لا شك أن هناك تجاوزات يرتكبها بعض أفراد الشرطة ليس فقط بحق المواطنين، وإنما أيضًا بحق جهاز الشرطة نفسه، وهؤلاء لابد من محاسبتهم بشكل قانونى وحاسم وسريع، من جهة أخرى لابد من إصلاح أجهزة الشرطة، وأولى خطوات الإصلاح تبدأ بتطوير مناهج التعليم والتدريب وتفعيل الأجهزة الرقابية داخل الشرطة، علاوة على الاعتراف بدور للمجتمع المدنى فى الرقابة على مستوى أداء رجال الشرطة.
المؤسسات الأمنية ترتبط بشتى صور التغيير والتحولات المؤسسية فى المجتمع، وبالتالى فإن المؤسسات الأمنية من أكثر المؤسسات تعرضًا لاهتزاز الصورة الذهنية المنطبعة عنها لدى الرأى العام «تأمل ما جرى خلال ثورتى 25 يناير و30 يونيو»، ومن ثم تبرز ضرورة اتخاذ التدابير والإجراءات الاتصالية الناجحة فى إقامة علاقات جيدة مع الجمهور العام، والعمل على تكوين صورة ذهنية إيجابية عن المؤسسات الأمنية، علاوة على تطوير الاتصالات داخل وزارة الداخلية وبين العاملين فيها.
وأتصور أن المواطن يحمل صور مركبة عن المؤسسات الأمنية ورجال الأمن، هذه الصور تحمل مكونات إيجابية وأخرى سلبية، غير أن العناصر السلبية هى الطاغية على إدراك أغلبية المواطنين لصورة المؤسسات الأمنية ورجال الشرطة، ويرجع ذلك لأسباب كثيرة، منها ما هو تاريخى مرتبط بمرحلة الاستعمار، ثم ظهور أنظمة عربية استبدادية وشمولية وظفت الشرطة والأجهزة الأمنية فى قمع الشعوب، وقد ركز الإعلام على هذه الأدوار السلبية، وتناسى الأدوار الإيجابية للمؤسسات الأمنية ورجال الأمن كتحقيق الأمن والاستقرار، ومحاربة الإرهاب والجريمة، والحد من انتشارها.
إن المؤسسات الأمنية تعبر وتجسد حكم القانون، لكن الإشكالية أن القانون قد يصطدم كثيراً بالعادات والتقاليد السائدة فى المجتمعات العربية، ومن ثم قد ينظر الرأى العام للمؤسسات الأمنية ورجالها بعين الريبة والشك، لاسيما أن المصريين لديهم خوف موروث من السلطة وممثليها.
وأتصور أن مرحلة الحرب على الإرهاب تتطلب تكوين صورة ذهنية إيجابية عن المؤسسات الأمنية ورجال الأمن لا يتأتى إلا فى ظل إزالة العوائق أمام القائمين على إدارة تلك الصورة، مع العمل على التصدى للإشكاليات والمفاهيم الخاطئة التى ترتبط بإدارة الصورة الذهنية والفاعلين عليها، وهنا أهمية الارتقاء بمستوى الجهاز المعنى بالاتصالات داخل المؤسسات الأمنية، وهو العلاقات العامة، إلى جانب نشر ثقافة الاتصال والعلاقات العامة داخل المؤسسة، علاوة على زيادة الأنشطة الاتصالية الصادرة عن المؤسسات الأمنية- نقل أخبار وأنشطة المؤسسات وتكوين صورة ذهنية إيجابية لدى الجمهور- والتغطية الإعلامية التى تقوم بها وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية للأحداث، إن العيش فى الحاضر، والسعى نحو المستقبل يعنى التوسع المستمر فى استخدام وتوظيف تكنولوجيا الاتصال فى جميع أعمال العلاقات العامة فى المؤسسات الأمنية، وتحديث الوسائل الاتصالية لديها من خلال عمل قاعدة بيانات دقيقة وأرشيف إلكترونى، وإنتاج مواد إعلامية خاصة بالمؤسسة مع تطوير موقع المؤسسة على شبكة الإنترنت، وتحديثه باستمرار وفق توجهات ورغبات الجمهور، وعرض ما تحققه المؤسسة من إنجازات، مع دعم وتطوير الخدمات التفاعلية عبر مواقع الإنترنت، وذلك فى إطار التوجه المتنامى نحو الحكومة الإلكترونية، وفى هذا الصدد ثمة تجارب عربية جيدة لعدد من وزارات الداخلية فى الوطن العربى نحو تقديم خدمات للمواطنين عبر الإنترنت، لكن مازال المجال مفتوحًا نحو المزيد، إن هناك ضرورة إلى إنشاء مواقع إعلامية تابعة للمؤسسات الأمنية تديرها العلاقات العامة وفق استراتيجيات وخطط واضحة تهدف إلى تحسين الصورة، ومثل هذه المواقع يجب أن توفر- وبشكل سريع- الأخبار والصور والأفلام عن الأحداث المهمة، كما تبرز فعاليات وأنشطة المؤسسات الأمنية، مع الاهتمام بتوفير منتديات للحوار وللتفاعل غير الرسمى بين الجمهور الداخلى والخارجى وقيادات الأمن، بحيث تكون ساحات حقيقية للحوار ولإزالة المفاهيم الخاطئة والصور المغلوطة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق
الداخلــــية عقيــــدتها لم تتغــــير وفى حـــاجة لعـــلاج نفســـى
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق
لتاحذ العبرة
عدد الردود 0
بواسطة:
Jamal
التغييييييييير في ثقافــــة الداخليــــــــــة