الكاتب الإماراتى سيف المرى بحواره لليوم السابع: مصر خزان العرب الثقافى.. والمثقف العربى يعبر التيه دون خارطة.. والأيديولوجيون حولوا الشباب لفوضويين..ورئاسة الإمارات لاتحاد كتاب العرب يتوافق مع مكانتها

الأربعاء، 27 يناير 2016 04:48 م
الكاتب الإماراتى سيف المرى بحواره لليوم السابع: مصر خزان العرب الثقافى.. والمثقف العربى يعبر التيه دون خارطة.. والأيديولوجيون حولوا الشباب لفوضويين..ورئاسة الإمارات لاتحاد كتاب العرب يتوافق مع مكانتها الشاعر والقاص سيف المرى
حوار: مدحت صفوت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

•لا أخلط بين رأيى الشخصى كرئيس تحرير وسياسة مجلة دبى الثقافية


•المسابقات الأدبية وسيلة لاكتشاف وصقل المواهب الواعدة




يعيش العالم العربى أزمة ثقافية وحضارية، مما يتطلب جرأة فى تشخيص الأمراض التى تعانى منها والمتسببة فى انتشار التطرف والحركات الإرهابية، هنا يضع الشاعر والقاص سيف المرى يديه على عورات الثقافة الراهنة، مشيرا إلى عيوب الأيديولوجين الذين همشوا الشباب وحولوهم لفوضويين.

فى حوار مع "اليوم السابع"، أكد مدير عام دار الصدى ورئيس تحرير مجلة دبى الثقافة سيف المرى، أن مصر هى الخزان الثقافى العربى، ومعتبرًا أن حصول الإمارات على رئاسة اتحاد الكتاب العرب أمرٌ يتوافق مع مكانتها الثقافية، متطرقًا فى حديثه إلى العديد من القضايا الثقافية.. وإلى نص الحوار..

كيف ترى حاضر الصحافة الثقافية العربية كونك أحد المسئولين عن أهم إصدار ثقافى عربى؟


الثقافة العربية تمر بمنعطف خطير حيث يعيش المثقف العربى، عموماً، خارج المشهد العام بعد أن سيطر على المشهد أصحاب الأيديولوجيات، وتمكنوا من ناصية الشباب وحولوهم إلى فوضويين لا هم لهم غير التصادم مع المحيط بعيداً عن أية لغة مفهومة للحوار، ولم يعد بإمكان المثقف العربى سوى الوقوف فى خانة المتفرجين، ومن هنا تبدأ إشكالية العلاقة الخاصة بالمرحلة الحالية بين المثقف وواقعه، فأين، يا ترى، موضع الخلل فى هذه العلاقة بين الكثرة الغالبة والثقافة السائدة؟ ولماذا أصبح دور المثقف العربى هامشياً ولم يعد بإمكان الثقافة المعاصرة استيعاب ما يحدث وإعادة إنتاجه على هيئة روايات وأفلام وأشعار وأعمال تعيد استلهام الواقع، وتتمكن من استشراف المستقبل؟ إنها أسئلة حائرة بقدر حيرة المثقف العربى وهو يعبر التيه بدون خارطة ولا خاطرة.

الإمارات تعيش حالة من الانتعاش الثقافى ربما آخرها حصولها على رئاسة اتحاد الكتاب العرب وانتقال المقر إليها.. ما مردود ذلك على صناعة الثقافة فى الوسط الإماراتى؟


لعل رئاسة اتحاد الكتاب العرب وانتقال مقره إلى الإمارات جاء كمحصلة حتمية لما تقدمه دولة الإمارات من دعم ورعاية للثقافة العربية، ودولتنا لا تألوا جهداً فى تقديم الرعاية للمؤسسات الرسمية التى تعنى بالثقافة، وليس كثيراً أو غريباً أن تفوز الإمارات برئاسة أى اتحاد مهما كان وزنه أو دوره، حيث إن الدولة لديها من الإمكانيات ما يؤهلها لقيادة الكثير من الاتحادات ورعايتها والإنفاق عليها بسخاء وذلك هو نهج أبناء الشيخ زايد طيب الله ثراه.

فى مجموعة "رماد مشتعل"، تناولت الواقع الافتراضى، ألا ترى أن وسائل التواصل الحديثة كـ"فيس بوك" و"تويتر" اكتسبت من أراضى المطبوعات الورقية فى نشر المعرفة؟


وسائل النشر الحديثة من تويتر وفيسبوك وغيرها أضافت لأدوات النشر ولم تأخذ منها، وأنا فى مجموعة رماد مشتعل استلهمت الواقع الافتراضى لأنه المرادف الحديث للغة المتخيل، وهو فى الحقيقة لا يعدو أن يكون مصطلحاً جديداً لفكرة قديمة.

الشاعر سيف المري، لديك رأى فى قصيدة النثر ، كيف تتعاملون- كرئيس تحرير أهم مجلة ثقافية- مع نصوص قصائد النثر؟


هناك فرق كبير بين رأيى الشخصى كرئيس تحرير للمجلة وسياسة المجلة وأنا لا أقحم قناعاتى الشخصية فى سياسة التحرير حيث تعتبر مجلة دبى الثقافية الشعر المنثور شعراً وتصنفه تبعاً لذلك فى خانة الشعر بينما أعتبر أنا شخصياً النص الشعرى الخالى من أى جرس موسيقى نثراً بحتاً ولا يعيب ذلك النص فى أى شيء.

تشهد المنطقة صراعات عنيفة وتنامياً للحركات التكفيرية، كيف يمكن أن تلعب الإصدارات الثقافية دوراً فى مواجهة ثقافة العنف؟


ج: لا تستطيع الثقافة العربية فى المدى المنظور أن تفعل شيئاً حيال الواقع العربى وتلك حقيقة واضحة ومشاهدة، ولكن يجب من خلال التعليم ووسائل النشر والإعلام التحرك لخلق جيل جديد غير الجيل الحالى يؤمن بثقافة الحوار، ولا بد من إبعاد أصحاب الأيديولوجيات عن الناشئة، وعدم ترك المدارس ووسائل النشر دون توجيه ودون متابعة، ولا بد من اعتماد الوسطية فى الخطاب الدينى وجعله يتقبل الآخر، وعمل شيء ما لقنوات الأخبار الفضائية وعدم تركها تشحن عواطف العامة بالطريقة التى تزيد من تأجيج الصراعات، والمسافة طويلة وتحتاج إلى سنوات من العمل الدؤوب والمتواصل لنتمكن من إعادة العامة إلى الطريق المعتدل، ولعلنا بحاجة لمعجزة لحدوث ذلك فى غضون جيل واحد فما حدث من تجريف وتدمير للعقول لم يحدث بمعزل عن العالم بل هناك من شارك وساعد لإيصالنا إلى الحافة.

تتبنون مسابقة للإبداع العربى فى شتى مجالات الأدب والفكر والفن، ما أثر مثل هذه المسابقات فى تنمية المشهد الثقافى وارتقائه؟ وما منظوركم المستقبلى لتطوير هذه المسابقات؟


المسابقات هى فى الحقيقة وسيلة من وسائل اكتشاف وصقل المواهب، ولدينا إيمان وقناعة بأن المستقبل بحاجة إلى وجوه جديدة وأسماء جديدة وقامات جديدة وأقلام موهوبة وصادقة مع نفسها قبل أن تكون صادقة مع محيطها الثقافي، ونعمل جاهدين لتقديم مثل هذه الأقلام ونعتقد أننا أضفنا جديداً، وذلك دور أية مطبوعة ثقافية وواجبها تجاه القارئ وتجاه المجتمع، وسوف نستمر فى الوفاء بواجباتنا تجاه المثقف العربى قارئاً ومتابعاً وكاتباً ومبدعاً ولن نتوقف أبداً عن ذلك.

الثقافة رافد مهم فى تدعيم العلاقات بين الشعوب والدول، وتشهد مصر والإمارات طوال العقود الماضية علاقات قوية، كيف يمكننا أن نعد أواصلها ثقافياً؟


مصر قلب العروبة النابض وتمثل خزانها الثقافى والتاريخى والبشرى وبدون مصر تموت الأمة العربية كلها، ودور مصر الحضارى أعرف من أن يعرف، والعلاقات الثقافية بين مصر والإمارات بدأت قبل قيام الاتحاد ثم نمت وتواصلت، وشارك شباب مصر، فى تطور الإمارات بدءاً من العام 1953 حين وصول أول بعثة تعليمية من مصر مروراً بنشأة الاتحاد فى بداية السبعينيات وحتى يومنا هذا، حيث إن المعلمين والأطباء والمهندسين الأوائل كان أغلبهم من أبناء مصر ومازالت العلاقات بين الدولتين فى أوجها، ونتمنى لمصر كل خير ورفعة وعزة كما نتمنى للروابط التى نشأت منذ أمد بعيد المزيد من القوة، وسوف تظل إبداعات وإصدارات الثقافة العربية فى مصر مصدراً مهماً من مصادر ثقافتنا وإلهامنا.

إبداعياً، ما الجديد الذى يرتب له سيف المرى؟


أخذت الصحافة كل وقتى ولكننى أعد حالياً لإصدار ديوان شعرى جديد، وهو عبارة عن مجموعة قصائد متناثرة، أحاول أن أجد الوقت لجمع شتاتها فى إصدار واحد.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة