لماذا يواصل الإعلام الغربى انحيازه ضد مصر؟.. صحف أمريكا وبريطانيا ترسم صورة قاتمة للوضع فى البلاد فى الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير.. واستمرار مسلسل تزييف الحقائق وإغفال الإنجازات

الإثنين، 25 يناير 2016 10:01 م
لماذا يواصل الإعلام الغربى انحيازه ضد مصر؟.. صحف أمريكا وبريطانيا ترسم صورة قاتمة للوضع فى البلاد فى الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير.. واستمرار مسلسل تزييف الحقائق وإغفال الإنجازات ثورة 25 يناير- صورة أرشيفية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استطاعت الثورة التى قام بها المصريون فى الخامس والعشرين من يناير عام 2011 أن تغير مجريات الأحداث فى الشرق الأوسط كله، تلك حقيقة لا يستطيع أحد أن ينكرها، فعندما خرج الملايين إلى الشوارع يطالبون بتغيير نظام الحكم بسلمية ويطلبون العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، تصدرت صورهم واحتجاجاتهم وهتافاتهم فى ميدان التحرير وغيره من ميادين وشوارع مصر وسائل الإعلام العالمية، التى أثنت على سعيهم للتغير بسلمية.

لكن الآن بعد خمس سنوات تغير الحال، فأصبح العنف وعدم الاستقرار هو الصورة الوحيدة التى يركز عليها الغرب فى صحفه ووسائل إعلامه عن مصر، ولا مجال إلا للحديث عن كل ما هو سلبى وتجاهل كل ما هو إيجابى.

ومع حلول الذكرى الخامسة للثورة، كان طبيعيا أن تنشر كافة الصحف الأمريكية والغربية تقارير عن هذا الحدث الهام وكيف أصبحت مصر الآن، لكن بدلا من الحديث عن الإنجازات التى تم تحقيقها بوجود رئيس منتخب وبرلمان منتخب وبدء عدد من المشروعات الاقتصادية الضخمة التى تبشر بمستقبل واعد للبلاد، فإن التقارير الغربية انصبت على وضع المعارضة والحديث عن خنقها وتحذير من القمع الحكومى. ولم يحاول حتى بعضها رصد الإيجابيات والسلبيات معا، بل اكتفت بتصوير الوضع على أن مصر تعيش فى حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، وأنها على فوهة بركان ليس موجودا سوى فى مخيلتهم.

صحيح أن هناك سلبيات ومشكلات لا يمكن إنكارها، لكن تصويرها على أنها الواقع الوحيد الذى تعيشه مصر وأن الأمور فيها تسير من سيئ إلى أسوأ، ليس برصد لحقائق كما تدعى الصحافة الغربية، وهو ما يثير تساؤلا هاما وهو: ماذا يريد الغرب من مصر؟ هل يريد منها أن تنهار وتصبح بلا جهاز شرطة قوى يحقق الأمن ويتصدى لقوى الإرهاب حتى لا يتهم جهازها الأمنى بالوحشية.. والمفارقة أن تلك الاتهامات تأتى من وسائل إعلام فى الولايات المتحدة التى اتسمت سلطاتها الأمنية بقوة ووحشية فى مطاردة محتجين وفى بعض الأحيان مواطنين عزل، وليس إرهابيين يسعون لتقويض الاستقرار مثلما يواجه رجال الأمن فى مصر.

وهل يريد منها الغرب أن تعيد إلى السلطة جماعة انقلب عليها الشعب وخرج بالملايين يطالب بإسقاطها بعدما سعت خلال العام الذى أمضته فى الحكم إلى أخونة الدولة وتحقيق مصالحها وليس المصالح الوطنية.. وبعدما أطاح بها الشعب سعت إلى الانتقام منه بمحاولات زرع الإرهاب فى كل مكان.

أم هل يريد الغرب أن تتخلى مصر عن إرادتها الوطنية وتنصاع له فى كل قراراتها وألا يصبح لها حلفاء خارج فلكه سواء كانت روسيا أو الصين، وأن تظل معتمدة عليه سياسيا واقتصاديا حتى لو تخلى هو عنها.

لا شك أن التغطية الإعلامية الغربية لذكرى الخامس والعشرين من يناير دليل على حالة من التربص بمصر، ورغبة فى ألا يحقق البلد العربى الأهم نهوضا ليلحق بركاب الدول الأخرى التى سقطت الواحدة تلو الأخرى.. فالتركيز على المعتقلين وتصدير صورة العنف والفوضى مقابل إغفال الخطوات الناجحة التى تم تحقيقها على المسارين السياسى والاقتصادى هو استمرار لمسلسل تزييف الإعلام الغربى لحقيقة الوضع فى مصر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة