عمرو جاد

ميليشيا اليوم.. دولة غدا

الخميس، 28 يناير 2016 07:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالأمس القريب، شعرت إسرائيل "الدولة" بالقلق ما اعتبرته خبرات هائلة سيكتسبها تنظيم حزب الله "الميليشا" من العمليات المشتركة له مع القوات الروسية فى سوريا، فدولة الاحتلال تعرف جيدا كيف تحولت إسرائيل "الميليشيا" إلى دولة أمر واقع فى محيط افتراضى اسمه العالم العربى، فتخشى أن يصبح الفراغ السياسى فى لبنان وانعدام السيطرة فى سوريا، مناخا مناسبا لكى تتحول الميليشا إلى دولة "حزب الله" وكذا تدور الدائرة فى حسبة معقدة ومسلية.. ومؤلمة أيضا.

داعش ولدت فى تجربة مشابهة على حدود العراق، وسوريا التى انقلب ربيعها شتاء مظلما، الآن أصبح التنظيم يصك عملته ويجمع ضرائبه ويبيع سباياه، بينما الجارتين أنقرة وأربيل أول من تعامل مع التنظيم كدولة، حين اشتريا منه النفط المسروق أو توسطتا لتسويقه.

لحسن حظ البعض، أو ربما لسوء تقدير من آخرين، أصبحت الميليشيات بعد الربيع العربى، قوية ومباغتة وتكتسب أرضا فجأة من رحم الفوضى وغياب المؤسسات وأسباب أخرى يخجل التاريخ من تسجيلها، وتوزيعها الجغرافى يبدو وكأنه مرتبا ليواكب نظرية المؤامرة: داعش فى العراق وسوريا وأخيرا ليبيا، الحوثيون وآخرون فى اليمن، شباب المجاهدين فى الصومال، الحشد الشعبى داخل العراق، حزب الله فى قلب الشام، جنوب السودان بدأت ميليشا وانتهت دولة تتنازع بداخلها الميليشيات والنزعات القبلية..الآن انظر إلى الخريطة جيدا، هل من فرصة لانتشار التطرف أكثر من هذه النقاط؟.

للأسف، بدايات 2016 لا تبشر بأنه سيكون نهاية للتنظيمات المتطرفة، فإسرائيل التى يضايقها تمدد "حزب الله"، تقول أنها تؤيد دولة مستقلة للأكراد، لتدعم بذلك حالة التفريغ التى تحدث للعرب من كردستان العراق تمهيدا لجمع أبناء الشعب الكردى فى شتات سوريا وتركيا وإيران، مبدأ الفيدرالية وحده لن كون كافيا لحماية الحلم الكردى، احتمال السلاح وارد أيضا، على أمل أن تولد "الدولة" من رحم "الميليشيا.

عموما ليس هناك كثير لدى الشرق الأوسط ليخسره، حتى الرئيس أوباما الذى تمنى القضاء على داعش هذا العام لن يندم إذا مر العام دون نتيجة، حينها سيكون جالسا فى منزله الفاخر بشيكاجو يكتب مذكراته دون أن يؤرقه شعور بالذنب، الرئيس الأمريكى المودع تعلم من عبارة شهيرة للمغامر النرويجى "ثور هايردال"حيث يقول:"فى طبيعة القتال، يكسب المرء جميع معاركه، إلا الأخيرة منها "، أوباما قرأ الحكمة مبكرا فحول دفة نضاله فجأة من ساعة الصفر للقضاء على داعش، وجعل معركته الأخيرة موعد رومانسى مع إيران تعاتبا فيه ثم تناولا العشاء على شرف الشرق الأوسط الجديد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة