"مصائب قوم عند قوم فوائد" هذه المقولة تنطبق على بعض من الجزارين بمحافظة سوهاج، الذين يطلق عليهم الأهالى "تجار اللحوم الوقيع" الذين استغلوا الكارثة التى ألمت بجموع المزارعين والمربين على مستوى المحافظة بعد نفوق حيواناتهم بالحمى القلاعية.
استمرارًا لكارثة الحمى القلاعية التى تجتاح عددًا من القرى بمراكز محافظة سوهاج تحولت عملية المرض من نفوق داخل الحظائر وقيام الأهالى بإلقائها على الترع والمصارف إلى موائد المواطنين داخل المنازل والمطاعم بعد قيام "جزارين اللحوم الوقيع" بسلخ وتشفية لحوم تلك الحيوانات وبيعها أو الحصول على جلودها وتركها كما هى على الطرقات مما ينذر بكارثة بيئية خطيرة نتيجة تحلل وتعفن للحيوانات النافقة.
"اليوم السابع" رصد الظاهرة بالفيديو والصور حيث يقوم تجار اللحوم الوقيع بإرسال الجزارين على الترع والمصارف بمركزى طهطا وطما أكثر المناطق إصابة بالحمى القلاعية، ويقومون بذبح وسلخ تلك الحيوانات النافقة من أجل الحصول على اللحوم الخاصة بها تمهيدا لبيعها لمطاعم التيك أوى أو من أجل الحصول على جلود تلك الحيوانات تمهيدا لبيعها للمدابغ وترك الحيوانات النافقة على الطريق متراصة جنبا إلى جنب، ولم يقتصر الأمر على الحيوانات النافقة بالحمى القلاعية فقط بل رصد "اليوم السابع" أيضا وجود بعض الحمير من بين تلك الحيوانات بعضها مازال بكامل هيئته والبعض الآخر مسلوخ والبعض متقطع الأجزاء.
الجريمة مستمرة من العام الماضى وتم تحرير عدد من المحاضر بها، حيث تم ضبط "جابر.ك" 18 عامًا سائق توك توك و"عوض.ر" 19 عامًا عامل و"ناصر.ع" 21 عامًا عامل ويقيمون مدينة أخميم حال قيامهم باستخراج أحد المواشى النافقة "جاموسة" من ترعة الخلوة بناحية الخلوة دائرة المركز وسلخها وتقطيعها بقصد بيعها للجمهور على أنها صالحة للاستهلاك الآدمى وعثر بحوزتهم على كمية من الأسلحة البيضاء "سكاكين" تم التحفظ عليها وتحرر عن ذلك المحضر رقم 882 إدارى المركز لسنة 2015 وجارٍ العرض على النيابة العامة للتصرف.
كما تمكن أيضًا ضباط وحدة مباحث مركز شرطة أخميم بسوهاج من ضبط السيارة رقم 51828 أجرة سوهاج أثناء تحميلها ببعض الأجولة بها لحوم تالفة بدائرة المركز وفور اقتراب القوات لاذ بعض مستقليها بالهرب، وتم ضبط "عمر.ر.ا" (32 عامًا - جزار)، وشقيقه عوض (19عامًا - جزار) ويقيمان ببندر أخميم، بحوزتهما، كما تم ضبط أجولة مملوءة بلحوم تفوح منها رائحة كريهة محتويات رأس ماشية كاملة "جاموسة"، وبسؤال المتهمين عن مصدر تلك اللحوم اعترفا بقيامهما بالاشتراك مع شقيقهما "السيد.ر" هارب وبرفقته قائد السيارة "خالد.أ" ويقيمان بذات الناحية بشراء رأس ماشية جاموسة نافقة بناحية التلول دائرة مركز سوهاج وقيامهما بذبحها وتقطيعها وتعبئتها داخل تلك الأجولة لبيعها للمواطنين.
وفى مركز شرطة طما تمكنت القوات بمرافقة الطب البيطرى من ضبط لحوم فاسدة مذبوحة خارج السلخانة يقوم ببيعها لأحد أشهر جزار لحوم الوقيع بمدينة طما حيث تم ضبط 50 كيلو وهو ما تبقى من عملية البيع، فتم تحرير محضر بالواقعة وبالعرض على النيابة العامة أمرت بإعدام اللحوم.
ومن جانبه أشار أيمن إبراهيم من أهالى مدينة طهطا الى أن الطريق الخلفى "بنجا/ طما" يشهد الآن كارثة بيئية خطيرة، حيث قام الأهالى بإلقاء حيواناتهم النافقة على حافة الترع بتلك الطرق الأمر الذى أصبح مرتعا خصبا للجزارين معدومى الضمير، من خلال استغلال قلة الحركة على ذلك الطريق وقيامهم بسلخ الحيوانات وتحميلها داخل مركبات التوك توك والذهاب بها إلى مطاعم الحواوشى والتيك أوى والشاورمة على مستوى المحافظة وتتزايد تلك اللحوم بمطاعم طما وطهطا والبعض الآخر اتخذ من اللحوم سبيلا لتسفيرها إلى بعض الفنادق والمطاعم الكبرى بها بأسعار منخفضة ونتيجة لانعدام ضمير أصحاب تلك الفنادق والمطاعم يقومون بالشراء ونحن نناشد مديرية الطب البيطرى وإدارة شئون البيئة بالمحافظة، والوحدات المحلية بسرعة التحرك إلى تلك المناطق والتخلص من تلك الحيوانات بدفنها بطريقة صحية سليمة حتى لا تتعرض حياة المواطنين للخطر.
أما صفية محمد ربة منزل قالت: انقذونا وانقذوا أولادنا فتلك اللحوم تباع فى الشوراع، عينى عينك، ولا نجد من يقوم بتحرير محاضر لها والجزارين بيستخدموا البفتة الحمراء من أجل ختم تلك اللحوم بدلا من ختم المجزر وفى النهاية، نحن الضحية لأن المواطن عندما يجد سعر الكيلو 50 جنيها، فيهرع إلى الشراء لأنه فى متناول يده، بالإضافة إلى أن تلك اللحوم يأكلها أبناؤنا على شكل سندوتشات حواوشى وهناك 35 تلميذة بمدرسة البنات بطما أصبن بحالات تسمم فى بداية العام الدراسى الحالى نتيجة تناول حواوشى من محل مقابل للمدرسة نسألكم الرحمة ومراعاة الضمير.
ومن جانبه قال طبيب بيطرى فضل عدم ذكر اسمه، إن هناك كميات كبيرة من تلك اللحوم ذهبت إلى المستهلكين وأن قلة الوعى البيئى لدى المزارعين وعدم وجود تـأمين على الماشية جعل الفلاح يقوم بإلقاء الماشية إما داخل الترع والمصارف أو على حوافها، الأمر الذى يعد كارثة بيئة بالمجتمع لأن تلك الحيوانات بعد تحللها تسبب العديد من المشاكل منها تجمع الكلاب الضالة وظهور أصحاب النفوس الخربة من الجزارين الذين يقومون بسلخ وتقطيع تلك الحيوانات تمهيدا لإعادة بيعها مرة أخرى ويساعدهم على ذلك بعض المحلات التى تقوم بدورها بعرض وبيع تلك اللحوم بأسعار مخفضة والتى يقبل عليها الفقراء.
وأوضح أن دور الطب البيطرى ضعيف جدا وعملية الرقابة هشة والقوانين غير مفعلة، ولو أن طبيبا بيطريا صرح وقال إن هناك بؤرة للمرض يتم معاقبته بالإضافة إلى عدم كفاية التحصينات، خاصة أن المناطق المصابة هى نفس المناطق التى تصاب كل عام.
بالصور.. كارثة بيئية جديدة فى سوهاج.. تجار اللحوم يسلخون الحيوانات النافقة على حواف الترع والمصارف لبيع لحومها وجلودها.. والأهالى: "مافيش رقابة والجزارين بيصدروا اللحوم للمطاعم الشهيرة"
الأربعاء، 20 يناير 2016 09:31 م
الحيوانات النافقة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة