د.خالد عمارة يكتب: الصلب المشقوق وجراحة العظام

الأربعاء، 20 يناير 2016 04:19 ص
د.خالد عمارة يكتب: الصلب المشقوق وجراحة العظام د. خالد عمارة أستاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة عين شمس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الصلب المشقوق هو عيب خلقى يصيب العمود الفقرى، حيث يولد الطفل بفتحة أسفل الظهر أو كيس يحتوى على الاعصاب السفلية التى تتحكم فى حركة الأطراف السفلية، والتحكم فى البول والبراز والإحساس بالأطراف السفلية، وهذا العيب الخلقى يحتاج إلى تدخل جراحى بعد الولادة مباشرة لإغلاق هذه الفتحة وتغطية الكيس بواسطة جراحة المخ والأعصاب، لكن عادة يترك هذا العيب الخلقى أثرا فى صورة ضعف أو فقدان إحساس أو حركة بالأطراف السفلية ويمكن أن يكون معه عدم تحكم فى البول أو البراز، وهذا يحدده عدد الأعصاب التى لم تتكون أو تحت ضغط.

وهناك عيب خلقية تصاحب هذا المرض تصيب العظام مثل خلع مفصلى الفخذ أو القدم القفداء أو القدم المخلبية أو خلع مفصل الركبة، وهذه العيوب يتم علاجها حسب الحالة وتقييمها، فلو كانت إصابة الأعصاب بسيطة وتحت مستوى الركبة (أى أن المريض قادر على رفع الساق إلى أعلى بنفسه دون مساعدة) فهذا يعنى أنه سيكون قادرا على المشى وبالتالى فمن المستحب أن يتم إصلاح هذه التشوهات سواء بالعلاج التحفظى والجبس أو بالجراحة، لكن لو كان الضعف العضلى شديدا فلا يجب التدخل الجراحى لأن المريض لن يستفيد من تعديل شكل المفاصل لأنه لا يستعملها، وبالتالى فتعريضه لمضاعفات الجراحة لا يتساوى مع الفائدة المطلوبة.

وأخطر مضاعفات الجراحة أو الجبس فى هؤلاء الأطفال هو حدوث التهابات أو صديد أو عدم التئام العظام، أو حدوث كسور مرضية أو تآكل المفاصل وتحولها إلى ما يسمى مفصل سائب أو مفصل شاركوت، وسبب هذا كله غياب الإحساس بالأطراف مما يؤثر على وظيفة الجلد والأوعية الدموية وزيادة فرصة حدوث قرحة بالجلد أو التهابات.

وفى حالة حدوث التهابات أو قرحة فيمكن أن يتم علاجها بالجراحة أو بالعوامل التى تساعد على الالتئام مثل الأوكسجين المضغوط والضغط السلبى المستمر وجراحات التجميل.

ويمكن استعمال التثبيت الداخلى أو المثبتات الخارجية فى بعض الحالات وفى أضيق الحدود، ومع أخذ احتياطات شديدة ومتابعة لتقليل فرصة حدوث مضاعفات.

وأغلب هؤلاء الأطفال يكون ذكاؤهم طبيعيا وقادرون على الحركة والحياة المستقلة باستعمال الجبائر الصحيحة والمشى بواسطة العكاز.

لذلك فعلاج هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى التعاون بين جراحة المخ والأعصاب وجراحة العظام وجراحة التجميل وجراحة المسالك والعلاج الطبيعى وأخصائى الأجهزة التعويضية، وأهل المريض والمريض نفسه والأخصائى النفسى، لضمان الحصول على إنسان منتج مستقل واثق من نفسه، ولا يحتاج إلى مساعدة من حوله.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد احمد حسن

حاله مرضيه مشابهه

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد احمد حسن

حاله مرضيه مشابهه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة