أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

السياسة والاقتصاد فى زيارة الرئيس الصينى

الخميس، 21 يناير 2016 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك كثير من السياسة فى زيارة الرئيس الصينى إلى المنطقة وإلى مصر، فالرئيس شى جين بينج سوف يقضى 6 أيام فى ثلاث دول رئيسية ومركزية فى منطقة الشرق الأوسط هى السعودية ومصر وإيران، وزيارته تعنى أن الدور الصينى الخارجى والدبلوماسية الصينية تحاول الآن أن يكون لها موضع قدم فى المنطقة من خلال الدول الكبيرة فيها، خاصة إذا كانت مصر التى تربطها بها علاقة تاريخية متفردة ومتميزة منذ حوالى 60 عاما.

صحيح أن هناك كثيرا من القضايا السياسية على أجندة الزيارة الصينية، لكن دائما هناك مصالح اقتصادية تتوارى خلف ضجيج السياسة وأضوائها، فهناك حديث مهم عن هدف زيارة الرئيس الصينى إلى الرياض وطهران، وهو التوسط لتهدئة الأوضاع بين المملكة العربية السعودية وإيران بعد الأزمة الأخيرة التى نشبت على خلفية إعدام القيادة الشيعى السعودى نمر النمر.

الاهتمام بزيارة السعودية وإيران والحرص على الوساطة ونزع فتيل التوتر بين البلدين يشير إلى أن الصين من أولى الدول المتضررة من زيادة التوتر بين الرياض وطهران، الذى يؤدى إلى انقطاع تدفق النفط الذى سيكون ضربة كبيرة للاقتصاد الصينى الذى يعانى بالفعل من تباطؤ، مما ينذر بوجود خطر وتهديد للأمن القومى.

إذن ابحث عن الاقتصاد فى العلاقات الدولية وحتى فى الصراعات، فالحروب الحديثة يتوارى خلف أدخنتها وغبارها وأصوات مدافعها وقنابلها وأزيز طائراتها، مصالح ومطامع اقتصادية أكيدة، الولايات المتحدة الأمريكية دمرت العراق وسوريا والمنطقة لمصالحها البترولية.

زيارة الرئيس الصينى لمصر أيضا هى زيارة تاريخية، فمصر هى مفتاح الدخول للمنطقة فى أى ظرف وأى وضع سياسى، والذاكرة الصينية لا تنسى أبدا المواقف المصرية فى الخمسينيات والستينيات، وبكين اختبرت القاهرة فى العلاقات مع روسيا، لذلك تأتى إلى القاهرة بأضخم مظاهرة سياسية واقتصادية وفنية، بعد زيارة رئاسية مصرية إلى بكين حملت فى حقائبها إصرار القاهرة ورغبتها ونيتها الأكيدة فى إعادة التوازن السياسى والدبلوماسى لعلاقتها الخارجية بين الشرق والغرب، وبكين لديها مصالح اقتصادية كثيرة مع القاهرة، وترغب فى عودة العلاقات التاريخية مرة أخرى، ولكن بلغة سياسية واقتصادية مختلفة، فالظروف السياسية الدولية والإقليمية تغيرت كثيرا وزمن القيادات التاريخية ولى وحل محله زمن المصالح، فمصر عبد الناصر وصين شواين لاى أحاطت بهما ظروف سياسية وتاريخية مغايرة لما نحن فيه الآن.

وحان الوقت لتأسيس علاقات سياسية واقتصادية تقوم على لغة المصالح المشتركة، ومصر التى تخلفت كثيرا عن الصين عليها أن تستفيد من استمرار التجربة الصينية فى النمو والتقدم، وكيف تصالحت الصين مع تاريخها دون قطيعة معه، وحققت تجربة تنموية فريدة فى نوعها، رغم الرهانات الخاسرة على فشلها مع دعوات العولمة والخصخصة وسيطرة رأس المال والشركات العابرة، ولم تغير الصين نهجها الاشتراكى التعاونى، لكنها لم تتجمد فى مكانها، وحررت كثيرا من قوانينها الاقتصادية وأصبحت من أكبر الدول الجاذبة للاستثمار.

مصر من الممكن بل من الضرورى أن تستفيد من التجربة الصينية فى مجالات نحن فى أشد الحاجة إليها الآن، مثل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وخبرة الصين فى البناء وفى النقل، وفى كيفية اتخاذ القرارات الاقتصادية الشجاعة دون تردد أو خوف من رد فعل هنا أو هناك.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة