قال الدكتور محمود حداد، أستاذ التاريخ العربى المعاصر فى جامعة لبنان، اليوم، الأحد، إن الأزمات السياسية والدينية الحادة تدفع بجزء من المجتمع إلى التطرف ظنا منهم أنهم سوف يستطعيون حل المشكلة وإنهاء الأزمة فى أسرع ما يكون وهو ينشئ الجماعات المتطرفة.
وأوضح أن الشرط الأساسى للتطرف هو الثنائية أى أن التطرف ينشئ التطرف المضاد له، ولذلك فإن أكثر المناطق التى تنتج التطرف هى السجون مشيرا إلى تلك الظاهرة الإسلامية موجودة بالوطن العربى كما هى موجودة فى الولايات المتحدة الإمريكية، فأكثر الذين يتحولون إلى الإسلام يتحولون إليه فى السجون ومعظمهم من أصل إفريقى.
وحذر الكاتب اللبانى من خطر التركيز المرضى على التمثل بالخارج، بالإضافة إلى السلفية المتطرفة التى تخرج من الحاضر وتتمسك بقيم الماضى والذى تعتبره العصر الذهبى الذى بالعودة إليه سيحل كافة المشكلات الحالية، كما حذر من الهجمة الصهيونية الشرسة المتطرفة التى تستخدم الاستعمار الاستيطانى المسكوت عنه فى الدول المتقدمة قد ساهم فى إنتاج حركات متطرفة فى التمسك بالهوية الإسلامية.
وقال: "الغرب فى أوقات كثيرة يساند الحركات المتطرفة ويحاربها فى حالة واحدة عندما تضربة فى عقر داره ".
جاء ذلك خلال الجلسة الأولى من مؤتمر "صناعة التطرف: قراءة فى تدابير المواجهة الفكرية"، والذى يعقد فى الفترة من 3 إلى 5 يناير الجارى بمكتبة الإسكندرية.
من جهه أخرى استعرض الدكتور طاهر سعود أستاذ علم الاجتماع فى جامعة محمد دباغين بالجزائر، تجربة المصالحة الوطنية بالجزائر التى عملت على معالجة التطرف الإرهابى من خلال المعالجة الأمنية والاجتماعية والثقافية، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 15 ألف شخص شملهم قانون المصالحة الوطنية واستفاد من التعويض 7100 عائلة مفقود كما استفاد من العائدات المالية 11224 عائلة إرهابية محرومة والمقيدين بحوالى 17 ألف إرهابى.
مفكر لبنانى: الأزمات السياسية والدينية الحادة تدفع بجزء من المجتمع للتطرف
الأحد، 03 يناير 2016 06:58 م