"الهندى" يكسب.. ميلودراما "بوليوود" تسحب البساط من رومانسية "الأناضول"

الثلاثاء، 26 يناير 2016 08:08 ص
"الهندى" يكسب.. ميلودراما "بوليوود" تسحب البساط من رومانسية "الأناضول" مسلسل رباط الحب
كتبت دينا الأجهورى - شيماء عبد المنعم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن العدد اليومى...


جذبت المسلسلات الهندية الأضواء، وربحت السباق مع نظيرتها التركية والأوربية إلى قلب ووجدان المشاهد العربى، وأضحت حديث الساعة، فلا توجد قناة مصرية لا تتضمن خريطتها مسلسلا هنديا لتلبى حاجة المشاهد المصرى، الذى أصبح يبحث عن قصة أسطورية يقدمها أبطال خياليون، وتضم أحداثًا مليئة بالتشويق والميلودراما، وهذا ما توفره المسلسلات الهندية.

فمنذ سنوات وأثناء غزو المسلسلات التركية للقنوات الفضائية، طرحت أسئلة حول أسباب الانتشار الكثيف الذى حققته، وكان هناك أكثر من إجابة، ومنها جمال الأماكن الطبيعية التى تصور بها الدراما والميزانيات الضخمة المبهرة، بجانب قصص الحب والرومانسية، ليأتى نجاح المسلسلات الهندية فى السيطرة على الشاشات العربية، ليعيد طرح الأسئلة مرة أخرى، عن أسباب هذا الانبهار بها.

«اليوم السابع» سألت عددًا من النقاد الفنيين والمهتمين، حول «السر وراء نجاح الدراما الهندية على القنوات الفضائية»، وذلك فى ظل عدد من الملاحظات، على رأسها أن المسلسلات الهندية لا تتمتع بالمميزات التى تجعلها الأولى حاليا على الشاشات العربية، فمعظمها إنتاجها متوسط والصورة فقيرة ولا يوجد أى عنصر مبهر يجعلها تتفوق على الدراما المصرية وتسحب البساط من المسلسلات التركية التى بدأت تخفت تدريجياً، وبعدما كان المشاهد العربى يلهث وراء أخبار مشاهير الدراما التركية «نور» و«مهند» و«كريم» و«فاطمة»، أصبح يتابع حاليا كل ما يكتب عن «جانا» و«مازن» و«ساهر» و«فدية».

بداية، أكد الناقد طارق الشناوى أن هناك علاقة وطيدة بين المشاهد المصرى والدراما الهندية، ففى الستينيات كانت الدراما الهندية التى تشمل المسلسلات والأفلام هى المسيطرة على ذوق المشاهد المصرى، وحققت نجاحا كبيرا وقتها، فكانت هناك دور عرض مخصصة فقط لعرض الأفلام الهندية مثل دار عرض «سهير»، والتى كانت تعرض أحدث الأفلام الهندية، وهذا ما جعل الشعب المصرى يتأثر بها كثيرا إلى درجة أن بعض الأمثال والمقولات الشعبية أصبحت مقتبسة من واقع الأفلام الهندية، وكان الشاب إذا وجد فتاة رائعة الجمال، ويريد أن يتغزل بها يقول لها: «أنت أروع من سانجام»، وهو أحد أشهر الأفلام الهندية وذلك دليل على فرط نجاح القصص الهندية.

ورأى «الشناوى» أن تواجد الفيلم الهندى تقلص، بعدما احتل الفيلم الأمريكى الساحة المصرية وأصبح مسيطرا، موضحا أن الأفلام الهندية التى عشقها المشاهد المصرى هى نفس نوع الدراما التى تعرض حاليا على القنوات الفضائية، والتى تسمى «الميلودراما»، وهو القالب الدرامى الذى يعشق الجمهور مشاهدته.

وأشار الناقد السينمائى إلى أن نجاح الدراما الهندية لا يعنى أنه سيلغى شعبية الدراما التركية فى السوق المصرى، بل سيجعلهما يتنافسان مع المسلسلات المصرية، وهذا بالتأكيد فى صالح سوق الدراما، فالدراما التركية التى حققت نجاحا ساحقا فى الـ10 سنوات الأخيرة لن يستطيع أن يزيحها أحد، والتنوع فى سوق الدراما مطلوب، فالمنافسة بين الأعمال تساعد على تقديم أعمال أكثر نجاحا وبجودة أعلى والمشاهد هو الرابح.

ومن جانبه قال الناقد رامى عبد الرازق لـ«اليوم السابع»، إن المشاهد المصرى نشأ على قصص «الميلودراما»، لذلك اعتبر حرصه على متابعة الدراما الهندية نوعا من أنواع النوستالجيا، بعدما وصل إلى مرحلة التشبع من الدراما التركية منذ عرض مسلسل «نور» وحتى «العشق الأسود»، فالمشاهد مثل الوعاء عندما يمتلئ يكون فى حاجة إلى التغيير بشكل أو بآخر، إضافة إلى أن المجتمع الهندى المحافظ يشبه قليلا المجتمع المصرى فى عاداته وتقاليده، وهذا عكس المجتمع التركى الذى يشبه المجتمع الأوروبى فى طريقة معيشته ومظهره، وبالتالى فالشرائح المحافظة فى الدراما الهندية تشعر المتابع المصرى أن أبطاله قريبون من الواقع، عكس ما يشاهده فى المسلسلات التركية.

ولفت «عبد الرازق» إلى أن الجمهور احتاج إلى لون مختلف من ألوان الدراما بعد 10 سنوات كان لا يشاهد فيها سوى الدراما التركية، معتبرا تواجد أكثر من نوع درامى فى السوق منافسة صحية، وإن أبدى تحفظه لتحول تلك المنافسة إلى التلقيد، مثلما فعل عدد من صناع الدراما الذين سعوا لتقليد الدراما التركية، ولكنهم لم يستعيطوا تقليد الدراما الهندية، لكونها غير قابلة لذلك.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة