شوارع عديدة فى مختلف أنحاء مصر شهدت أحداثًا متفرقة مثلت كل منها طعنة فى قلب النظام، ولكن كما العادة كانت الأحداث الأبرز من نصيب العاصمة، القاهرة والتى شهدت 5 من شوارعها أحداثًا شكلت فارقًا كبيرًا فى ميزان الصراع بين الشباب والنظام والقمع.
"شارع الأزهر" وانطلاق جمعة الغضب
شهد شارع الأزهر انطلاق شرارة جمعة الغضب، فرغم التكثيف الأمنى والاحتياطات المشددة بالشارع وحول الجامع الأزهر، انطلقت بعد صلاة الجمعة تظاهرات حاشدة بها عدد كبير من المتظاهرين الذين توافدوا على المسجد بهدوء قبل الصلاة، ثم انطلقت هتافاتهم عالية فور انتهائها، وبدأ ينضم إليهم المصلون من جميع المساجد القريبة وساروا جميعًا فى اتجاه ميدان التحرير وبدأ اعتداء الأمن على المتظاهرين فى تقاطع الأزهر مع شارع بورسعيد وانطلقت القنابل المسيلة للدموع التى رد عليها المتظاهرون بالحجارة وبدأت المعركة.
"محمد محمود" والموجة الثانية للثورة
يمثل "محمد محمود" الشارع الأشهر فى تاريخ الثورة، حيث حفر الشهداء الذين سقطوا فيه اسمه عميقًا فى ذاكرة الثورة، وكانت الأحداث التى شهدها وراء اندلاع الموجة الثانية للثورة فى الفترة من 19 إلى 25 نوفمبر 2011 حين تم فض اعتصام مصابى الثورة بميدان التحرير، وسقط على إثرها عشرات الشهداء وآلاف المصابين بينهم 60 مصابًا بشكل مباشر فى العين.
"مجلس الشعب" و"الشيخ ريحان" شاهدان على معركة "مجلس الوزراء"
فى تطور لأحداث شارع محمد محمود واستخدام القوة المفرطة مع المتظاهرين، اندلعت موجة جديدة من الثورة فى شوارع مصر، وبعد محاولة فض الاعتصام بالقوة من ميدان التحرير انتقل الاعتصام إلى أمام مقر مجلس الوزراء احتجاجًا على تعيين كمال الجنزورى رئيسا لمجلس الوزراء، واستمر الاعتصام هناك حتى فجر 16 ديسمبر حين اختطف أحد المعتصمين ثم أطلق سراحه بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح، فتأجج غضب المعتصمين وبدأت الاشتباكات بين قوات الأمن والمعتصمين التى امتدت من شارع "مجلس الشعب" أمام مبنى مجلس الوزراء إلى شارع الشيخ ريحان وبلغ عدد الشهداء فى هذه الاشتباكات 15 شهيدًا فيما وقع 900 جريح فى صفوف المتظاهرين و30 فى صفوف قوات الأمن.
"قصر العينى" من "فتى المدرعة" إلى "ست البنات"
الشارع الذى يبدأ من ميدان التحرير والذى شهد كل أحداث الثورة شهد العديد من المواقف المؤثرة فى مسار الثورة بدءًا من تدفق المتظاهرين إلى الميدان ومشهد "فتى المدرعة" يوم 25 يناير، الذى رفض التحرك من أمام إحدى المدرعات ليمنعها من تفريق المتظاهرين بالماء، وصولاً إلى واقعة "ست البنات" الدكتورة غادة كمال التى تم سحلها خلال أحداث "مجلس الوزراء".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة