د. خالد عمارة يكتب: ما هو السن المناسب لجراحة العظام فى الأطفال؟

السبت، 02 يناير 2016 02:12 ص
د. خالد عمارة يكتب: ما هو السن المناسب لجراحة العظام فى الأطفال؟ د. خالد عمارة أستاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة عين شمس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعتقد البعض أن عوامل التخدير أو الصحة العامة هى الأساس فى تحديد السن المناسب للجراحة، لكن فى الحقيقة إن تطور الطب فى القرن الواحد والعشرين جعل من الأمان أن يتم تخدير وإجراء جراحة لأى مريض من عمر يوم الى عمر مائة عام. ويتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان الأمان من عمل التحاليل وإعطاء الأدوية المناسبة.. إلى آخره من التفاصيل التى تضمن جراحة آمنة.

لكن العامل الحقيقى فى تحديد السن المناسب للجراحة هو نوع المرض ومرحلته ونسبة الإعاقة، وهذا يختلف من مرض إلى آخر. وهناك أمور سهلة وواضحة مثل الكسور حيث التدخل يجب أن يكون سريعا. لكن هناك أمراض أخرى كثيرة يكون عليها خلاف، مثلا بعض العيوب الخلقية مثل خلع مفصل الفخذ أو القدم المخلبية يفضل أن يتم علاجها مبكرا وفى الحالات التى لا تتحسن بدون جراحة يجب أن يتم التدخل الجراحى حتى فى السن المبكرة. بينما مثلا عيوب أخرى مثل غياب أو نقص نمو عظمة الساق أو الفخذ يتم التدخل فيها فى سن 3 إلى 5 سنوات.

أما عيوب الحركة مثل إصابات المخ وإصابات خلايا المخ بنقص الأكسجين فيتحدد علاجها حسب المتابعة فمثلا هناك حالات يجب تأخير التدخل الجراحى فيها والاعتماد فقط على العلاج الطبيعى بينما هناك حالات أخرى يجب التدخل الجراحى المبكر لتحسين التشوهات ومساعدة الطفل على المشى والاستجابة للعلاج الطبيعى.

وفى حالات اعوجاج الساقين مثل تقوس الساقين للداخل أو الخارج يجب أن يتم تحديد خطة الجراحة عند سن سنتين ونصف إلى ثلاث سنوات ونصف. حيث إنه قبل ذلك تكون فرصة التحسن كبيرة بدون تدخل، حيث تتحسن العظام من نفسها فى أغلب الحالات، بينما الانتظار لسن متأخر قد يجعل التشوه أكبر والجراحة أكثر تعقيدا وبدلا من أن تكون جراحة بسيطة باستعمال الجبس وفى مكان واحد تتحول إلى جراحة كبيرة باستعمال التثبيت الداخلى والمسامير وفترة نقاهة أطول.

وهناك حالات تؤثر على الشكل لكن لا تؤثر على الوظيفة مثل التفاف الساقين أو قصر القامة وهنا يفضل الانتظار إلى أن يكون للطفل رأى خاص به حيث يتم تحديد التدخل من عدمه بناءً على احتياجات الطفل وليس على طلب الأهل، فمن الممكن أن يكون الطفل قصير القامة لكن لا يعانى من أى مشلكة وراضٍ بشكله ومن ثم فلا احتياج إلى تدخل فى هذه الحالة.

أما حالات التشوه المعقد الذى يؤثر على الوظيفة فيمكن أن يكون علاجها على مراحل ويحدد هذه المراحل طبيب عظام الأطفال وإصلاح التشوهات.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة