نقلا عن العدد اليومى...
-الشيخ سلمان صباح السالم: أصدرنا قانون الإعلام الإلكترونى لدعم إعلام مهنى.. وملاحقة تطورات أدوات التواصل
-وزير الإعلام الكويتى: منطقتنا تشهد تطورات خطيرة تحتاج أن نواجهها صفا واحدا.. ومبادرة أمير البلاد لدعم السياحة بمصر أثمرت رحلات "كاملة العدد"
كانت مصر حاضرة فى كل خطوة وكل حديث مع المسؤولين فى الكويت، ليس من باب المجاملة، لكن من باب الرهان الدائم على التجربة المصرية، الأشقاء فى الكويت يذكرون مواقف مصر دائما، ويفسرون وقوفهم مع القاهرة بأنها وقفة مع أنفسهم لأنهم دائما ما وجدوا مصر معهم، وفى مقدمة الصف لحماية المصالح العربية، لمسنا ذلك من نبرات الصدق لدى الإخوة فى الكويت الوزراء والمسؤولين فى كل مكان ذهبنا إليه، مهمومين مهتمين ومتابعين لكل ما يجرى فى مصر، ينظرون لها بحب واهتمام، لديهم أمل فى أن تعبر مصر إلى كامل لياقتها السياسية.
كنا فى رحلة عمل ضمن وفد إعلامى مصرى من عدة صحف، كان هدفنا التعرف على تجربة الكويت ورؤيتهم للتعاون مع مصر، كنا مع الأساتذة فتحى محمود من الأهرام، وجمعة حمد الله من المصرى اليوم، ومنى البديوى من العالم اليوم والإعلامى عبدالغنى صلاح، وكاتب هذه السطور، وبترتيب محترم من وزارة الإعلام والشباب الكويتية، الذين يسروا لنا حرية الحركة، واللقاءات مع المسؤولين وقادة المؤسسات الكويتية، بدعم كبير من وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الكويتى الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح، الذى أرسل نهاية ديسمبر وفدا كويتيا إلى شرم الشيخ ضمن مبادرة سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لدعم السياحة فى مصر، تأكيدا للدعم حكومة وشعبا، وتشجيع الكويتيين على قضاء الإجازات بمصر، وتسيير رحلات مباشرة إلى مدينة شرم الشيخ بدأت بالفعل مع إجازة نصف العام وحققت نجاحا.
وفى لقائنا مع وزير الإعلام والدولة للشباب الكويتى، الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح، الذى أكد أن هدف المبادرة التى أطلقها أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لدعم السياحة الكويتية لشرم الشيخ عقب حادث الطائرة الروسية، جاءت لتأكيد حرص دولة الكويت على دعم مصر فى كل المجالات، خاصة السياحة ونقل رسالة تقدير من القيادة والشعب الكويتى لمصر، مشيرا إلى أن السياحة العربية تساهم إلى حد كبير فى الحد من الأزمة التى تعرضت لها السياحة فى مصر، والرحلات التى يتم تسييرها لشرم الشيخ دائما كاملة العدد، معربا عن أمله فى أن تتعافى السياحة المصرية سريعا، وقال: «إن قدر مصر صاحبة مبادئ ولهذا تكون مستهدفة».
وخلال لقائنا معه تناولنا القضايا والمشكلات المشتركة، التى تواجه الإعلام العربى فى مصر والكويت، باعتبار أن الدول العربية تواجه نفس التحديات، وكان البرلمان الكويتى قد انتهى من إقرار قانون الإعلام الإلكترونى، وبدا الوزير مستوعبا للتحولات التى تجتاح العالم، والتحديات المشتركة التى تواجهها الشعوب العربية، خاصة الإرهاب والتطرف، وأهمية الدور الذى يلعبه الإعلام والثقافة فى بناء الوعى، باعتبار أن المواجهة ليست أمنية فقط، وكان سؤالنا:
كيف يمكن للإعلام العربى التنسيق المشترك لطرح القضايا العربية؟
- التنسيق مستمر بين الدول العربية والأهداف العامة تم الاتفاق عليها، فاليوم نحن نواجه خطر التطرف، واستخدام وسائل التواصل والتكنولوجيا فى التأثير على الشباب وجذبه للفكر المتطرف، وأصبح هذا هاجسا، ونحن نهتم بكيفية تحصين شبابنا من الفكر المتطرف، وهذا لا يتم بدور الحكومات فقط، وإنما بالإعلام المهنى من صحافة وتليفزيون وأدوات تواصل، والإعلام والثقافة أكثر أدوات المواجهة، ونحن نفكر فى المواجهة بالطرق غير النمطية، وغير المباشرة، ونسعى لتطوير قدرتنا على استخدام أدوات التواصل الاجتماعى، فضلا عن توجيه جهود أكثر من استثمارات وتشريعات تحافظ على الحريات، وأيضا على الخصوصيات والمسؤولية الاجتماعية، وقد أنجزنا فى الكويت قانون الإعلام الإلكترونى حتى نزيد من قدرات الإعلام الخاص المهنى على القيام بدوره التثقيفى كإعلام يظهر السلبيات والإيجابيات.
ونحن نعرف أن العالم العربى والإسلام يتعرض للتشويه، وهو ما يحتاج منا كعرب عملا غير عادى وجهدا كبيرا للتوضيح للعالم أن الإرهاب غير مرتبط بالعرب والدين الإسلامى، وللأسف فإن من أوصلنا للدفاع عن صورة الإسلام هم أشخاص ينتمون للوطن العربى، ومسؤوليتنا كإعلاميين أن نطور من قدراتنا لتحسين صورة العرب والمسلمين مع تحصين جبهتنا الاجتماعية. وفيما يخص عملنا المشترك عربيا، يمكن تنظيم ذلك من خلال دورات وبرامج تقوى الإعلام الوطنى، ونحن نحرص على تسمية « الإعلام الوطنى» من دون تفرقة بين الإعلام الحكومى أو الخاص، ونرى أن الاستثمار فى الثقافة والفكر هو استثمار عائده على المجتمع يتجاوز العائد المادى.
كيف يمكن أن يلعب الإعلام دورا فى مواجهة الإرهاب بالفكر؟
- نحن اليوم نحاول تطوير قدراتنا الثقافية، ولدينا تحدٍ بعد اختيار الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2016 وكيف يمكن الاستفادة من هذا الحدث فى الوصول لشراكة رسمية ومجتمعية لرفع قدراتنا الثقافية، ونحن مقدمون فى الكويت على كثير من الفعاليات الثقافية، وافتتاح الكثير من المنشآت الثقافية، بهدف تنشيط الجانب الثقافى ونشر قيم التسامح وقبول الرأى والرأى الآخر، والتركيز على قضية الانتماء كلها أمور نحتاجها الآن أكثر من أى وقت مضى.
وقبل أيام كان هنا فى الكويت الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حيث تم تكريمه بعد اختياره شخصية العام الإسلامية، وشرح لنا الدكتور الطيب من علمه الواسع، الوسائل والجهود التى من خلالها يمكن توعية الشباب المسلم من خطورة الأفكار المتطرفة، ونحن نحتاج مثل هذه الجهود، فى هذه الفترة الصعبة، وثقتنا فى إعلامنا كبيرة، ورسالته تتجاوز المواجهة البسيطة للإرهاب بل مواجهة مخاطر تستهدف وحدة الأوطان.
هناك مكانة خاصة تربط مصر بالكويت وهناك دائما سعى لتطويرها؟
- هناك بالفعل مكانة خاصة لمصر فى الكويت، وتاريخ طويل يربط بين الشعبين بالمصالح المشتركة، والعطاءات من أشقائنا المصريين فى الكويت فى مجالات متعددة، سواء فى التعليم أو الصحة وغيرها. ولا أبالغ إذا قلت إن أكثر من ضحى فى الدفاع عن حقوق العرب هو الشعب المصرى، ونحن نقدر مصر وقيادتها وشعبها، ونتمنى دائما استقرار مصر، لأن فى ذلك استقرارا للعالم العربى، وهناك روابط بين الشعبين أكثر من أى شعب آخر، وأنتهز هذه الفرصة لأوجه التهنئة للشعب المصرى على انتخاب مجلس النواب، واستكمال خارطة الطريق، وهناك عمل وطنى ومسؤولية أكبر فى انتظار المجلس، والمنطقة العربية مرت فى السنوات الأخيرة بمنزلقات لم تشهدها من قبل، ونحتاج إلى المزيد من العمل المشترك، حتى نفوت الفرصة على من يريد الشر بنا، وهنا تبرز ضرورة معالجة المشكلات التى تعانى منها دولنا العربية مثل الحروب والإرهاب، مع التأكيد على الإرهاب، ليس مرتبطا بدين أو صفة أو جنس، وهو منتشر فى العالم كله، ونحن كدول عربية نتعاون أكثر فى التصدى له.
الكويت بقيادة الأمير كانت لها محاولات متعددة لتحقيق المصالحة العربية.. فأين انتهت مثل هذه المحاولات؟
- الفترة الحالية تشهد بالفعل انفراجة أكثر من السابق، فيما يتعلق بالمصالحة العربية، والمصلحة العربية تقتضى تنقية الأجواء العربية ومعالجة بؤر الصراعات، وأن نعى تماما أن ضمان واستقرار دولنا فى تكاتفنا وتفويت أى مصلحة محدودة، واليوم نحاول أن نجسر الهوة بين دولنا، والحمد لله مصر تعود لدورها العربى المؤثر والتاريخى، وهذا الأمر من المؤشرات الأساسية لتعافى الدول العربية.
ويجب التركيز على قضايا التنمية والتعليم والصحة فى دولنا العربية، لأنها هى التى تخلق الضمانية المجتمعية قوة المجتمع والحصانة على الأرض ومعالجة البؤر الموجودة إذا كانت هناك بؤر.
الأمم المتحدة منحت أمير الكويت مؤخرا لقب قائد العمل الإنسانى بعد استضافتها للمؤتمرين الأول والثانى للمانحين لدعم الشعب السورى.. فما هى استعدادات الكويت للمؤتمر الثالث؟
- إن التكريم من قبل الأمم المتحدة لأمير البلاد، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، باعتباره قائدا إنسانيا محطة تاريخية للكويت، وهو أمر مستحق باقتدار وبمنزلة الاعتراف الدولى بدور الكويت أميرا وحكومة وشعبا ودعمها اللامحدود للعمل الإنسانى حول العالم.
وفيما يتعلق بمؤتمر المانحين الثالث، فسيعقد فى لندن والكويت، سيكون جزءا من الرئاسة، حيث سيترأسه سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مع رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، وهناك بالفعل جهود كبيرة تبذلها الكويت لإنجاح هذا المؤتمر، ونبذل كل ما فى وسعنا لمساندة أشقائنا فى سوريا، حتى يخرجوا من هذا الوضع الحالى، ونأمل فى حل الموضوع السورى من خلال تفاهم بين الأطراف السورية، ونحن نرى أهمية التركيز على الجوانب الإنسانية والمساهمة فى تخفيف معاناة اللاجئين السوريين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة