5 سنوات مرت على ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، والجميع يتذكر عندما خرج الشعب المصرى للوقوف ضد حالة العبث التى كانت منتشرة فى الشارع المصرى، بعد تفشى حالة من الثقافة الغريبة على الوطن كادت أن تتسبب فى ضياع الهوية، والمعروف أن الثورة لها أشكال متعددة ومختلفة، وبعد هذه السنوات هل ما زالت الثقافة فى حاجة إلى ثورة جديدة يمكن أن نطلق عليها الثورة الثقافية؟
الناقد الدكتور حسين حمودة، أكد أن الثورة الثقافية فى مصر أمر ضرورى، وفيما يتعلق بالمؤسسات الرسمية المصرية فهى بحاجة إلى إعادة نظر بشكل جذرى فى سياستها، وفى أداتها وفى خططتها المستقبلية، كما أنه يجب الربط بين المشكلات القائمة فى الحياة المصرية، موضحا أنها ليست مشكلات قليلة بأى حالة من الأحوال.
وأضاف حسين حمودة أن الفساد الذى نعانى منه أصبح راسخا ومستتبا، منذ عقود طويلة، موضحا أن التعليم كما نعرف جمعيا بحاجة إلى ثورة حقيقية، على مستوى إعداد المناهج وأعداد المعلمين إلى آخره، موضحا أن الصحة كما نعرف أيضا تواجه مشكلات كثيرة جداً خصوصا على مستوى محدودى الدخل وهكذا.
وأوضح حمودة أن كل هذا يتطلب نظرة شاملة وفورية ومغامرة، تتلخص من المشكلات الكبرى التى نواجهها منذ زمن بعيد، وهذا يحتاج إلى روح مبادرة تبحث عن طرق إبداعية وعن حلول حقيقية، وأيضا تتجاوز طرق التفكير التقليدية التى لم تصل بنا إلى ما كنا نرجوه و نأملة منذ ثورة 25 يناير، ثم 30 يونيو.
كما قال القاص الكبير سعيد الكفراوى، إن قبل 25 يناير كنا قد وصلنا نحن المصريين وعبر 60 سنة من الإنهاك، إلى صناعة التاريخ من " قلة القيمة".
وأشار سعيد الكفراوى إلى أن فى 25 يناير أثبت المصريون، أنهم من الشعوب الجديرة بالاحترام، موضحا أن الثورة قامت فى هذا التاريخ بسبب الفساد العارم وتدهور الحياة على مستوياتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، موضحا أن المصريين بدأوا يبحثون عن الحرية وفعل الحرية وعن عدل مفتقد، وهب المصريون لتحقيق ذلك على أرض الواقع وتم لهم ما أرادوا، يشهد بذلك الميدان والشارع والمدينة والقرية وأصوات الناس التى كانت تزحم حتى السماء.
وأكد سعيد الكفراوى أن تاريخ مصر دائما ما يأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، أولا جاءت بالجيش الذى قام برد الفعل وسلم الثورة والبلد إلى الإخوان المسلمين فعشنا عاما من التدهور، ثم جاءت 30 يونيو بأيامها الأولى التى كانت تبشر بثورة تسكن ضمير التاريخ، ولكن الجيش أخد السلطة ناحيته وقام بدورة واستمرت المتغيرات.
وأشار الكفراوى إلى أن ما نطلبه ويوجهنا، السؤال هل بالفعل مصر فى حاجة إلى تغيير حقيقى؟!، ونجيب بأن مصر فى حاجة إلى الخروج من المحنة بمجتمع مدنى، يحقق سياسته الحاسمة لتأكيد العدل وسيادة القانون والمساواة، باحترام المواطنة المقدسة ومحاربة الفساد والخروج إلى آفاق الحرية ويساعدنا على مواجهة الإرهاب.
وأكد الكفراوى أننا فى حاجة إلى دولة التفكير ووجود دولة مدنية بعد أن استكملنا قيم الدولة هل نستطيع الآن، أن نرسى دعائمها ونحكم بها لمن تقف من حالات الضرورة إلى أفاق الحرية.
من جانبه قال خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، بمناسبة ذكرى الخامسة لثورة 25 يناير 2016، إن الشعب اكتفى من الثورات، مشيرا إلى أن مصر محتاجة مجموعة من المخلصين الجادين الذين لديهم خيال واسع.
وأوضح خالد سرور أن هؤلاء الأشخاص الذين يعملون فى المؤسسات المصرية ينبغى عليهم التفكير خارج الصندوق، مضيفا أننا نمتلك كفاءات محترمة ومخلصة، وأكد سرور أن مصر ليست محتاجة إلى ثورة أخرى لكن المؤسسات محتاجة ترتب أفكارها وأوراقها.
ومن جانبها، قالت الدكتورة أمل الصبان، رئيس المجلس الأعلى للثقافة، إن البلد ليست محتاجة لإقامة ثورات ثانية، فعندما قامت الثورة حدثت صراعات كثيرة، وبعد الاستقرار الحالى الذى تم إعادة هيكلة المؤسسات بطريقة سليمة.
وفى السياق ذاته، قال المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، إن مصر تضع خريطة تطوير وإصلاح إدارى، فهى ليست بحاجة إلى إقامة ثورات من جديد فى الشوارع.
وأضاف المهندس محمد أبو سعدة أن مصر رسمت سياسة واضحة ووضعت الدستور واختارت رئيس للبلد، ومجلس شعب، مضيفا أن هناك خارطة طريق واضحة فى كل المشروعات والقطاعات.
الثقافة بعد 5 سنوات على 25 يناير.. مثقفون: الثورة الثقافية ضرورة ملحة.. ومناهج التعليم بحاجة للتغيير.. والمجتمع المدنى والتفكير خارج الصندوق الحل الوحيد
الإثنين، 25 يناير 2016 07:26 م
ثورة يناير - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة