أكرم القصاص - علا الشافعي

سحر عبد الرحمن

من أمن العقاب أساء الأدب

الخميس، 28 يناير 2016 07:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن يسمح لنا ونحن أطفال صغار بالتجاوز أو رفع نبره الصوت أو التلفظ بألفاظ غير لائقة أو غير مقبولة، وهذا من البيت حيث الأب والأم تحديدا التى تملك زمام الأمور وتربية الأبناء نتيجة لانشغال الأب بالعمل طوال الوقت، وكانت تربية أمى لا تختلف عن تربية أقاربى أو جيرانى أو أصحابى وكنا إذا أخطأنا ننال أشد العقاب، حتى ونحن كبار ولم يكن العقاب بالضرب أو السب لكن كان يكفى التجاهل والإهمال و"الخصام" أشد أنواع العقاب، وطبعا الحرمان من الخروج أو مشاهدة التليفزيون أو الكلام فى التليفون إلى آخره من أسباب العقاب.

كنا جميعا نشبه بعضنا البعض فى التعامل، وتجمعنا صفات وقيم واحدة نشأنا وكبرنا عليها جميعا ثم ذهبنا إلى المدرسة، وكان ما يحرص علينا المعلمين والمعلمات أن نكون محترمين مهذبين نحترم بعضنا البعض ونحترم مدرسينا، ولا يحق لأى منا التصرف بشكل غير مقبول لأن هذا سوف يعرضنا للعقاب والعقاب الشديد أيضا من المدرسين والمدرسة ومن أهلنا الذين سوف يتحدوا مع المدرسين ضدنا لأن المدرس أو المعلم هو المسئول عنى فى المدرسة مثل الأب والأم تماما فى البيت.

وعندما شاهدنا المسلسلات والأفلام والبرامج وحتى الإعلانات التى كانت تعرض على التليفزيون، لم يكن فيها على الإطلاق أى شىء غير لائق أو غير مقبول أو ألفاظ نابية أو خادشة للآداب، وأيضا عندما ذهبنا للجامعة، كنا نشبه بعضنا فى السلوك والأخلاق والآداب، وعندما كنا نذهب إلى السينما كانت الأفلام لا تحتوى على ألفاظا جارحة أو شتائم أو بذاءات، ليس معنى ذلك أننا كنا ملائكة لا نخطئ، بالطبع لا فقد كنا أشقياء نعمل كل شىء ولا نخجل من شىء نتعلم ونخرج ونحب ونلهو ونستمتع بحياتنا بدون جرح مشاعر أحد أو التعدى أو التجاوز ضد أحد.

وعندما شاهدت فيديو الشابين "أحمد مالك" و"شادى" وهما فى عمر أبنائى، وأنا أعرف أحمد ووالده "الطيار مالك بيومى" معرفة جيدة، حيث إنه رجل يتمتع باحترام وأخلاق عالية، وينتمى لعائلة محترمة جدا، وكل أبنائه كذلك وتوقفت كثيرا أمام ما بدر منهم تجاه أخوتنا وأبناءنا من العساكر الطيبين، ولماذا يفعلوا ذلك، وهم أكيد شباب متربين كويس ومن عائلات أكيد محترمة، فوجدت أن العائلة أو الوالدين أو البيت الذى تربى به الفرد ليس المسئول الوحيد، لكن المدرسة والمدرسين والأصدقاء والسينما والفن والثقافة والشلة والتليفزيون وكل ما يعرض فى البرامج والمسلسلات والإعلانات وكل شىء والبلطجة فى الشارع والصوت العالى والفوضى وعدم احترام الكبير وعدم احترام القانون من كسر إشارة المرور والتحرش، وعدم عقاب المخطئ وغيره كل هذا وذاك أصبحوا مسئولين عن السلوك المشين وغير اللائق من شبابنا الذين أصبحوا لا يفرقوا بين الصواب والخطأ والعيب.

لقد انتفض الناس جميعا ضد الشابين من أجل العساكر الطيبين الذين لا حول لهم ولا قوة، كما انتفض الناس من أجل تدنى السلوك والتصرف باستخدام "الواقى الذكرى"، الذى قد لا يعرفه نصف الشعب فعلا وبدون مبالغو.

إن ما فعله الشابان يدق ناقوس الخطر حول التدنى والانحدار الأخلاقى الذى وصلنا إليه كمجتمع فى كل شىء التعليم والفن والثقافة والحرية واحترام الغي.. وما أريد أن أفهمه بعد رسالة الاعتذار من "أحمد مالك" لماذا لديه إحباط ؟؟؟ وهو استطاع أن يخرج موهبته للعلن وينال إعجاب الكثير من فنه وموهبته، وبالتالى بدأ خطوات ناجحة فى مشواره الفنى، وليس مطلوب منه أن يكون زعيما سياسيا، لكن مطلوب منه أن ينمى موهبته ويكون فنانا كبيرا نحبه ونسعد به ونفتخر به، وسوف يضيف إلى المجتمع بفنه وموهبته مثل فنانينا العظام.

المطلوب منا أن ننتبه إلى أولادنا فى كل شىء فى حياتنا، وأن يعاقب المخطئ وأن يعلم الجميع ما له وما عليه حقوقه وواجباته، آداب الحوار واحترام الغير.. احترام القانون ولتكن القاعدة الأساسية لكل شىء "من أمن العقاب أساء الأدب".








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق

مــــــــن أمــــــــن العقـــــــاب أســـــتباح الدمـــــاء وقتـــــــــــــل

عدد الردود 0

بواسطة:

فؤاد على

الشرطة ضحيةمؤامرةاحيكت فى ليل لتدخل البلاد فى فوضى عارمة لاسقاط الدولة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة