتشمل 46 فصلاً دراسيًا تسع لـ1000 دارس، بالإضافة إلى صالتى رسم هندسى تسع لـ200 دارس، ومدرج يسع لـ100 دارس، ومكتبة تشمل غرف إنترنت، ومعامل كمبيوتر، وصالات المطالعة للدارسين، ومبنى المدرج الرئيسى على مساحة 1000 متر مربع يسع لـ500 دارس.
ويحتوى المعهد على 18 ورشة تعليمية على مساحة 3500 متر، تسع لـ500 دارس فى المتوسط، ومعامل تعليمية على مساحة 2500 متر تشمل 17 معملاً وتسع لـ500 دارس، ومراكز محاكاة تعليمية للجرارات على 1100 متر يشمل 5 محاكيات، بجانب منطقة إسكان فندقية تضم 10 عمارات، تتكون من 339 غرفة سكنية ثنائية للدراسين، ومنقطة فيلا لأعضاء هيئة التدريس، ومنطقة ملاعب ومساحات خضراء على مساحة 33 ألف متر، تضم حمام سباحة، وملعب كرة قدم، وملعبين خماسيين، وملعبى تنس، وملاعب كرة طائرة وسلة.
بالصور.. "معهد وردان" مبانٍ تسكنها الأشباح.. أسسه عبد الناصر فى 1968 على 150 فدانا لتدريب العاملين بالسكة الحديد بمصر والشرق الأوسط..ووزارة النقل أنفقت 300 مليون جنيه لتطويره وفشلت فى تحويله لأكاديمية
السبت، 30 يناير 2016 07:00 ص
جانب من مبانى المعهد المهجورة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
يوسف أحمد فتحي
أحب معهد وردان
معهد ورد ان هو الحياه
عدد الردود 0
بواسطة:
سيد احمد
ماذا كان يريد
عدد الردود 0
بواسطة:
نهاد
هذا مقياس
لنجاح الحكومة كلها، أو لفشلها كلها.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد لطيف
هذا مثال فقط يوجد منه الكثير
عدد الردود 0
بواسطة:
Ahmed ibrahim
الله على الفساد ده حلو اوى!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
Samer
المعهد دة تطويره من 2009. بلاش هري
عدد الردود 0
بواسطة:
الى التعليق رقم 5
الى صاحب التعليق رقم 5
عدد الردود 0
بواسطة:
ابن شديد
الى الاستاذ / سمير رقم 5
شكرًا للتوضيح لانه فعلا قد بداء الهجوم
عدد الردود 0
بواسطة:
كريم الديب
شكرا لليوم السابع
عدد الردود 0
بواسطة:
دكتور مهندس جمال الشربيني
من الإبرة للصاروخ