يحتفل مهرجان الأقصر للسينما العربية والأوروبية فى دورته المقبلة التى ستنطلق يوم 30 يناير بمئوية رجلين من رجال السينما المصرية، والأول منهما هو المخرج حلمى حليم الذى يعد واحدا من أهم مخرجى السينما المصرية، والذى اكتشف عددا كبيرا من الوجوه الجديدة سينمائيا منهم المطرب عبد الحليم حافظ الذى قدمه فى فيلم "أيامنا الحلوة" مع عمر الشريف وأحمد رمزى وفاتن حمامة.
كما أن حلمى حليم يعد أحد أهم أعلام السينما المصرية وأعمدتها، فبرغم أفلامه التى لم تتجاوز العشرين فيلمًا إلا أنها بقيت محفورة فى ذاكرة ووجدان الجمهور فى عصره حتى يومنا هذا، ويعد فيلمه "أيامنا الحلوة" الذى أخرجه وأنتجه عام 1955 من أوائل الأفلام التى أسست تيارا ما يطلق عليه "الواقعية الرومانسية" والتى عرضت الواقع الاقتصادى الذى عاشه الشعب فى تلك المرحلة، وبرؤيته الاشتراكية دعا لتكاتف الفقراء معًا لمواجهة تلك الأزمات.
أما السينمائى الآخر الذى يحتفل مهرجان الأقصر بمئويته هو فنان له بصمة كبيرة فى السينما المصرية برغم عمره الفنى القصير، وهو الفنان إلياس مؤدب ذو الأصول الحلبية من جهة الأب والمصرية من جهة أمه، التى ولدت فى مدينة طنطا كما ولد هو الآخر، وقد تميز ذلك الفنان بلهجته الشامية التى كان يلقى بها المونولوجات.
إلياس مؤدب عمل فى بداية حياتى بعدما انتقل من طنطا للقاهرة بمحل ساعات مع شقيقه، وبرغم براعته فى مهنة تصليح الساعات لكنه كان يهوى الفن والتمثيل، فاحترف غناء المونولوجات بملهى "الأوبرج" وبملاهى أخرى فى بشارع عماد الدين، حتى شاهده بالصدفة المخرج حسن الإمام وأعجب بخفة ظله، فقدمه لأول مرة فى السينما من خلال فيلم "الستات عفاريت"، وبلغت حصيلة أعماله الفنية ما يزيد عن عشرين فيلمًا، وذلك خلال فترة نشاطه الفنية، بين العام 1947 وحتى وفاته عام 1952 عن عمر يناهز 36 عامًا، وشهد عام 1952 آخر أعمال مؤدب السينمائية حيث شارك فى فيلم "النمر" وكذلك فيلم "حلال عليك" وتصدرت صورته أفيش الفيلم لأول وآخر مرة فى حياته الفنية.
وجدير بالذكر أن ذلك الموهوب هو من اكتشف موهبة الطفلة فيروز، حيث كان صديقًا لوالدها عندما شاهدها بإحدى الأمسيات الفنية بمنزل أسرتها فقام بتأليف وتلحين أغنية خصيصًا لها، وكان مونولوجا تغنيه بمفردها لتشاركه ضمن مسابقة المواهب بملهى "الأوبرج" الليلى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة