يوسف أيوب

هل المصريون غاضبون من النظام؟

السبت، 02 يناير 2016 08:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل المصريون غاضبون من النظام؟..هذا السؤال مرتبط بما يحاول أن يروج له البعض على وسائل التواصل الاجتماعى من مظاهرات فى 25 يناير، يقف خلفها أشخاص معروفون، ويحاولون من خلالها القول بأن مصر مقبلة على انتفاضة جديدة ضد نظام الحكم، دون أن يدرى هؤلاء أنهم يعيشون فى عالم افتراضى بعيد تماماً عن الواقع الذى تحياه مصر حالياً، وتحديداً بعد 30 يونيو. قد تكون هناك أخطاء، بل بالفعل هناك أخطاء، وهذا أمر طبيعى فى دولة مثل مصر الخارجة من ثورتين لم يفصل بينهما سوى عامين وعدة أشهر، وتعاقب عليها خلال الأعوام الأربعة الماضية حكومات مختلفة فى الفكر والتوجه، كما أن ما حدث فى 25 يناير وما أعقبه من انفلات أمنى أصاب المجتمع بأمراض مازلنا نعانى منها وستستمر معنا لسنوات، فضلاً عن الميراث الثقيل أو التركة التى تحملها النظام الحالى من الأنظمة السابقة، وكلها أمور تجعل من الصعب أن تتحول الدولة لتكون ناجحة بمقاييس معقولة فى عدة أشهر، إلا إذا كان من يحكم يملك العصا السحرية، وهو أمر غير وارد، لأن العصا السحرية لا وجود لها فى الواقع.
لا النظام الحالى ولا غيره يملكون العصا السحرية التى ستحدث التغيير السريع أو اللحظى، لكنه مع ذلك سار هذا النظام منذ أن أستلم الدولة فعلياً قبل عام ونصف فى اتجاه ارتضاه الجميع، وهو العمل إلى حين تتحقق كل الأحلام أو الطموحات التى تراودنا جميعاً.. العمل الذى يشترك فيه الجميع دون استثناء، لأن الوقت أصبح أمراً حاسماً، ولا تستطيع أى دولة فى ظل الظروف التى تعانى منها دولة مثل مصر أن تتجاهله، وإلا سنفشل فى تحقيق أى شىء.

الدولة بدأت تسير على الطريق الصحيح، ومن يقول بخلاف ذلك فهو إما لا يرى أو أنه يحتفظ فى داخله بكره للنظام الحالى جعله لا يرى ما يحدث ويتحقق، وهذا أمر يحتاج إلى إعادة تقييم من الجميع، لأنه لا يعقل أن تكون كل المؤسسات الدولية، بل ودولاً لا تقف معنا فى خندق التحديات التى تواجهنا تعترف بما تحقق على أرض الواقع، وما زال هناك من يكذب ما يحدث، إلا إذا كان لا يريد أن يرى، ويريد أن يسير على طريق الكذب إلى نهايته.

لن أتحدث عن قناة السويس الجديدة، ولا المشروعات التى بدأت تدب الحياة بداخلها، ولا مشروع «المليون ونصف المليون فدان» الذى شهدنا الأربعاء الماضى انطلاقة المرحلة الأولى منه فى الفرافرة، ولا عن كل ما تحقق على المستوى الاقتصادى، ولا التحركات الخارجية التى أعادت لمصر مكانتها الطبيعية، لكن سأتحدث فقط عن المواطن البسيط الذى بدأ يلمس بنفسه ثمرات ما تحقق.

لماذا يرفض البعض الاعتراف بما تحقق؟..بعد الإعلان عن المرحلة الأولى من مشروع المليون ونصف المليون فدان، دارت ماكينة التربص والتقليل بل الطعن فيما حدث، بالقول إن مصر تعانى من فقر مائى، فكيف لها أن تزرع مليونا ونصف مليون فدان، ورأينا من قبل ما قيل عن قناة السويس الجديدة وأنها لا تتعدى مشروع ترعة صغيرة، وهو ما يتكرر مع أى مشروع يتم الإعلان عنه أو البدء فيه، بما يؤكد أن هناك نية مبيتة لدى هؤلاء للتقليل مما يتحقق لهدف فى ذهنهم هم فقط، فهم لا يقاومون أى طريق للأمل لدى المصريين، فهم كارهون للنجاح وحاقدون على بلدهم ولا يريدون لمصر أن تتقدم، لأن فى تقدمها فشل لهم ولمن يحركونهم من خلف الستار.

ليس جديداً أن تجد من يقاوم النجاح ويقف له بالمرصاد، ويحاصره بالشائعات التى لا تنطق أبداً بالحقيقة، فمن يفعلون ذلك معرفون بالاسم ولا يجهلهم أى مصرى، فهم أدمنوا الكذب إلى درجة أنهم كادوا أن يصدقوا كذبهم. الجديد فيما يحدث أن المصريين يعون جيداً حقيقة ما يقال ويتردد من شائعات، وأنهم يدركون ما تبذله الدولة من أجل تحقيق ما تم الاتفاق أو الوعد به، فالانطلاقة لن تحدث بين يوم وليلة، لكنها ستحدث لأن هناك إرادة موجودة وتعمل بشتى الطرق ليشعر المصريون بما تحقق.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة